بغداد 26 يونيو 2016 /بعد 34 يوما من العمليات العسكرية المتواصلة والاشتباكات العنيفة مع تنظيم داعش الارهابي، رفع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اليوم (الاحد) العراقي وسط مدينة الفلوجة معلنا تحريرها، متعهدا برفع العلم العراقي قريبا في مدينة الموصل شمال العراق وطرد عناصر التنظيم المتطرف منها.
وقام العبادي برفع العلم العراقي وسط عشرات المقاتلين، قرب مستشفى الفلوجة وسط المدينة (50 كلم) غرب بغداد، معلنا تحرير المدينة بالكامل من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، وقال " كما رفعنا العلم في الفلوجة سنرفع العلم العراقي في الموصل قريبا ".
وأضاف العبادي " كانت هناك تجاوزات مفردة من البعض في ساحات القتال ضد داعش، وبعض الفضائيات حاولت تأخير النصر في الفلوجة، لكننا انتصرنا سريعا وقضينا على الكثير من الإرهابيين "، داعيا الشعب العراقي للخروج إلى الشارع للاحتفال بانتصارات الفلوجة ".
وأوضح العبادي أننا " نحتاج إلى حملة واسعة لإعادة إعمار المناطق المحررة "، مشيرا إلى أن حكومته تسعى لتوفير كل المتطلبات للنازحين، داعيا اهالي الموصل إلى عدم الاستماع للشائعات قائلا " سنحرر الموصل كما حررنا الفلوجة من رجس الدواعش".
واتهم العبادي بعص الساسة في بغداد بتقاتلهم على المقاعد واطلاق تصريحات متشنجة، داعيا إلى مصالحة مجتمعية وطنية للتعايش السلمي وتقاسم الخيرات بين الجميع.
وكان الفريق الركن عبدالوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة أعلن تحرير حي الجولان اخر معقل للتنظيم الارهابي في مدينة الفلوجة، وانهاء العمليات العسكرية في المدينة.
وهنأ الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتحقيق الانتصارات في معارك تحرير الفلوجة، مبديا دعم المنظمة الدولية للحكومة العراقية في كل النواحي.
ونقل بيان حكومي عن العبادي قوله للمسئول الدولي قوله إن "الحكومة العراقية قد شرعت بعملية اعادة الاستقرار في الفلوجة وغيرها من المناطق، بالاضافة إلى اعادة النازحين إلى مدنهم، الا ان الموارد المالية المتاحة لا تكفي لسد كافة الاحتياجات المتعلقة بالتحرير واعادة الاستقرار بسبب انخفاض اسعار النفط ".
وفي ما يتعلق بحقوق الانسان، قال العبادي إن "هذه المسألة تعد من اولويات عمل الحكومة فضلا عن المصالحة الوطنية"، مؤكدا اننا "ماضون في برنامج الاصلاح الشامل الذي تم الاعلان عنه والسير قدما ببناء دولة المؤسسات".
من جانبه، قال حاكم الزاملي رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي في بيان إن " القوات الأمنية العراقية تمكنت خلال العملية العسكرية في الفلوجة من قتل 1800 ارهابي واعتقال 1500 اخرين اغلبهم من قيادات أجنبية".
واشار الى ان مدينة الفلوجة من المدن التي راهن تنظيم داعش الارهابي على صعوبة تحريرها، وكثيرا من الدول والأطراف راهنت على قوة داعش في الفلوجة لكن القوات العراقية اثبتت لهم العكس.
واضاف ان "المعركة كانت متكاملة من جميع النواحي، وكسرت ظهر داعش في المدينة، وأنهت وجودهم بشكل جيد"، مؤكدا أن القوات العراقية قادرة على رد أي اعتداءات إرهابية تحاول الخلايا النائمة تنفيذها.
وكان وزير الدفاع العراقي قال في تغريده له على حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي (تويتر) " إن نحو 90 بالمائة من الفلوجة سالمة وصالحة للسكن، لاننا باغتنا داعش فيها، ولم يتمكنوا من تدميرها كما حصل في الرمادي وسنجار".
يذكر أن العمليات العسكرية في الفلوجة التي بدأت في 23 مايو الماضي اسفرت عن نزوح جميع سكان مدينة الفلوجة من منازلهم.
واحتجزت القوات العراقية 20 الف رجل وفتى من اهالي المدينة وافرجت عن 11605 منهم بعد تدقيق هوياتهم ومعرفة مواقفهم واعتقلت 2185 مطلوبا وفق مذكرات اعتقال او معلومات او شهادات من أهالي المدينة، فيما لا يزال اقل من سبعة آلاف محتجز قيد التحقيق والتدقيق في قاعدة الحبانية غرب الفلوجة.
يشار إلى أن مدينة الفلوجة هي أول مدينة سيطر عليها تنظيم داعش الارهابي في محافظة الانبار، وكانت ساقطة بيد التنظيمات المسلحة قبل ظهور داعش واحتلال الموصل في العاشر من يونيو 2014.