القاهرة 7 أبريل 2016 / أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم (الخميس)، التزام بلاده بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، فيما دعا البرلمان واشنطن إلى " دعم مصر عسكريا لمكافحة الإرهاب ومنع وصوله لأوروبا عبر البحر المتوسط".
وأعرب السيسي، خلال استقباله اليوم وفدا من مجلس النواب الأمريكي برئاسة بول رايان رئيس المجلس، عن تقديره للعلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر وأمريكا، وثمن المساعدات التي تقدمها أمريكا لبلاده، والتي ساهمت في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، بحسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف.
وأكد السيسي " التزام مصر بشراكتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وحرصها على تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات ".
وأبدى " ترحيب مصر بالتواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة وتبادل وجهات النظر إزاء العديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، أخذا في الاعتبار دقة الظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية، وما تواجهه من خطر الإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف ".
وشدد السيسي على " أهمية منح مكافحة الإرهاب أولوية متقدمة على الصعيد الدولي، أخذا في الاعتبار خطورة تنامي تلك الظاهرة على المجتمع الدولي بأسره، وكذا لتشعب آثارها ليس فقط على الصعيدين الأمني والسياسي، ولكن لعرقلتها أيضا جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، علاوة على تهديدها لمفهوم الدولة الوطنية ذاته".
حذر من مغبة سقوط الدول الوطنية في المنطقة، وتداعيات ذلك المرتبطة بانتشار الجماعات الإرهابية وتوسعها في المنطقة.
ونوه بأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات في المنطقة بما يحافظ على المؤسسات الوطنية للدول وتحول دون انهيارها وتصون مقدرات شعوبها.
ودعا إلى " أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الفكرية والدينية لمواجهة انتشار الفكر المتطرف ودحضه، وإظهار الصورة الحقيقية للإسلام الحنيف بوسطيته واعتداله وقيمه السامية التي تحض على الرحمة والتسامح والتعاون وقبول الآخر".
وقال المتحدث الرئاسي علاء يوسف، إن رئيس مجلس النواب الأمريكي أكد اعتزاز الولايات المتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والوقوف بجانب مصر لمواجهة مختلف التحديات.
وأوضح رايان أن زيارته إلى مصر تأتي في إطار أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه مهام منصبه، الأمر الذي يؤكد الاهتمام الذي يوليه مجلس النواب الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، وحرصه على تعزيز العلاقات الممتدة والمتميزة مع مصر.
وأشار إلى اتفاق الجانب الأمريكي مع مصر بشأن أهمية دفع العلاقات الثنائية قدما في المرحلة الراهنة، لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، والتي تؤثر على المصالح المشتركة للبلدين.
وأشاد رايان بالجهود التي تبذلها مصر لمكافحة الإرهاب والتطرف، كونها دعامة رئيسة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ولفت أعضاء الوفد الأمريكي إلى جهودهم المبذولة من أجل إقناع الشعب الأمريكي بأن فكر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة لا يعبر عن الإسلام الصحيح بل يتنافى معه.
كما التقى رئيس مجلس النواب (البرلمان) المصري الدكتور علي عبدالعال الوفد الأمريكي، حيث أكد الأول " أهمية دعم أمريكا لمصر عسكريا لمكافحة الإرهاب ومنع وصوله لأوروبا عبر البحر المتوسط"، حسب بيان.
فيما قال السفير محمد العرابي عضو مجلس النواب المصري وزير الخارجية الأسبق، إن لقاء أعضاء المجلس مع الوفد الأمريكي تناول تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين، وقضية التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني في مصر، لاسيما من جانب أمريكا.
وأضاف العرابي " أكدنا لوفد الكونجرس الأمريكي تحفظنا على طريقة إدارة أمريكا لملف التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني في مصر"، مشيرا إلى أن رئيس المجلس علي عبد العال أكد أن " مصر ليست ضد عمل منظمات المجتمع المدني، ولا يوجد تعسف ضدها، ولكن يوجد إطار تشريعي لعمل هذه المنظمات، يقضي بضرورة تحديد مصادر أموال الجمعيات وأماكن توجيهها والهدف منها".
وتابع إن أعضاء مجلس النواب الذين شاركوا في اللقاء طالبوا الوفد الأمريكي بضرورة أن يكون هناك مساندة وتأييد أكبر لمصر في مجال مكافحة الإرهاب.
من جانبه، أكد بول رايان رئيس الوفد الأمريكي أن بلاده تدعم مصر باعتبارها أهم دولة في منطقة الشرق الأوسط، واستقرارها أمر ضروري وحيوي.
وأشار رايان إلى أن " أمريكا تدعم الديمقراطية ولا تدعم أي حزب سياسي (في مصر)، لذلك فهي تدعم البرلمان المصري والقيادة المصرية المنتخبة ".
من جهته، قال السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام أنه سيدعو إلى رصد مخصصات طارئة بعدة مليارات دولار لمساعدة مصر والاردن ولبنان في الحرب على الإرهاب، حسب ما نقلت عنه وسائل إعلام مصرية.
وهذه ثاني زيارة لوفد من الكونجرس الأمريكي لمصر خلال اسبوع، حيث زار وفد آخر القاهرة السبت الماضي، والتقى الرئيس السيسي ووزير الدفاع المصري.
واعتمد الكونجرس في نوفمبر الماضي المساعدات العسكرية لمصر لعام 2016 دون أي تعديلات.
ومصر ثاني أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية، وتبلغ قيمة المساعدات العسكرية التي تتلقاها من واشنطن كل عام 1.3 مليار دولار.