بكين 25 فبراير 2016 / أظهر الحديث المتعنت والتصعيدي من جانب بعض السياسيين وقادة البحرية من الولايات المتحدة ضد الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي, تجاهلهم التام للجهود التي تبذلها بكين لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقال آدم هاري هاريس, قائد القوات الأمريكية في المحيط الهادئ في جلسة استماع يوم الثلاثاء إن "الصين تسعى للهيمنة في شرق آسيا" وتغيير "ساحة العمليات".
وردد تصريحات هاريس مشرعان هما جون ماكين السناتور الجمهوري الذي وصف الصين بأنها "متنمر " في منطقة آسيا- الباسيفيك وزميله الديمقراطي جاك ريد الذي انتقد الصين بأنها شريك غير مسؤول.
ولاتتعدى هذه التصريحات غير المسؤولة أي شي سوى نمط مكرر من التهديد. وقد ضخموا الوجود العسكري السلمي الصيني في بحر الصين الجنوبي بينما تجاهلوا حقيقة واضحة هي أن الأنشطة الصينية في المنطقة تعود بالنفع على الجميع.
ويعد بناء المنارات وأنظمة توقعات الطقس ومأوي الصيادين ووسائل الإنقاذ علي الجزر الصينية أمرا للصالح العام ويعود بالنفع على السفن المارة هناك .
وأصبح نشر الصين المحدود منشآت للدفاع عن جزرها أمرا منتظما لمدة عقود وحقا شرعيا وفقا للقانون الدولي.
وفي الحقيقة أن الولايات المتحدة هي التي تسعى للهيمنة في شرق آسيا وتغير في "ساحة العمليات " في المنطقة.
وقد خلق هذا إحساسا بعدم الأمان بين دول المنطقة وقد يؤدي إلى انتشار سباق للتسلح في آسيا- الباسيفيك.
وقد ضايق العم سام الصين بينما أغمضت عينه عن أجهزة الرادار والمنشآت العسكرية التي نشرتها دول أخرى احتلت الجزر والصخور الصينية بطريقة غير شرعية, متجاهلا وعده بعدم التدخل في النزاعات الإقليمية في المنطقة حيث أنه ليس طرفا فيها .
وإلى جانب هذا قامت واشنطن بتقوية مراقبة الأنشطة الصينية وقامت بتدريبات عسكرية لاستعراض القوة مع دول أخرى.
ولا تعد قضية بحر الصين الجنوبي مصدرا للنزاع بين الصين والولايات المتحدة ولا يجب أن تكون كذلك بالنسبة لأصحاب العقول الراجحة.
وفي الحقيقة فإن هناك إمكانات هائلة للتعاون في مجالات من بينها عدم عسكرة بحر الصين الجنوبي وتعزيز الحوارات للتقليل من سوء التقدير والانقسامات.
ويجب أن ينظر كلا البلدين إلى علاقاتهما من خلال عدسات تليسكوب عريضة وبعيدة المدى وليس تليسكوبا ضيقا وقصير النظر .
وقد تبنت الصين أسلوبا تعاونيا وحسن النية وحافظت على خطوط التواصل لتهدئة مخاوف الولايات المتحدة, إدراكا منها لأهمية العلاقات الثنائية .
وإن من المستحسن جدا للولايات المتحدة أن تلتزم بوعدها وأن تتوقف عن التدخل في بحر الصين الجنوبي لكي تتركه في حالة سلام .