سنغافورة 2 ابريل 2016 / دعا وزير الخارجية الصيني الاسبق لي تشاو شينغ اليوم (السبت) الصين والولايات المتحدة للقيام بعمليات "الجمع والطرح" الملائمة في علاقتهما الثنائية وتوسيع نطاق التعاون البراجماتي من أجل دعم السلام والاستقرار في منطقة آسيا الباسيفيك.
أدلى لي بتصريحاته خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها امام منتدى سنغافورة الذي عُقد تحت عنوان "نمط جديد للعلاقات بين القوى العظمى: ماذا يعني لاسيا؟"
وقال إن العلاقة بين الصين والولايات المتحدة مختلفة عن تلك التي كانت تجمع الاخيرة بالاتحاد السوفيتي اثناء الحرب الباردة, مضيفا أن البلدين تجمعهما مصالح مشتركة واسعة تمثل حجر الاساس للعلاقات فيما بينهما.
واشار لي إلى أن بحر الصين الجنوبي لا يمثل أزمة بين الصين والولايات المتحدة وانما عقبة كبرى في طريق العلاقات الثنائية.
وتابع "لذلك لا تتكيف الولايات المتحدة مع تنمية الصين وتلك طريقة تفكير نمطية للحرب الباردة والسيطرة."
وانتقدت الولايات المتحدة الصين مرارا لاستصلاحها اراض في بحر الصين الجنوبي وحرضت دولا أخرى لفرض ضغوط على الصين، حسبما قال لي. وأكد على أن إقامة الصين على الجزر وسلسلة الصخور التابعة لها يتماشى تماما مع القانون.
وقال أيضا الوزير السابق "ربطت الولايات المتحدة إقامة الصين على جزرها وسلاسل صخورها في بحر الصين الجنوبي بالعسكرة رغم أنها غضت الطرف عن إقامة دول أخرى مجاورة للصين مطارات ونشرها أسلحة مراقبة."
"طلبت الولايات المتحدة مع الصين الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار, رغم انها ليست من الدول الموقعة عليها. وعلاوة على ذلك, زعمت واشنطن انها لا تنحاز لطرف على حساب آخر في قضية بحر الصين الجنوبي إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية انتقدت الصين علانية في الآونة الأخيرة قائلة إن ادعاء بكين بالسيادة لا يتوافق مع القانون الدولي."
وتابع لي بالقول إن سبب التوترات في العلاقات الصينية الأمريكية يكمن في القلق الأمريكي من التنمية الصينية وقال "حتى أن بعض سياسييها يعتقدون ان زيادة قوة الصين ستؤدي لازاحة الولايات المتحدة في اسيا وهي طريقة تفكير نمطية للحرب الباردة والسيطرة."
واقترح لي على البلدين "القيام بعمليات جمع وطرح" والتمسك باتجاه بناء نمط جديد من العلاقات بين الدول الكبرى من أجل حماية السلام والرخاء الإقليميين بشكل أفضل."
وعن الجمع, اقترح لي توسيع نطاق الجوانب الإيجابية للعلاقات الثنائية عبر التعاون البراجماتي.
وقال "الصين والولايات المتحدة بحاجة للتعاون في قضايا تبدأ من عدم الانتشار النووي وحتى تغير المناخ ومن السلام في الشرق الاوسط إلى تنمية أفريقيا ومن القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية إلى الإعمار في أفغانستان. علينا توسيع نطاق المصالح المشتركة."
وعن "الطرح" يقول, إنه يشير لتقليص حجم الخلافات في العلاقات الثنائية عبر إجراء الاتصالات الفعالة."
ومتحدثا عن القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية، قال لي إنها معقدة واتخذت الصين موقفا بسيطا وواضحا منها مفاده بانه لا ينبغي لأي طرف في شبه الجزيرة تطوير وامتلاك ونشر وستيراد اسلحة نووية.
"وعد الطرفان باخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية، ولذلك اعربت الصين عن معارضتها الشديدة للاختبار النووي الذي اجرته كوريا الديمقراطية. وفي الوقت ذاته، نأمل أن يحافظ الجميع على ضبط النفس والا يستخدموا القضية كمبرر للقيام بما لا يساعد على إحلال السلام هناك."
يعد منتدى سنغافورة حدثا بارزا تعقده كل عام مؤسسة اس راجاراتنام للمنح التي جعلت من نفسها منصة رئيسية لمناقشة القضايا الجيو استراتيجية والسياسية الاقتصادية والخاصة بالحوكمة التي تواجه قارة آسيا ولها أثير على التنمية والاستقرار الإقليميين. ويحضر المنتدى كل عام أكثر من 200 رجل أعمال وسياسي.