مسؤول مصري: نستبعد وجود "مؤامرة خارجية " لضرب السياحة في بلادنا ونستنكر سياسة " الكيل بمكيالين"

القاهرة 18 أبريل 2016 / استبعد رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية سامي محمود وجود "مؤامرة خارجية" لضرب قطاع السياحة في بلاده، لكنه استنكر سياسة "الكيل بمكيالين" التي تعاملت بها عدة دول مع مصر.

وقال المسؤول المصري في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، معلقا على وضع السياحة في مصر، " كان عام الذروة 2010، حيث حققنا أعلى معدل 14.7 مليون سائح زاروا مصر، بإيرادات حوالى 12.5 مليار دولار، لكن بعد ثورة 25 يناير (2011) ثم ثورة 30 يونيو (2013) حصل انخفاض فى أعداد السائحين الوافدين الى مصر، حتى وصلوا في عام 2015 الى حوالى 9.2 مليون سائح زاروا مصر بإيرادات 6.2 مليار دولار".

وأضاف ان "الوضع غير جيد نتيجة الظروف التى مرت بها مصر من عام 2011 وحتى 2015، اعتقد ان عام 2016 غير جيد، ولو وصلنا إلى 8 ملايين سائح هيبقى شئ جيد جدا".

وأشار إلى ان عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال يناير وفبراير 2016 بلغ حوالى 700 الف سائح، مقارنة بمليون و300 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي، بنسبة انخفاض بلغت 46%.

وعن تأثير حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء على السياحة المصرية، قال محمود " كان ضربة قاصمة للسياحة، لأن السياحة المصرية كانت تعانى أصلا منذ عام 2011، ثم جاء حادث الطائرة ليوجه ضربة قوية جدا لقطاع السياحة".

وسقطت طائرة روسية فى 31 أكتوبر الماضي في سيناء، وهي في طريق العودة من منتجع شرم الشيخ إلى بلادها، ما أدى إلى مقتل جميع ركابها وأفراد طاقمها، وجميعهم من روسيا التي أعلنت أن عملا إرهابيا وراء الحادث.

وتابع محمود " فقدنا سوقين يعتبران من أهم الأسواق المصدرة لمصر مثل السوق الانجليزى، الذي فرض حظرا كاملا على السفر إلى شرم الشيخ، ثم السوق الروسى الذي فرض حظرا على جميع المناطق السياحية فى مصر، تبعهما بعض الدول الاخرى، وهذا كان له دور كبير فى تدنى الحركة السياحية الى مصر".

وأردف " فقدنا أكثر من 95% من حجم حركة السياحة الروسية إلى مصر بعد الحادث ، وأكثر من 80% من حجم السياحة الانجليزية ، وهما يمثلان 45% من حجم حركة السياحة فى مصر".

وحول تأثير قضية مقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني على تدفق السياح الايطاليين لمصر، رأى المسؤول المصري أنه " بالتأكيد كان هناك تأثير، السوق الايطالى كان يمدنا فى نهاية 2010 بحوالى مليون سائح، ثم بدأت الأعداد فى تنازل حتى وصلنا إلى 330 ألفا فى 2015، يعنى فقدنا حوالى 70 % من حركة السياحة الايطالية قبل حادث ريجينى".

وأعلنت ايطاليا قبل أيام استدعاء سفيرها بالقاهرة للتشاور، على خلفية قضية ريجيني الذي عثر عليه مقتولا في مصر، وبه آثار تعذيب في أجزاء مختفلة من جسده.

واستطرد إن " الحادث لم يكن له رد فعل كبير على حركة السياحة (بسبب) ارتباط بعض السائحين بشرم الشيخ، فمازال السائحون الايطاليون يذهبون الى شرم ومرسي علم، التأثير كان إعلامي".

ورد على سؤال حول ما إذا كانت هناك مؤامرة خارجية لاستهداف مصر من خلال ضرب السياحة فيها، بالقول " لا استطيع أن أقول (أن هناك) مؤامرة، لكن السياحة صناعة حساسة جدا، تدخل فيها عوامل كثيرة، والسياسة أصبحت تلعب دورا مهما فيها، فكل ما تحسنت العلاقات الثنائية بين مصر وبعد الدول كل ما ساعدت كثيرا فى زيادة التدفقات السياحية، وكل ما كان هناك مشكلات سياسية بين مصر وأى دولة كل ما تقل نسبة التدفق السياحي من هذه الدول".

وواصل إن " الموضوع منظومة متكاملة، والسياحة اصبحت صناعة ضخمة جدا لها تاثير على الاقتصاد سواء مصرى أو عالمى".

واستدرك" لكن الذى استغرب له هو الكيل بمكيالين"، مشيرا إلى أن أحدا لم يفرض حظرا على السياحة في فرنسا أو بلجيكا أو الدنمارك عندما تعرضت هذه الدول مؤخرا لعمليات إرهابية.

ورأى أن هناك "استثناء لمصر" من الدول التي تعرضت للإرهاب، حيث فرض بعض الدول حظرا على السياحة بها، "وهذا يدل على أن السياسة تلعب دورا هاما فى السياحة فى الوقت الراهن".

وعلق المسؤول المصري على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن الوقت سابق لأوانه لاستئناف الرحلات الجوية لمصر، قائلا " كنا متوقعين من روسيا استجابة أكثر حتى تعود السياحة الروسية الى مصر، باعتبارها الدولة الأولى المصدرة لمصر بـ3 ملايين سائح، لكن هذا قرار سياسى للجانب الروسي ولا تعليق عليه، نحن لا نملك أن نفكر للحكومة الروسية، هذا قرار متروك لها، وفى الآخر هي تحمي مواطنيها من وجهة نظرها".

وشدد سامي محمود على ان "المطارات المصرية مؤمنة بشكل جيد جدا، والمناطق السياحية والآثرية فيها منظومة أمن على أعلى مستوى".

وتابع إنه " فى عام 2015 لم يحدث لأى سائح فى مصر مكروه باستثناء حادث الطائرة الروسية، وحوادث الطائرات متكررة، وممكن تحدث فى أى مكان فى العالم، مثل حادث مطار بلجيكا التى راح فيه ضحايا كثر، فالارهاب أصبح ظاهرة عالمية وليس مقتصرا على مصر".

وأقر محمود بضرورة العمل على تنويع الأسواق السياحية المصدرة لمصر، مضيفا " نحن اعتمدنا لفترة طويلة على أربع أو خمسة أسواق كانت تصدر تقريبا 75% من حركة السياحة فى مصر، مثل روسيا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا و السعودية".

وزاد " بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فى 31 أكتوبر 2015، توجهنا إلى أسواق أخرى، حبينا نفتح المجال أمام كافة الاسواق، مثل أسواق بولندا، وأوكرانيا، واليابان، والصين، والهند، والبرازيل، والارجنتين".

وواصل " لكن كل هذا يتطلب توافر وسائل الطيران، لأن 95% من حجم الحركة الوافدة إلى مصر تأتى عبر الطيران المنتظم أو العارض، وهذا مهم جدا بالنسبة للسياحة المصرية".

وأوضح أنه " بالنسبة للقاهرة لا يوجد open sky، وهذا يعطل جزءا من المسألة، لأن الخطوط العربية التى تأتى من منطقة الخليج تحب تنزل فى القاهرة أولا بدلا من التوجه إلى شرم الشيخ والغردقة".

ورأى أن " الاتفاقيات بين (وزارة) الطيران المدنى (المصرية) والدول الاخرى لابد من تطويرها لكى تواكب العصر".

وتابع " دورنا كوزارة السياحة أن نعطى حوافز للطيران العارض، حاليا نجتمع مع عدد كبير من شركات الطيران لتيسير رحلات من مقاصد سياحية جديدة، بالاضافة إلى التنسيق مع (شركة) مصر للطيران لايجاد خطوط منتظمة من مدن جديدة اخرى".

وعن قرار مصر والسعودية إنشاء جسر بري بين البلدين، ووصف محمود هذا القرار بـ" إيجابى جدا".

وقال " إننا نعتبر منطقة الخليج منطقة مصدرة لمصر، وهذا الجسر سوف ينقل حركة برية كبيرة من السعودية والاردن والبحرين إلى مصر، كما سيقام على هامش هذا الجسر نشاط سياحى جيد جدا، لكن لابد من مراعاة الشروط البيئية (عند إنشاء الجسر) وتأثيره على مدينة شرم الشيخ باعتبارها مدينة خاصة".

وحول المستهدف هذا العام، قال محمود" نحن نستهدف فى هذا العام 9 ملايين سائح، وفى نهاية 2020 نستهدف 20 مليون، يمكن أن يحقق لمصر ايرادات اكثر من 25 مليار دولار".

وختم " آمل فى ظل استقرار الأوضاع فى مصر أن تكون هذه رسالة للسائحين من مختلف دول العالم.. نحن أكثر أمنا واستقرارا".