براغ 29 مارس 2016 / اتفقت الصين وجمهورية التشيك يوم الثلاثاء على رفع العلاقات إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، لتدخل العلاقات الثنائية عهدا جديدا سعيا إلى تحقيق المزيد من المصالح المشتركة وتعزيز التعاون.
وجاء رفع العلاقات الثنائية نتيجة محادثات جرت بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره التشيكى ميلوس زيمان في براغ خلال زيارة شي للدولة الأوروبية.
-- تعريف جديد للعلاقات
وخلال المحادثات، أشاد الرئيسان بالعلاقات الثنائية الحالية وتوصلا إلى توافق واسع بعد محادثات معمقة حول العلاقات الثنائية والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبى فضلا عن التعاون بين الصين ودول أوروبا الشرقية والوسطى.
وأصدرت الدولتان بيانا مشتركا حول رفع علاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بعد المحادثات التى اتفق خلالها الجانبان على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى كمثال للعلاقات الشاملة، وتعزيز التعاون الودي بين الوزارات والأجهزة التشريعية والحكومات المحلية.
كما قرر الجانبان احترام المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما الأخر لضمان التطور السليم والمطرد للعلاقات الثنائية على الأمد الطويل.
وحدد التعريف الجديد للعلاقات الثنائية " اتجاها سياسيا واضحا" لتطويرها في المستقبل، حسبما قال شي في المؤتمر الصحفي المشترك مع زيمان في أعقاب المحادثات.
وقال تسوي هونغ جيان، الباحث البارز في الدراسات الأوربية بمعهد الصين للدراسات الدولية، إن إقامة الشراكة الاستراتيجية يعكس الزخم الإيجابي في تطوير العلاقات الصينية-التشيكية.
وأضاف أن " رفع مستوى العلاقات ليس مهما للبلدين فحسب، وإنما يفيد أيضا التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي والعلاقات الصينية-الاتحاد أوروبية".
ويتمتع الرئيسان أيضا بصداقة شخصية وثيقة. وقال شي مستدعيا اجتماعاتهما الخمسة في العامين الماضيين إنه وزيمان أصبحا " صديقين حميمين، صديقين قديمين".
وقال تسوي إن " العلاقة الشخصية الجيدة بين الزعيمين تترك أثرا طيبا على العلاقات الرسمية"، مضيفا أن التفاعل الجيد بين شي وزيمان ساعد إلى حد ما في جعل شي يختار جمهورية التشيك كأول دولة يزورها في منطقة أوروبا الشرقية والوسطى.
-- تعميق التعاون
واتفق شي وزيمان على تعزيز التعاون في القدرة الانتاجية في الصناعات التحويلية مثل المعدات والسيارات والطيران وتعميق التعاون في مجالات مثل المالية والطاقة النووية والنقل الجوي والحدائق الصناعية من أجل تحقيق الترابط على كافة الأبعاد ودفع التعاون الابتكاري في المجالات الناشئة مثل التجارة الالكترونية والاتصالات وصناعة الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي وحماية البيئة.
وقال زيمان للصحفيين" نحن فخورون جدا باستثماراتنا الاقتصادية والتجارية مع الصين".
ولسنوات متتالية، احتلت الصين مرتبة أكبر شريك تجاري للتشيك من خارج الاتحاد الأوروبي . وتعد التشيك ثاني أكبر شريك تجاري للصين في منطقة أوروبا الشرقية والوسطى.
وتظهر احصاءات وزارة التجارة الصينية أنه بنهاية عام 2015، قفزت الاستثمارات الصينية في جمهورية التشيك إلى 1.6 مليار دولار من 200 مليون دولار في عام 2013. في الوقت نفسه تقدر الاستثمارات التشيكية في الصين بـ 1.8 مليار دولار.
وقال تسوي إن " التعاون الاقتصادي والتجاري يمكن أن يتوسع من خلال الاستفادة الكاملة من مزايا البلدين"، مشيرا الى أن التعاون في الطيران والحدائق الصناعية كـ"مثالين جيدين" في هذا الصدد، بالنظر الى قوة التشيك في صناعة الطائرات وقوة الصين في إنشاء الحدائق الصناعية.
كما اتفق الجانبان على تعزيز التلاحم بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية والاستراتجيات التنموية التشيكية، والاشتراك في وضع خطة للتعاون بين البلدين تخدم كاطار عمل لتوجيه تعاونهما العملي في الفترة القادمة.
وقال زيمان فى إشارة الى الصين بوصفها "شريكة اقتصادية هامة" للاتحاد الأوروبى ، إن بلاده ملتزمة بأن تصبح بوابة للصين للاتحاد الأوروبي ومركزا للنقل واللوجستيات والمال في التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبى من خلال التضافر مع الصين لتعميق الثقة المتبادلة ولعب دور مثمر فى دفع التعاون بين الصين ودول أوروبا الشرقية والوسطى.
-- التبادلات بين الافراد
وباعتبارها واحدة من الركائز الثلاث للشراكة الاستراتيجية، كانت التبادلات الشعبية أيضا في صدارة جدول أعمال زيارة شي.
وخلال المحادثات، اتفق الرئيسان على توسيع التبادلات الثقافية والشعبية في مختلف المجالات، وتعميق التعاون في التعليم والسياحة والتبادلات على المستوى المحلي والرياضة وزيادة نطاق التبادلات الطلابية من أجل تدعيم الأساس الاجتماعي لتطور العلاقات الثنائية بشكل مطرد على المدى الطويل.
وقال شي إن الصين وافقت على فتح خط طيران مباشر بين شانغهاي وبراغ لشركة (تشاينا يسترن) لتعزيز التبادلات بين الأفراد وجلب المنافع للشعبين.
ودعا البلدين إلى دفع تعزيز الطب الصيني التقليدي في جمهورية التشيك التي تحتضن أول مركز بحثي حول الطب التقليدي الصيني في منطقة أوروبا الشرقية والوسطى.
وفي يوم الثلاثاء أيضا، التقى الرئيسان بشباب من لاعبي هوكي الجليد وكرة القدم من البلدين لتشجيعهم على مواصلة التبادلات الرياضية الثنائية.
وبالإضافة للتعاون الثقافي والشعبي، لعب التعاون المحلي دورا مهما أيضا في العلاقات الصينية-التشيكية في العامين الأخيرين .
ووقعت مدينتا بكين وبراغ اتفاقية إخاء يوم الثلاثاء. وفي الواقع، أقامت جميع الولايات الـ16 التشيكية علاقات تعاونية مع مقاطعات ومدن في الصين.
وقال تشاو جيون جيه، الباحث البارز بمعهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن التبادلات بين الأفراد هي بمثابة " حلول للشفرات" في التواصل عبر الثقافات، موضحا أنها " تساعد في تعزيز التفاهم المتبادل بين الناس ما يرسي في المقابل أساسا متينا للعلاقات الثنائية".
ووصل الرئيس شي إلى براغ الاثنين في مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام لجمهورية التشيك. وتعد هذه أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني منذ 67 عاما منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ومن المقرر أن يسافر شي بعد زيارة جمهورية التشيك إلى واشنطن لحضور قمة الأمن النووي الرابعة يومي 31 وأول أبريل.