دمشق 20 يونيو 2016 /اللاجئة العراقية نعمت محمد والمقيمة في سوريا منذ عام 2004 وزعت طبختها التراثية " الدولامة " على الأسر العربية اللاجئة في سوريا ، على مأدبة إفطار أقامتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في سوريا بمناسبة اليوم العالمي للاجئ ، وسط أجواء من المحبة والسعادة الغامرة .
وقالت اللاجئة العراقية نعمت محمد ( 45 عاما ) من منطقة الاعظمية ببغداد ، والمقيمة حاليا في منطقة مساكن برزة بدمشق ( شمالا ) إن " سوريا رغم الازمة التي تعصف بها منذ أكثر من خمس سنوات لا تزال أكثر أمنا من العراق " ، مؤكدة انها وعائلتها تعيش في سوريا ولا تريد مغادرتها إلى وطنها الام العراق .
وأضافت اللاجئة العراقية أنها " قامت بالمشاركة في يوم اللاجئ العالمي وفي الفعالية التي اقامتها مفوضية شؤون اللاجئين بطبخة تراثية تسمى ( الدولامة ) وهي أكلة مؤلفة من الأرز المحشي بداخل ورق العنب والبطاطا والكوسا والباذنجان مع لحم الخروف " ، مؤكدة أن هذه الاكلة مشهورة جدا في العراق وتعد من الاكلات الرمضانية الأساسية ، مشيرة إلى أن أنها مسرورة بهذه المشاركة لانها تعرفت على أكلات شعبية وتراثية في بلدان عربية أخرى .
وأشارت إلى انها ستقوم بتعليم اللاجئين لعبة " المحيبس " وهي لعبة مشهورة في العراق ويقوم بوضع " المحيبس " في مكان ما وعلى افراد الاسرة البحث عن مكانه والعثور عليه والخاسر يقدم للفائزين حلوى .
وأعربت عن أملها في أن تتوقف الحروب كي يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلادهم .
ومن جانبها راحت اللاجئة أماني محمد علي من ارتيريا والمقيمة في سوريا منذ عشرين عاما ، ترتب بعض التحف التراثية والمصنوعة يدويا ، وهي تمثل مفردات التراث الارتيري ، وتضعها على طاولة كبيرة كي يتعرف عليها النازحون السوريون من محافظات سورية ولاجئون عرب اخرين مازالوا في سوريا .
وقالت اللاجئة أماني لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم ( الاثنين ) إنها " تقيم مع والداتها في سوريا منذ أكثر من عشرين عاما " ، مشيرة إلى أنها شاركت في هذه الفعالية كي تعرف بعض اللاجئين العرب على تراث بلادها الغني والمتنوع ، وان تقدم بعض الاطباق المعروفة والتي تقدم في شهر رمضان " .
وأشارت إلى أن طقوس رمضان في اريتريا قريبة جدا من طقوس رمضان في سوريا مع اختلاف بسيط في نوع المشروبات التي تقدم على المائدة .
وأعربت عن تمنياتها في أن تهتم الدول الكبرى أكثر بقضايا اللاجئين وأن يقدموا الدعم المادي والمعنوي للاجئين وأن يكون هناك قوانين رادعة تنهي الحروب والنزاعات والتي هي سبب اللجوء .
وبدورها اللاجئة الصومالية زهرة محمد عبدي ( 36 عاما ) وقفت وراء طاولة صغيرة تعد بعض الأطعمة التراثية الصومالية وهي الباجية والسمبوسة ( وهي فطائرة صغيرة محشوة بالجبن واللحمة ) وهي ترتدي الزي التقليدي لبلادها .
وقالت اللاجئة الصومالية التي تعيش مع عائلتها في سوريا منذ خمس سنوات إنه " رغم الحرب التي تشهدها سوريا إلا أن الوضع فيها لا يزال افضل بكثير من الوضع في الصومال " ، مؤكدة ان مفوضية اللاجئين في سوريا تقدم لهم الدعم اللازم .
وأعربت عن تمنياتها في أن يحل السلام وتوقف الحروب ، وتعيش البشرية بسلام ومحبة ، متمنية أن يكون هذا العام عام توقف الحروب والنزعات الدامية في العالم العربي .
واللاجئة السودانية نعمى محمد أدم والمقيمة مع عائلتها في سوريا منذ 21 عاما قالت لوكالة ( شينخوا ) وهي تعد الاكلة التراثية السودانية ( العصيدة ) إنها " فخورة جدا بالمشاركة في هذه الفعالية التي تقيمها مفوضية شؤون اللاجئين في سوريا ، وخاصة في المنتدى الثقافي العراقي ، كي تشارك بالاطعمة السودانية مع باقي الدول العربية التي تقع في اسيا والتي تقع في افريقيا بأكلة اسمها ( العصيدة ) وهي مكونة من الطحين والماء والبصل واللحمة المفرومة والطماطم والبامية وتقدم في رمضان " .
وأضافت ، وبناتها الثلاثة يصنعن القهوة المعدة على الطريقة السودانية وبأدوات تراثية " هذه الفعالية تفرح الناس اللاجئة في سوريا ، ومن خلالها نتعرف على الطقوس الرمضانية في تلك البلدان " .
وأشارت إلى أن رمضان " جميل جدا في سوريا ، ونحن كنا نشاهده عبر المسلسلات السورية التراثية ، والان نحن نعيش تلك الطقوس بشكل حقيقي" .
ومن جانبه قال فراس الخطيب الناطق الإعلامي باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " سوريا لا تزال حتى اليوم تستضيف 31,400 الف لاجئ معظمهم من العراق والصومال والسودان وارتيريا ، بالرغم من انها تعاني من أكبر أزمة إنسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى نزوح اكثر 5,6 مليون سوري داخليا ، فيما أجبر 4,8 مليون سوري على اللجوء في دول الجوار " .
وأضاف الخطيب إن " بعثة مفوضية الأمم لشؤون اللاجئين في سوريا تهدف من وراء هذه الفعاليات إلى رفع الوعي بمن هم اللاجئين ، ولماذا هم بحاجة للحماية ، وتعتبر هذه المناسبات الاجتماعية وقتا ثمينا للاجئين والسوريين النازحين داخليا لمشاركتهم قصصهم بين بعضهم البعض ومع المجتمع المضيف ".
وأشار إلى أن المفوضية العليا تطلق هذا العام حملة بعنوان " مع اللاجئين " بهدف حشد التعاطف مع الأشخاص المجبرين على الفرار وفهمهم من خلال خلق المساحة لعامة الناس لرؤية اللاجئين من منظور " الآمال / الاحلام العالمية " التي يتشاركها الأشخاص في جميع انحاء العالم.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليوم الاثنين، إن عدد النازحين عن ديارهم بلغ أكثر من 65 مليون شخص العام الماضي، بمعدل واحد من بين كل 113 شخصا في العالم يحمل صفة اللجوء أو النزوح او طالب للجوء.
وبينت المفوضية في تقرير "الاتجاهات العالمية"، الصادر بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين إن رقما قياسيا بلغ 65.3 مليون شخص، نزحوا عن ديارهم في أنحاء العالم العام الماضي.
ولفت التقرير إلى أن القتال في سوريا وأفغانستان وبوروندي وجنوب السودان، تسبب في موجة النزوح الأخيرة، مما رفع العدد الإجمالي للاجئين إلى 21.3 مليون شخص نصفهم من الأطفال.