وارسو 21 يونيو 2016 / اختتم الرئيس الصينى شى جين بينغ اليوم الثلاثاء زيارة الدولة التى قام بها الى بولندا التى تعد ثانى محطة فى جولته التى يقوم فيها بزيارة ثلاث دول من دول اوراسيا.
وخلال اقامته فى بولندا التى بدأت يوم الاحد، توصل شى الى اتفاقيات مع نظيره البولندى اندجي دودا حول تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال اطاري مبادرة الحزام والطريق الصينية وطريق امبر فى بولندا، حيث تسعى الدولتان الى ايجاد اسواق جديدة لاستراتيجياتهم التنموية.
قطارات حديثة على طرق التجارة القديمة
يذكر ان اكثر اللحظات المؤثرة خلال الزيارة اتت بعد ظهر يوم الاثنين عندما قام قطار شحن سريع باطلاقات الصافرات خلال الدخول الى محطة شحن فى وارسو. وكل الحاويات على متن القطار كان عليها شعار (تشاينا ريل واي اكسبرس).
وشهد شي و دودا اللحظة فى الموقع التى كانت ايذانا بوصول اول قطارات شحن من الصين على طول المسارات التى يبلغ طولها 10 الاف كم الى ساحل غرب الباسيفيك.
يذكر ان قطارات الشحن بين الصين واوروبا اصبحت نموذجا للتعاون الاقتصادى بين الصين وبولندا. وتمر كل هذه القطارات تقريبا من الصين عبر بولندا التى تقع فى مركز اوروبا.
ووضعت مثل هذه المميزات الجيولوجية بولندا فى موقع فريد فى مبادرة الحزام والطريق.
ومع الخدمة المنتظمة، ستصبح القطارات ميسرة لعملية التجارة البينية بين الصين واوروبا.
وقال كريزتوف يانيزكو مدير مشروع فى شركة هاترانس اللوجسيتة فى مركز لودز للسكك الحديد بانهم يشرفوا على قطارى شحن من الصين كل اسبوع وان المزيد والمزيد من الشركات الاوروبية تتعاقد على نقل السلع الى الصين عبر القطارات.
وفى منتدى اقتصادى امس الاثنين حضره شي، اشار زيدلو الى ان الصين نقطة بداية لطريق الحرير فى الوقت الذى تعد فيه بولندا نقطة بداية فى طريق امبر الذى يربط منطقتي البلطيق والبحر الاسود.
واضاف انه خلال زيارة الرئيس شى، وقعت الدولتان على اتفاقيات تعاون يمكن ان تربط بفعالية بين الطرقين التجاريين، ما يعزز اقتراب الصين من اوروبا.
الاقتصاد, الاقتصاد!
خلال زيارة شي، اجرى قادة البلدين محادثات حول الربط بين استراتيجيات التنمية فى الوقت الذى يهتم فيه مجتمع الاعمال البولندى اكثر حول ما تمثله الصين بالنسبة لاقتصاد الدولة.
وقال فويسيتش مازوركيفيج، مدير بشركة (تى اف اى بى زد يو اس ايه) للاستثمار، ان شركته تتطلع الى الاستثمار فى سندات الشركات فى الصين والسعى بفاعلية لفرص اعمال لتسهييل الاستثمارات الصينية فى منطقة وسط وشرق اوروبا.
وذكر "الصين اصبحت اغنى واغنى. وانها تصدر ايضا رؤوس اموالها، مضيفا "الى جانب كونها مركز نقل، فان بولندا يمكن ان تكون واحدة من المراكز المالية فى هذه المنطقة للعاصمة الصينية."
والى جانب التمويل، وهو مجال تعهد شي ودودا باستكشافه، اتفقا ايضا على ضرورة قيام الدولتين بتوسيع التعاون فى مجالات الزراعة والاتصالات وحماية البيئة والتكنولوجيا المتقدمة والطيران والطاقة الجديدة.
يذكر ان بولندا واحدة من اكثر الاقتصاديات النشطة فى اوروبا. حيث بلغت التجارة الثنائية مع الصين 17.1 مليار دولار امريكى فى عام 2015 واصبحت اكبر شريك تجارى للصين فى منطقة وسط وشرق اوروبا، واصبحت الصين اكبر شريكة لبولندا فى اسيا.
وبالنسبة للصين، فان بولندا تعنى اكثر من دولة واحدة، حيث ان الخبراء يعتقدون ان زيارة شى الى دول وسط وشرق اوروبا يمكن ان ترى ككل.
وقال خه ماو تشون، الخبير الاقتصادى فى جامعة تسينغهوا ان دول وشط وشرق اوروبا مثل صربيا وبولندا تعد نقطة ربط حيوية هامة على طول طريق الحرير.
واشار الاقتصادى الى انه فى حين ان الصين ودول وسط وشرق اوروبا تمران بمراحل تنمية اقتصادية متشابهة ولهما تاريخ طويل من التعاون، فان تنميتهما تكملان بعضهما البعض.
واضاف انه بالية تعاون واضحة وسلسة قائمة بالفعل، فان دول وسط وشرق اوروبا يمكن ان تعمل كجسر للصين تجاه غرب اوروبا.
وفى محادثاته مع شى، قال دودا ان بولندا تقف على استعداد لان تصبح مركزا لاوروبا لثانى اكبر اقتصاد فى العالم.
وفى كلمته يوم الاثنين فى منتدى للتجارة، قال شى ان الصين قادرة على تحقيق نمو صحيح لاقتصادها وترحب بدول اخرى لركب قطار التنمية الصيني السريع.
تجدر الاشارة الى ان بولندا واحدة من اوائل الدول التى تعترف بجمهورية الصين الشعبية واقامة العلاقات الدبلوماسية معها. وعلى هذه الخلفية، دعا شى البلدين الى تحويل شراكتهما الى نموذج تعاون من خلال اطار مبادرة الحزام والطريق.
وخلال اقامة شي رفع الجانبان مستوى علاقاتهما الى شراكة استراتيجية شاملة.