القاهرة 31 يناير 2016 / " الأسود حياتي كلها، إنها أولادي، وتدريبها لا يؤثر سلبا علي كفتاة، بالعكس يعلمني الكثير، ويزيد شخصيتي قوة"، هكذا رأت أنوسة كوتة أصغر مدربة أسود في مصر والشرق الأوسط مهنتها.
وأنوسة فتاة مصرية عشرينية تخرجت من كلية الحقوق، وسارت على نهج عائلتها في تدريب الأسود لتتخذها مهنة لها، وتقدم عروض السيرك في مصر والخارج.
وتملك أنوسة 22 أسدا في مزرعتها الخاصة، تدربهم على عروض السيرك، حسب ما ذكرت لوكالة أنباء (شينخوا).
وعن كيفية دخولها مجال تدريب الأسود، قالت إن "عائلتى كلها مدربي أسود وحيوانات مفترسة، عمر العائلة (في هذا المجال) 167 عاما ، فطبيعى أن أحب الأسود والنمور".
وأضافت ان "جدتي وأبي أدخلونى قفص الأسود وأنا صغيرة، واكتشفا أنى أحب الحيوانات، وعندي ميول لأصبح مدربة رغم أنى كنت طفلة، فبدآ يعلماني أسس المهنة، وكيف اتعامل مع الاسود والنمور ومن هنا كانت البداية".
وأنوسة ابنة مدرب الأسود مدحت كوتة، وجدتها محاسن الحلو أيضا مدربة شهيرة، وكذلك أخيها الأكبر حمادة كوتة.
وأردفت " مفيش حد معروف في تدريب الأسود والحيوانات المفترسة (في مصر) غير عائلتى، وعندما سافرت لروسيا عند أخي الذي يعمل مدرب أسود هناك تعلمت حاجات كثيرة جدا أضافت لي".
وحول ما اذا كانت قد قدمت عروضا خارج مصر، قالت " طبعا سافرت للخارج كثيرا جدا إلى كل دول الخليج (العربي) وروسيا وقدمت عروضا هناك".
وتابعت بلهجة عامية " مبسوطه أنى أخرج بالثقافة المصرية فى تعليم الأسود للعالم العربي، لأنه معروف فى (دول) الخليج أنه مفيش سيرك عربى غير فى مصر".
وعن الجديد الذي يمكن أن تقدمه في عروضه، أوضحت أنها بدأت تدخل حيوانات مختلفة في عروضها، وتجرى حاليا بروفات لإدخال النمور البيضاء في العروض، وذلك لأول مرة فى مصر.
وواصلت " لا يوجد أحد يدرب نمور بيضاء فى مصر أو في حديقة الحيوان غيرى أنا".
وردت على سؤال حول مدى تأثير عملها في هذا المجال على حياتها الاجتماعية، بالقول " تدريب الأسود لا يؤثر نهائيا على حياتى لأنى بنت عادية".
وتابعت " بالعكس أشعر أن تدريب الأسود يعلمني الكثير، ويزيد شخصيتي قوة وكرامة وعزة نفس، كما أنه يضفى علي طابعا من الحنان لأني اتعامل مع حيوان لا يتكلم ولا يقول أنه تعبان أو زعلان".
واستطردت " أنا لم اتزوج بعد لكن أشعر أن الأسود أولادى، لما يكون هناك حاجة تعباهم يأتوا يشتكوا لى".
وحول مطالب جمعيات حقوق الحيوانات بوقف عروض السيرك التي تستخدم فيها حيوانات، قالت " أنا حضرت مؤتمرات كثيرة جدا، وجمعيات حقوق الحيوانات تريد منع السيرك من العمل فى مصر، وردى عليهم بسيط جدا إذا كان فى أوروبا سيرك يعمل حتى اليوم فلماذا تريدون منعه فى مصر؟ ".
واستطردت " أنا أعامل الحيوان معاملة جيدة، وعندى مزرعة خاصة للأسود، وغرفة الأسد كبيرة حوالى أربعة أمتار فى أربعة أمتار، إلى جانب مساحة كبيرة (تبلغ) 40 مترا فى 40 مترا تخرج الأسود تلعب فيها يوميا.. الأسود حياتى كلها، وأكيد هذه الجمعيات لن تخاف عليها أكثر مني".
وحول كيفية تدريب الأسود على عروض السيرك، قالت إنها تبدأ عملية التدريب مع الأشبال لأنها تتعلم بسهولة أكثر من الأسود الكبيرة.
وأضافت " عندما أدخل الشبل إلى السيرك ويبدأ يتعلم العروض قيمته تزيد ثلاثة أضعاف لأنه تحول من أسد عادى إلى أسد متدرب، ومع الوقت يفهم طريقتي لكن أرفض بيعها ولو بفلوس الدنيا لأنه أصبح مثل ابنى".
وعن أطرف المواقف التي تعرضت لها مع الأسود، قالت " عندى أسد أنثى وآخر ذكر، وكنت أعلم الأنثى كيف تنزل تنام على الأرض، والذكر كان معجب بها لكنه لم يتعلم هذه الحركة، ومع ذلك راح نازل بسرعة ونام جانبها.. الأنثى حركت الذكر وجعلته يعمل حركة لم يتعلمها".
وتابعت " تكرر نفس الموقف لكن في عرض حلقة النار، فالأنثى قفزت من حلقة النار وهذه تأخد وقت كثير جدا لتعلمها لكن الأسد الذكر قفز وراءها، قولت أكيد قصة حب".
وأشارت إلى أنها تحاول تقديم عروض السيرك في كل محافظات مصر، بحيث يكون "سيركا متحركا في كل المحافظات.. وبأسعار مخفضة".
وأوضحت أنها " تحاول أن تمزج بين عروض السيرك الروسي والمصري"، وأنها أحيانا تقيم عروضا مجانية خصوصا في الأعياد وللأيتام.
وحول ما إذا كانت قد تعرضت للخطر أثناء تدريب الأسود، ردت بالنفي، قائلة " لم اتعرض للخطر لأنى اتعامل مع حيواناتى بشكل مختلف.. الأسود تفهم جيدا وأنا عمرى ما ضربتها".