سول 7 مارس 2016/ أطلقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم (الاثنين) مناورات عسكرية مشتركة هي الأكبر بين البلدين، بعد أسابيع على إجراء كوريا الديمقراطية تجربة نووية رابعة وإطلاقها صاروخا بعيد المدى، وفقا لما ذكرته قيادة القوات المشتركة في بيان.
ومن المخطط أن تستمر تدريبات "العزم الأساسي" و"فرخ النسر" حتى نهاية الشهر القادم. على أن يستمر التدريب الأول بناء على المحاكاة الحاسوبية حتى 18 مارس ويستمر التدريب الثاني الميداني حتى 30 أبريل.
وتشارك الولايات المتحدة في مناورات هذا العام بـ 17 ألف جندي، أي أكثر من ضعف عدد جنودها في السنوات السابقة، مع نشر لواء طيران مقاتل ولواء مشاة بحرية. أما الجانب الكوري الجنوبي، فسيشارك بـ 300 ألف جندي بما يزيد بمقدار مرة ونصف على متوسط عدد جنوده الذين شاركوا في التدريبات السنوية.
وقالت قيادة القوات المشتركة إن قيادة الأمم المتحدة، هيكل القيادة الموحدة للقوات العسكرية متعددة الجنسيات للدول الداعمة لكوريا الجنوبية خلال الحرب الكورية وما بعدها، أبلغت الجيش الشعبي الكوري لكوريا الديمقراطية عبر قرية الهدنة بانمنجوم بمواعيد المناورات وطبيعتها غير الاستفزازية.
وتأتي التدريبات التي تعد الأضخم في شبه الجزيرة الكورية في أعقاب اختبار كوريا الديمقراطية لما أسمته أول قنبلة هيدروجية لها يوم 6 يناير وإطلاقها صاروخا بعيد المدى في 7 فبراير، اعتبر من وجهة نظر الغرب وأجانب اختبارا محظورا باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وفي تحذير واضح لبيونغ يانغ بعد تجربتها النووية وإطلاقها الصاروخي، ستظهر الولايات قوتها النيرانية خلال التدريبات من خلال نشر أصول استراتيجية متنوعة مثل حاملة الطائرات الأمريكية التي تعمل بالطاقة النووية )يو أس أس جون سي ستينيس( وأسطولها الملازم لها فضلا عن غواصة نووية وناقلات جوية لإعادة تموين المقاتلات. ويتم حاليا دراسة مشاركة القاذفة الشبح بي-2 في التدريبات.
ويتضمن تدريب "العزم الأساسي" محاكاة سناريوهات على الكمبيوتر لصد غزو قادم من كوريا الديمقراطية على شاكلة الماضي، بينما سيتم تطبيق خطة العمليات الجديدة 5015 لأول مرة في تدريب الربيع.
وتتضمن خطة 5015 التي اعتمدتها سول وواشنطن رسميا في يونيو العام الماضي، سيناريوهات لتوجيه ضربات وقائية دقيقة ضد المنشآت النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية.
كما ستجرى مناورات إبرار برمائية مشتركة تحت مسمى تدريب "اس سانغيونغ" هي الأكبر حجما منذ إطلاقها عام 2012. ويشارك في هذه المناورات نحو 3000 من قوات المارينز ونحو 2000 من قوات البحرية لكوريا الجنوبية فضلا عن 7 آلاف من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز).
وهذا التدريب الذي سيبدأ من الاثنين حتى الجمعة يركز -وفقا للتقارير -على تعزيز العمليات الداخلية بدلا من مناورات الإبرار لممارسة الوصول إلى الشاطئ والتوغل بعمق في المناطق الحاضنة للمنشآت النووية والصاروخية لكوريا الديمقراطية.
وكثفت كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة من نشر معدات المراقبة بما في ذلك الأقمار الصناعية العسكرية وطائرات الاستطلاع ضد الاستفزازات المحتملة من جانب كوريا الديمقراطية التي نددت بمناورات الحرب معتبرة إياها بروفة لغزو آراضيها.
وفي حديثه عن تلك المناورات، أمر الزعيم الأعلى كيم جونغ أون بوضع الرؤوس الحربية النووية في وضع الاستعداد الدائم لاستخدامها في أي وقت، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الرسمية يوم الجمعة.
وقال كيم، لدى إشرافه على إجراء تجربة لراجمة صواريخ متعددة مطورة حديثا، إن الأعداء يخططون لتنفيذ "عملية قطع رأس" تستهدف قيادة كوريا الديمقراطية ونظامها، معززا القلق إزاء التوترات المتصاعدة بالفعل في شبه الجزيرة الكورية.
وفي يوم الخميس، أطلقت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ست قذائف قصيرة المدى في مياهها الشرقية في استعراض واضح للقوة بعد موافقة مجلس الأمن للأمم المتحدة على قرار جديد يفرض عقوبات أشد صرامة عليها، ووصفته سول بأنه الأشد والأكثر فعالية في تاريخ الأمم المتحدة الممتد عبر 7 عقود.
وكانت بيونغ يانع قد أطلقت صواريخ قصيرة المدى عام 2015 احتجاجا على مناورات الربيع في نفس اليوم الذي انطلقت فيه تدريبات مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.