مسقط 29 مايو 2016 / أكد أرجان موقاش، السفير الكازاخستاني المعتمد لدى سلطنة عمان على أن بلاده شريك استراتيجي وتجاري رئيسي مع الصين ،مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل خلال العام الماضي إلى أكثر من 25 مليار دولار وذلك في قطاعات كثيرة منها النفط والصناعة و الزراعة وغيرها.
وقال السفير الكازاخستاني إن بلاده ستستفيد كثيرا من إحياء طريق الحرير القديم خاصة في ظل مبادرة " حزام واحد .. طريق واحد " التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في 2013 والتي تهدف إلى إحياء طريق الحرير القديم على طرق التجارة البحرية و البرية التي تربط بين الشرق والغرب .
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها ( شينخوا ) مع أرجان موقاش، السفير الكازاخستاني المعتمد لدى سلطنة عمان عقب مؤتمر صحفي نظمته السفارة الكازاخستانية في سلطنة عمان اليوم ( الأحد ) للحديث عن احتفالات بلادها بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرون على استقلال بلاده.
وأكد موقاش أن طريق الحرير سيخدم بلاده حيث أن كازاخستان تسعى لكي تكون ملتقى تجاري بين دول آسيا و أوروبا و بين دول الشمال والجنوب كما أن كازاخستان تريد أن تستخدم أراضيها لإنشاء طرق سواء برية أو عن طريق خطوط السكك الحديدية لتساهم في وصل طريق التجارة العالمية.
وقال إن بلاده تقع فعلا في كل مفارق طريق الحرير، فهناك ثلاثة طرق بين الصين و الدول الواقعة عليه ( قاصدا طريق الحرير ) وكازاخستان واقعة في مفترقها جميعا،فهذه الطرق الثلاثة هي: الشمال والذي يأتي من الصين عبر أراضي كازاخستان إلى روسيا ثم إلى أوروبا.
و أضاف أما الطريق الثاني يأتي من الصين، إلى كازاخستان، ودول بحر قزوين ثم القوقاز ثم تركيا إلى أوروبا، وأما الثالث فمن كازاخستان، أوزباكستان، تركمانستان، إيران، ثم دول الخليج ثم إلى إفريقيا، وهنا نلاحظ أنه في كل الطرق الثلاثة كازاخستان شريك رئيسي فيها.
كما أكد على أنه حتى في الحدود الممتدة بين كازاخستان والصين يوجد العديد من المحطات والنقاط التي تخدم البلدين و تهدف إلى التسهيلات الجمركية ، مؤكد على أن بلاده اتخذت مع الصين كل ما يسهل من أجل اتمام هذا الطريق المهم.
و أشار موقاش إيضا إلى أنه كما أن كازاخستان تقع على طريق الحرير فإن عمان كذلك يمكنها أن تستفيد منه كما يمكن ذلك لبقية دول الخليج العربي حيث يسهل طريق التجارة العالمي ، وكما نعرف أن عمان أيضا واقعة على هذا الطريق وهي تعمل على ربطه به من خلال الأماكن الواقعة على ممر طريق الحرير ومنها الدقم بمينائها ومطارها.
واصفا الدقم العمانية بأنها منطقة تجمع وجذب صناعي ومن ثم سيساهم وقوعها على طريق الحرير في جذب الاستثمارات لعمان وسيسهل حركة انتقال السلع والبضائع منها إلى العديد من الاماكن والأسواق في العالم وخاصة الآسيوية و الإفريقية وحتى إلى أوروبا.
وعن احتفالات بلاده بالذكرى الخامسة و العشرين للاستقلال تحدث مواش في المؤتمر الصحفي قائلا "الاحتفالات بدأت في بلادي و مستمرة هناك و لكن في السلطنة ستكون مع الاحتفال بالعيد الوطني الذي يكون في ديسمبر من كل عام".
أما عن العلاقات العمانية - الكازاخستانية فقال سلطنة عمان كانت من أوائل الدول العربية التي اعترفت باستقلالنا و بدأت العلاقات الدبلوماسية بتبادل المذكرات بين البلدين في 27 أبريل 1992م.
ورأى موقاش أنه رغم أن عمان كانت من أوائل الدول التي عقدت علاقات مع كازاخستان بعد الاستقلال إلا ان حجم ما يتم من تعاون اقتصادي بين البلدين لا يتناسب مع مستوى علاقات البلدين، حيث أن حجم الاستثمارات المباشرة بين البلدين في الفترة من 2005 – 2015 بلغت حوالي 253.3 مليون دولار وهذا ضعيف جدا
وأشار إلى أنه وفي سبيل الدفع بتلك العلاقات الاقتصادية قدما يتم الآن التشاور بين البلدين وهناك دراسات حول توقيع بعض الاتفاقيات المهمة والعمل على إقرارها وتوقيعها ومنها في مجال حماية الاستثمارات و تجنب الازدواج الضريبي.
و سوف يزور يوسف بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية كازاخستان قبل نهاية هذا العام وربما في أكتوبر أو نوفمبر المقبل وربما يرفقه وفدا من رجال الأعمال، كما سيتم بحث أوجه التعاون والفرص الاستثمارية بن البلدين والآن الطرف العماني في انتظار مقترحات من جانبنا في كازاخستان.