تقرير إخباري: تراجع مؤشرات البورصة المصرية على نحو حاد بسبب استفتاء بريطانيا

القاهرة 26 يونيو 2016 /هوت مؤشرات البورصة المصرية على نحو حاد في ختام تعاملات اليوم (الأحد)، متأثرة بالتداعيات السلبية على أسواق المال العالمية، جراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وشهدت جلسة اليوم " عمليات بيع مكثفة وعشوائية من قبل المؤسسات وصناديق الاستثمار المصرية والعربية والأفراد المصريين"، وسط مخاوف من استمرار حالة عدم الاستقرار بالأسواق المالية، التي تعرضت لهبوط حاد إثر إعلان نتائج استفتاء بريطانيا.

وخسر رأس المال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة المصرية نحو 15.9 مليار جنيه (الدولار الأمريكي يعادل 8.87 جنيه مصري) من قيمته، مسجلا 3ر376 مليار جنيه بعد تداولات بلغت 627 مليون جنيه، حسب وكالة أنباء (الشرق الأوسط).

ومنى مؤشر البورصة الرئيس "إيجي إكس 30" بأكبر خسارة يومية له منذ 14 يناير الماضي، حيث هوى بنحو 54ر5 % منهيا تداولات اليوم عند 61ر6851 نقطة.

فيما هبط مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي إكس 70" بنسبة 67ر2 %، مسجلا 73ر338 نقطة، وامتدت التراجعات إلى مؤشر "إيجي إكس 100" الأوسع نطاقا ليخسر 27ر3 % من قيمته، مسجلا 37ر722 نقطة.

واضطرت إدارة البورصة المصرية إلى تعليق التداولات على نحو 94 ورقة مالية لمدة نصف ساعة خلال جلسة التعاملات، بسبب تجاوزها نسبة الهبوط المسموح بها، والتي تبلغ 10 % خلال الجلسة الواحدة.

وتنص القواعد المنظمة للتداولات بالبورصة المصرية على أنه يحق لإدارة البورصة تعليق التداول على الأسهم حال ارتفاعها أو هبوطها بشكل حاد خلال جلسة التداول.

وجاء هذا التراجع في مؤشرات البورصة المصرية على خلفية تهاوي مؤشرات البورصات العالمية خلال تعاملات نهاية الاسبوع الماضي بنسب تراوحت ما بين 5 و 12 في المائة، تأثرا بنتيجة الاستفتاء الذي أجرته بريطانيا، والذي أسفر عن خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ورأى وسطاء بالبورصة، إن " الهبوط الحاد الذي منيت به الأسهم المصرية بهذا الشكل لا يبدو مبررا بالمرة"، مشيرين إلى أن بورصة لندن نفسها التي تشهد بلدها الأزمة لم تهبط سوى بنسبة 3 % تقريبا.

وقال حسني السيد خبير أسواق المال، إن عشوائية القرارات من بعض شرائح المستثمرين بالبورصة المصرية تسببت في حدوث الهبوط الحاد خاصة في ظل استمرار غياب الدور المؤسسي لصناديق الاستثمار المحلية التي اعتادت المضاربة على أسعار الأسهم في مثل هذه الأحداث.

من جهته، قال رئيس البورصة المصرية محمد عمران إن الأسواق العالمية شهدت حالات فزع يوم الجمعة الماضي بسبب نتائج استفتاء بريطانيا، مضيفا " هذه طبيعة أسواق المال حيث تنقل الحدث بصورة سريعة وحادة".

لكن عمران اعتبر في الوقت نفسه أنه " من المبكر الحكم على آثار الحدث (خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) على الأوضاع الاقتصادية العالمية، خاصة أن عملية الخروج ذاتها إذا ما نفذت ستستغرق أعواما، وبالتالي لا مبرر للمخاوف السريعة ورد الفعل المبالغ فيه الذي يظهر على شاشات التداول".

وتابع إنه " على المستثمرين ضرورة التريث وعدم الهلع والرعب، خاصة أن البورصة المصرية مرت عليها تجارب أكثر تأزما على مدار السنوات الماضية، مما زاد من خبرة المتعاملين بالسوق وقدرتهم على التعامل مع مثل تلك الأزمات".

وأوضح أنه " بالرغم من أن دور البورصة لا يسمح بالتدخل في تحركات الأسعار وقرارات المستثمرين لكن في الوقت ذاته يبرز دور البورصة في توعية المستثمر وتوضيح الصورة الحقيقية له بعيداً عن حالات الهلع والرعب التي تحدث عند تراجع الأسواق".

وأضاف أن " الإحصائيات المنشورة عن الشركات تؤكد وجود وضع مالي جيد في عدد كبير من القطاعات، حيث أن 73 % من الشركات تتداول عند مضاعف ربحية يقل عن 10 مرات، و7 % من الشركات تتداول عند مضاعف ربحية يتراوح بين 10 إلى 15 مرة".