دمشق 14 مارس 2016 / أكد محللون سياسيون في سوريا اليوم ( الاثنين ) أن الإعلان المفاجئ عن خفض القوات الجوية الروسية في سوريا ، سيساهم بكل تأكيد في دفع مفاوضات السلام المنعقدة في جنيف حاليا نحو الامام ، مشيرين في ذات الوقت إلى أن هذا الإجراء لا يعني تراجعا في الموقف الروسي تجاه الازمة السورية في مكافحة الإرهاب .
ووافق الرئيس السوري بشار الأسد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم ( الاثنين ) على خفض عدد القوات الجوية الروسية في سوريا ، وفقا لبيان صادر عن الرئاسة السورية .
وافاد بيان الرئاسة السورية الذي نقلته وكالة ( سانا ) أنه " بعد النجاحات التى حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة الارهاب وعودة الامن والامان لمناطق عديدة في سوريا ، وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد ، اتفق الجانبان السوري والروسي خلال اتصال هاتفي بين الرئيس بشار الاسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تخفيض عديد القوات الجوية الروسية في سوريا بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية واستمرار وقف الاعمال القتالية ، وبما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية لسوريا في مكافحة الإرهاب ".
وجاء في البيان أن الرئيس السوري أشاد بمهنية وبطولة الجنود والضباط الروس الذين شاركوا في الأعمال القتالية، وأعرب عن امتنانه العميق لروسيا على إسهامها الكبير في محاربة الإرهاب وتقديم مساعدة إنسانية إلى السكان المدنيين السوريين.
وقالت الرئاسة السورية إن روسيا تعهّدت بمواصلة دعم سوريا لمحاربة الارهاب، كما أشار بشار الأسد إلى استعداد دمشق لبدء العملية السياسية في البلاد أسرع ما يمكن، معرباً عن أمله أن تثمر المفاوضات التي بدأت في جنيف بين الحكومة السورية وممثلي المعارضة بنتائج ملموسة.
وقالت الرئاسة في سوريا في بيان توضيحي حول تداول بعض وسائل الاعلام الشريكة في سفك الدم السوري ، ان الانسحاب الروسي يعكس خلافا سوريا روسيا أدى إلى قرار خفض القوات ، أو انه تخل روسي عن مكافحة الإرهاب في سوريا ، قالت إن " رئاسة الجمهورية العربية السورية تؤكد ان الموضوع برمته تم بالتنسيق الكامل بين الجانبين الروسي والسوري ، وهو خطوة تمت دراستها بعناية ودقة منذ فترة ، على خلفية التطورات الميدانية الاخيرة ، وأخرها وقف العمليات القتالية " .
وأضاف بيان الرئاسة السورية إن " رئاسة الجمهورية العربية السورية تؤكد ان سوريا وروسيا مازالتا كما كانتا دائما ملتزمتين بشكل مشترك بمكافحة الارهاب اينما كان في سوريا " .
وقال المحلل السياسي السوري حسام شعيب في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق اليوم إن " انسحاب القوات الروسية من سوريا هو قرار عسكري متفق عليه مع الحكومة السورية ، وهذا لا يعني أبدا تخلف روسيا او تراجعها عن التحالف مع دمشق أو التحالف في مجال مكافحة الارهاب ليس في سوريا بحسب ، وانما في كل أرجاء المنطقة".
وأضاف شعيب إن "انسحاب القوات الروسية من سوريا هو نقطة سياسية بمعنى دفع العملية السياسية في جنيف نحو الامام ، كي يقول الافرقاء فيما بعد أن روسيا قامت بخطوة إيجابية لجهة بناء الثقة ما بين الافرقاء بما في ذلك المعارضات الموجودة في الخارج ، والتي تعتبر أن وجود روسيا أحد العوائق تجاه التسوية السياسية داخل سوريا " .
وأشار المحلل السياسي السوري إلى أن هذه الخطوة " تساعد في تسوية النزاع من وجهة نظر روسيا ، لان روسيا تفتح المجال أمام المعارضات الخارجية والادارة الامريكية للضغط على المعارضات الخارجية نحو الحضور والالتزام لما يتم الاتفاق عليه " .
ومن جانبه قال محمود مرعي أمين عام هيئة العمل الوطني المعارض في الداخل السوري في تصريحات مماثلة إن " انسحاب القوات الروسية من سوريا بالتأكيد ستساهم بالدفع نحو الحل السياسي ، وتدفع بأن يكون القرار السوري - السوري مفيد أكثر " ، مبينا أن " روسيا الاتحادية قامت بدور جاد وفعال في مكافحة الارهاب من خلال الاشهر الماضية من خلال توجيه ضربات جوية اضعفت الارهاب " ، مؤكدا أن المهمة انتهت سيما وأن القيادة الروسية قالت إن وجودها في سوريا لن يكون طويلا .
ومن جانبه قال المحلل السياسي فايز عز الدين إن " القرار الروسي جاء بالتنسيق مع الجانب السوري ، بعد أن اصبح هناك ثقة كبيرة بقوة الجيش السوري في مسك النقاط على الارض والاستمرار في تحقيق المزيد من التقدم " ، مؤكدا أن هذا الاجراء" يفسح المجال أمام نجاح مفاوضات جنيف المنعقدة حاليا ، وتدفع نحو بناء الثقة بين اطراف النزاع ، ولا يعكس خلافا روسيا سوريا حول مكافحة الارهاب ".
أوعز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، بسحب القوات الرئيسية من سوريا بدءا من يوم غد الثلاثاء 15 مارس .
جاء ذلك عقب لقاء ثلاثي جمع بوتين بشويغو ووزير الخارجية سيرجي لافروف، اليوم الاثنين في الكرملين.
وأعلن الكرملين أن "جميع ما خرج به اللقاء (الثلاثي) تم بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد".
واعتبر بوتين أن "المهمات التي كلفت بها القوات الروسية في سوريا تم انجازها".
وقال خلال اللقاء " اعتبر أنه تم تنفيذ أغلب مهمات وزارة الدفاع والقوات المسلحة، لذلك آمر وزير الدفاع ببدء سحب الجزء الأساسي من مجموعتنا الحربية من الجمهورية العربية السورية"، منوها بأن "الجانب الروسي سيحافظ من أجل مراقبة نظام وقف الأعمال القتالية على مركز تأمين تحليق الطيران في الأراضي السورية".
وأكد بوتين كذلك أن "القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما كما في السابق".
وأعرب بوتين عن أمله بأن بدء سحب القوات الروسية من سوريا سيشكل دافعا إيجابيا لعملية التفاوض بين القوى السياسية في جنيف.
كما كلف بوتين وزير الخارجية "بتعزيز المشاركة الروسية في تنظيم العملية السلمية لحل الأزمة السورية".
من جانبه، أكد وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الروسية قضت على أكثر من 2000 إرهابي في سوريا، مبينا أن القوات السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي تمكنت منذ بدء العملية الروسية في البلاد من تحرير 400 مدينة وقرية سورية واستعادة السيطرة على أكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي البلاد.
وقال شويغو إن سلاح الجو الروسي نفذ، في إطار عمليته في سوريا منذ 30 سبتمبر من العام 2015، أكثر من 9 آلاف طلعة، مشيرا إلى أن القوات الروسية تمكنت خلال هذه الفترة من عرقلة تجارة الإرهابيين بالنفط أو القضاء عليه بشكل كامل في بعض المناطق، كما استطاعت وقف أو تدمير الإمدادات الأساسية لتمويل الإرهابيين ونقل الأسلحة إليهم.
وأضاف شويغو أن الطيران الحربي الروسي دمر في سوريا حوالي 209 منشأة خاصة بإنتاج النفط، فضلا عن أكثر من 2000 شاحنة لنقل المنتجات النفطية.
وكان سلاح الجو الروسي بدأ شن غاراته الجوية في سوريا في 30 سبتمبر الماضي ، بعد موافقة الحكومة السورية .
وتمكن الجيش السوري وبعد اسابيع من بدء الغارات الروسية في عدد من السورية بتحقيق انجازات مهمة على الارض وبدأ بشن هجمات برية واسعة في ارياف حمص واللاذقية وحماة ، تمكن من خلالها اغلاق بعض المعابر الحدودية بريف اللاذقية الشمالي وطرق الامداد امام مقاتلي المعارضة المسلحة .
واتخذ سلاح الطيران الروسي من مطار حميميم في مدينة اللاذقية الساحلية ، قاعدة عسكرية روسية ، ومنها كانت تدار كل العمليات العسكرية .