الفاشر ، شمال دارفور أول أبريل 2016/ لم تجد بعض النسوة من قبيلة " الزيادية" العربية بشمال دارفور وسيلة للاحتفال بقدوم الرئيس السودانى عمر البشير إلى مدينة الفاشر عاصمة الولاية اليوم " الجمعة" أفضل من تسيير موكب لما يسمى هنا بالشبرية الذى يعنى "الهودج".
واصطفت النسوة حول مجموعة من (الجمال) التى تحمل الشبرية وهن يرددن أغنيات شعبية غالبها عن الكرم والشجاعة ، وإن لم تغب بعض المضامين السياسية توافقا مع المزاج العام فى دارفور الذى يستقبل استفتاء أداريا فى 11 ابريل الجارى.
وقالت حليمة حسن جمعة ، وهى إحدى النساء من قبيلة الزيادية بشمال دارفور فى تصريح لوكالة أنباء " شينخوا" نحن هنا اليوم لاستقبال الرئيس البشير الذى يزور الفاشر ، أردنا أن نعبر بطريقتنا عن الاحتفاء بزيارته".
وأضافت " قصدنا أن نحتفل من خلال رمزية الشبرية أو الهودج وهو تراث محلى من ثقافة القبائل العربية فى دارفور".
وتشرح حليمة فكرة الشبرية وتقول " الشبرية هى الهودج وهى عبارة عن غرفة صغيرة متنقلة مصنوعة من أدوات محلية تحملها الجمال أوالأبقار".
وتضيف " أهم ما يميز الهودج (القبة) وهو بمثابة مقعد متحرك يوضع على الجمل تجلس بداخله المرأة، ويتم تزويده بـ (شملة من الصوف) يتم نسجها بطريقة خاصة من صوف الإبل (الوبر)، ثم يرصع ببعض الجلود بأشكالها المختلفة كل على حسب ذوقه".
ومن جانبها قالت فاطمة خميس ، إحدى نساء قبيلة الزيادية، " تستخدم الشبرية عادة لنقل (الظعينة) ، والظعينة هي المرأة الجميلة التي يتم ترحيلها من بيتها لبيت زوجها".
وتضيف " كانت الشبرية حتى وقت قريب وسيلة النقل الوحيدة عند قبائل البدو ، كما تستخدم فى بعض الاوقات لنقل الأطفال الصغار وأمهاتهم أو بعض العجزة ، وفي أحيان أخرى تستخدم لنقل الأشياء الثمينة".
ومع الاهتمام بزينة مقعد الشبرية ، تولى القبائل العربية اهتماما خاصا بالناقة التى تحمل الشبرية أو الهودج وتسمى "الشارف" ، كما يتم اختيار من يقود الجمل بعناية خاصة سواء كان رجلا أو امرأة ويسمى " الحادى" ، وتكون من صفاته إجادة الغناء .
وتتميز الشبرية بعدة مزايا ابرزها حماية المرأة ومنع رؤيتها من قبل الغرباء ، إضافة لشكل الشبرية الجمالي ،وتعد الزينة التي يحظى بها الهودج مصدرا من مصادر التفاخر والتباهي.