بكين 23 مارس 2016 / بعد فترة قصيرة من الاجتماعات السنوية للهيئة التشريعية الأعلى والهيئة الاستشارية السياسية الاعلى، سيبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ رحلة سيزور خلالها جمهورية التشيك وسيحضر قمة الأمن النووي الرابعة في واشنطن، وذلك خلال الفترة من 28 مارس الجاري وحتى الاول من ابريل القادم.
وستكون هذه الزيارة, أول زيارة يقوم بها شي لاحدى دول وسط وشرق أوروبا كرئيس للصين.
وذكرت وسائل إعلام محلية في بداية شهر مارس الجاري, عندما اعلن المكتب الرئاسي لجمهورية التشيك عن زيارة شي إنه سيكون اول رئيس صيني يزور جمهورية التشيك في التاريخ.
وأسست الصين وجمهورية التشيك علاقات دبلوماسية في بداية شهر اكتوبر عام 1949, بعد خمسة ايام من تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وبعد 67 عاما من التنمية التي صمدت امام اختبارات الزمن، دخلت العلاقات الثنائية مرحلة جديدة شهدت تنمية سريعة حققت اكثر النتائج اثمارا فى التاريخ.
وأصبحت جمهورية التشيك حتى الان ثانى اكبر شريك تجاري للصين في منطقة وسط وشرق أوروبا واصبحت الصين ثانى اكبر شريك تجاري لجمهورية التشيك في العالم, بعد الاتحاد الاوروبي. ووصلت التجارة الثنائية في عام 2015 إلى 11 مليار دولار أمريكي.
وعززت البلدان التعاون في مجالات الكهرباء النووي والصناعة المصرفية والعلوم والتكنولوجيا والبنية الاساسية.
كما عززت التبادلات رفيعة المستوى الوثيقة اكثر من اى وقت مضى والثقة السياسية المتبادلة القوية على نحو متزايد الاتجاه العام للعلاقات الصينية التشيكية. والتقى الرئيس الصيني ونظيره التشيكي ميلوش زيمان اربع مرات حتى الان.
وقال وانغ يي وى, استاذ في معهد الدراسات الدولية بجامعة رنمين الصينية إن جمهورية التشيك تقوم بدور حازم في منطقة وسط وشرق أوروبا من حيث ازدهارها الثقافي ومستوى التنمية والموقع الجغرافي."
وأضاف وانغ أن "منذ ان تولى رئيس جمهورية التشيك الجديد منصبه, نبذ التعصب وسعى لتحقيق تعاون براجماتى مع الصين بشكل فعال." وتوقع ان تحقق العلاقات الثنائية زخما جديدا.
وفى نوفمبر 2015، وقعت الصين وجمهورية التشيك مذكرة تفاهم حول بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وكانت هذه الوثائق الاولى من نوعها التى يتم توقيعها بين الصين واحدى دول وسط وشرق أوروبا.
وأرسلت الصين إشارة قوية للعالم باختيار جمهورية التشيك لتكون محطة وحيدة لرحلة شي في اوروبا. بمعنى اخر, الصين تعتبر جمهورية التشيك شريكا هاما في التعاون بين الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي وتسعى لتقوية التعاون مع جمهورية التشيك فى اطار مبادرة الحزام والطريق, وفقا لما قاله لويجي جامبارديلا, مؤسس ورئيس جمعية الصين-الاتحاد الاوروبي.
وسيثير شي خلال الزيارة آلية "16+1" أو شكل التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا مرة اخرى على مستوى رئيس الدولة.
ويضع المواطنون من جميع مناحي الحياة فى جمهورية التشيك توقعات عالية على زيارة شي. وذكرت وكالة أنباء التشيك أن الجانبين سيعمقان التعاون في مجالات من بينها التصنيع والبحث العلمي والفضاء الجوي والرعاية الصحية والزراعة والطاقة والثقافة والتعليم والسياحة.
وتأمل جمهورية التشيك ان تصبح مركز خدمات المؤسسات المالية الصينية في منطقة وسط وشرق أوروبا ومركز النقل الجوي بين الصين والمنطقة.
وسيحضر شي قمة الامن النووي الرابعة في واشنطن مع قادة وممثلى حوالي 40 دولة أخرى خلال الفترة من 31 مارس الى 1 أبريل.
وحث شي في قمة الامن النووي الثالثة في لاهاي في عام 2014 على وضع نظام عادل وتعاونى ومفيد لجميع الاطراف للأمن النووي في العالم.
وسيلقي شي في القمة القادمة خطبة رئيسية حول تعزيز نظام الأمن النووي الدولي في جوانب مثل الولاء السياسي ومسؤوليات الدول والامن الدولي والأمن الثقافي والنووي.
وقال قو شينغ, باحث صيني في العلاقات الدولية إن الصين لديها التزام قوى بالمشاركة في القمة.
وأضاف الباحث أن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي وقوة نووية معترف بها في العالم, لهذا فإنها لديها التزام خاص للأمن والسلام الدولي.
ومن ناحية أخرى، فإن المشاركة الفعالة في الإدارة النووية العالمية ستعطى زخما قويا لاستخدام الصين السلمي للتكنولوجيا النووية.
ويحتل حجم وحدات توليد الطاقة النووية الصينية او الوحدات تحت البناء المركز الثالث في العالم.
وتم فتح اكبر مركز أمن نووي في منطقة آسيا الباسيفيك في بكين يوم الجمعة الماضي.
إن المركز الذي اسسته هيئة الطاقة الذرية الصينية وإدارة الطاقة الامريكية، لديه القدرة على تدريب حوالي 2000 من موظفي الامن النووي من الصين ودول أخرى من منطقة آسيا -الباسيفيك كل عام.
ووافقت الصين والولايات المتحدة على تأسيس مركز الأمن النووي في قمة الأمن النووي في واشنطن في عام 2010. وتدير الصين المركز وفقا للاتفاقية, وتتولى الولايات المتحدة مسؤولية تقديم معدات أمن نووي.
وسيعقد شي خلال إقامته في واشنطن محادثات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما حول العلاقات الثنائية والتعاون الدولي.
وسيجذب هذا الاجتماع انتباه العالم إذ انه من المحتمل ان تتم مناقشة الخلافات حول قضايا ساخنة من بينها نزاعات بحر الصين الجنوبي والامن الالكتروني.
وقال روان تسونغ تسه في المعهد الصيني للدراسات الدولية إن "الصين والولايات المتحدة تتمتعان بنطاق واسع من التعاون. وكلما تزايدت النزاعات والتناقضات بينهما, كان من الضروري للقائدين التواصل بشكل عميق."
وأضاف أن "القمة التي سيتم عقدها بين شي وأوباما سترسل رسالة للمجتمع الدولي ان قناة التنسيق بين الصين والولايات المتحدة سلسة, وهو امر بالغ الاهمية للنوع الجديد من العلاقات بين الدول الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة."