تقرير إخباري: وزير الخارجية الصيني يستعرض أولويات الدبلوماسية الصينية

واشنطن 25 فبراير 2016 / ألقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي خطابا في مركز أبحاث أمريكي، يوم الخميس، استعرض فيه أولويات الدبلوماسية الصينية التي تتماشى مع أهداف التنمية في البلاد.

وقال وانغ، في كلمة له بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، "إننا نعمل على توحيد الجهود المشتركة لكل الشعب في الصين من أجل تحقيق حلم الصين المتمثل في نهضة الأمة"، مضيفا أن "الدبلوماسية الصينية ستعمل من أجل خدمة هذا الهدف المحلي الأسمى".

وأوضح وانغ أن الدبلوماسية هي امتداد للشؤون الداخلية، مضيفا أن الدبلوماسية الصينية تهدف إلى خلق بيئة خارجية أكثر استقرارا وودية من أجل التنمية في الصين.

وقال إن الصين، على مدى السنوات الماضية، كانت الأكثر فعالية في الدفاع عن مصالحها الوطنية المشروعة والقانونية، وكذلك في تحمل الالتزامات الدولية، والعمل مع الدول الأخرى، وخاصة الولايات المتحدة.

وأكد وانغ مجددا على أن الصين تعمل بحزم للحفاظ على النظام الدولي الذي تم إنشائه في نهاية الحرب العالمية الثانية.

وفي معرض حديثه عن البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، قال وانغ إن الصين على استعداد لجعله هيئة مفتوحة ودولية واحترافية تقوم بإكمال النظام المالي الدولي القائم.

كما سلط الضوء على مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين، متعهدا بزيادة الترابط والتعاون في مجال القدرة الإنتاجية والتبادلات الشعبية التي تعود بالفائدة على الجميع.

وحول القضية النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أكد وانغ أن هدف الصين الراسخ هو أن تكون شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي، وألا يكون هناك أية حرب أو اضطرابات.

وتساءل وانغ "كيف يمكن أن يتحقق نزع السلاح النووي؟"، مضيفا "في نهاية المطاف، يجب أن نذهب إلى المفاوضات، تماما كما حدث في حالة الملف النووي الإيراني، حيث أدت 10 سنوات من المفاوضات إلى التوصل لاتفاقية شاملة هناك".

كما أعرب وانغ عن قلق الصين إزاء نشر محتمل لنظام الدفاع الصاروخي (ثاد)، وهو نظام دفاعي صاروخي أمريكي متطور، في كوريا الجنوبية، قائلا إنه يمكن أن يهدد مصالح الصين الأمنية.

وأوضح أن نطاق الرادار المرتبط بنظام "ثاد" يتجاوز أراضي شبه الجزيرة الكورية ويصل إلى المناطق الداخلية للصين.

وقال "إننا نعتقد أنه يتعين أخذ المخاوف الأمنية المشروعة للصين بعين الاعتبار" كون الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تناقشان نشر النظام الدفاعي، مضيفا أنه "يجب تقديم تفسير مقنع إلى الصين، ولا أعتقد أنه طلب مبالغ فيه".

وبدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية محادثات حول نشر منظومة "ثاد" بعد قيام كوريا الديمقراطية بإجراء رابع تجاربها النووية في 6 يناير والزعم بإجراء تجربة لتكنولوجيا صواريخ باليستية خلال إطلاقها قمرا صناعيا لمراقبة الأرض في 7 فبراير.

وحول قضية بحر الصين الجنوبي، قال وزير الخارجية الصيني إن الوضع العام هناك يشهد استقرارا وأن الصين متمسكة بحل النزاعات عن طريق الحوار.

وأضاف وانغ إنه "لم تشتك أية سفينة تجارية من تعرض حرية الملاحة هناك إلى تهديد أو خطر".

وقال إن بكين وواشنطن لديهما "مصالح مشتركة أكثر بكثير من أية نقاط خلاف"، مضيفا أنه ينبغي على الجانبين تعزيز الثقة الإستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون العملي وإدارة الخلافات بشكل بناء لتحقيق المزيد من التقدم في العلاقات الثنائية.

ولفت إلى أن تطوير علاقة قوية بين الصين والولايات المتحدة يصب في مصلحة كلا الجانبين كما أنه يتوافق مع تطلعات المجتمع الدولي.

كما أجرى وزير الخارجية الصيني، الذي وصل إلى واشنطن يوم الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، أجرى لقاءات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس يوم الأربعاء.