الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: فصل الشتاء يظهر مساوئ استمرار تأخر إعمار قطاع غزة للعام الثاني

2016:01:28.16:11    حجم الخط    اطبع

بقلم: اسامة راضي

غزة 27 يناير 2016 / يراقب الطفل جابر قديح هطول الأمطار بحيرة شديدة من نافذة كرفان حديدي يقطنه وعائلته عوضا عن منزلهم الذي دمر في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة صيف عام 2014.

ومراقبة قديح لهطول الأمطار ليست فضولا كحال معظم أطفال العالم في هكذا وضع، بل تفكيرا بأي مكان سيقضي وعائلته ليلتهم بعد أن تسربت مياه الأمطار بكثافة لليوم الخامس على التوالي إلى داخل الكرفان الضيق الذي يقطنون به.

وتجمعت مياه الأمطار بكثافة حول كرفان عائلة الطفل قديح وكرفانات أخرى بمحاذاة بعضها في بلدة خزاعة شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة بفعل استمرار هطولها منذ السبت الماضي.

ويقول سفيان والد الطفل جابر قديح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن لديه عائلة مكونة من 12 فردا يقطنون الكرفان الحديدي وباتوا في مواجهة المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة منذ أيام لا يجدون مأوى وفراشهم أصبح الأرض.

ويشير قديح الوالد وهو في مطلع الأربعينات من عمره، إلى أنه ظل طوال ساعات الليل وكأنه يخوض سباقا مع المطر لمنع تفاقم تسربه داخل الكرفان وما يحمله ذلك من مخاطر على أطفاله الصغار.

ويلقي الرجل بغضب شديد باللوم لما وصلت إليه حالتهم على استمرار تأخر إعادة إعمار منزلهم رغم مرور أكثر من عام ونصف على تدميره في الهجوم الإسرائيلي الأخير.

ويقول عن ذلك بنبرات متقطعة "لا أحد يشعر بحالنا لذلك نعاني بصمت لأننا فقراء ومن عامة الناس".

ويحل فصل الشتاء ضيفا ثقيلا على متضرري الهجوم العسكري واسع النطاق الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في الفترة من 8 يوليو حتى 26 أغسطس من صيف عام 2014.

وخلف الهجوم الإسرائيلي تدمير ما يقرب من 18 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وأكثر من 30 ألف بشكل جزئي إلى جانب دمار هائل في البني التحتية للقطاع وسط استمرار تعثر في سير إعادة إعمار القطاع.

واشتكى متضرر آخر من الهجوم الإسرائيلي عرف عن نفسه باسم أبو راشد النجار من بلدة خزاعة شرق خانيونس، مشيرا إلى أنه وزع أفراد عائلته على منازل أقاربه خارج البلدة ليقيهم مخاطر مواجهة المنخفض الجوي داخل الكرفان الحديدي.

ويقول النجار ل((شينخوا)) وهو يجمع بعض ملابس أطفاله من داخل الكرفان لإرسالها إليهم، إن أغلب مقتنياتهم تسربت إليها الأمطار ما دفعه إلى توزيع أفراد عائلته على منازل أقربائه بعد اليوم الثاني من المنخفض الحالي.

ويضيف بغضب "في الصيف كنا نعاني من ارتفاع شديد في الحرارة وفي الشتاء نغرق بالأمطار، لا توجد حياة طبيعية لنا داخل كرفان وكل ما نطلبه هو إعمار منزلنا المدمر".

وفي بلدة خزاعة وكافة مناطق شرق خان يونس التي طال منازلها وشوارعها تدمير إسرائيلي واسع بدا المشهد موحدا للمتضررين ممن دمرت منازلهم وهم يعانون داخل بقايا منازل أو في كرفانات مؤقتة.

وأظهر المنخفض الجوي الحالي بالنسبة لهؤلاء بوضوح مساوئ تأخر إعمار قطاع غزة للعام الثاني على التوالي وسط شكواهم من تدهور حاد في أوضاعهم من دون أفق محددة لوضع حد لأزمتهم قريبا.

ويعمد أغلب سكان الكرفانات في خزاعة إلى الالتفاف حول نيران حطب عند كل توقف لهطول المطر علها تجلب لهم بعض الدفء كي يحرك الدم البارد في عروقهم وتجفف ملابسهم من بلل ما أصابها جراء الأمطار.

أما طواقم الإغاثة التابعة لجمعيات خيرية وأخرى للبلديات المحلية فتبدو شبه عاجزة عند كل زيارة لها إلى مناطق المشردين في خان يونس وغيرها من مناطق قطاع غزة.

ويشتكى أعضاء في تلك الطواقم من نقص كبير في الإمكانيات والمعدات المتوفرة لهم ومن مصاعب تواجه عملهم خصوصا أزمة انقطاع الكهرباء وعدم توفر كميات من الوقود اللازم لتشغيل مضخات الصرف الصحي.

وكانت مياه الأمطار تسربت بكثافة إلى عشرات المنازل السكنية في قطاع غزة، فيما شلت الأجواء الباردة والأمطار الغزيرة أشكال الحياة في القطاع الساحلي وألزمت السكان منازلهم.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أنها قدمت مواد غير غذائية وأغطية النايلون البلاستيكية لحوالي 500 عائلة لاجئة فلسطينية في قطاع غزة لمساعدتهم في مواجهة الأمطار.

وذكر بيان صادر عن أونروا تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أنه على الرغم من أنه لم يبلغ عن وجود جرحى أو إصابات في صفوف سكان قطاع غزة بفعل المنخفض الجوي الحالي، إلا أن البني التحتية الهشة تتأثر بشدة.

وأشار البيان إلى أن الأحوال الجوية الحالية تفاقم من الوضع الإنساني المتدهور لعائلات اللاجئين وغير اللاجئين في قطاع غزة في مواجهة آثار صراع صيف عام 2014 وأزمتي الوقود والكهرباء الحادتين.

وعانت عدة مناطق في قطاع غزة من بقاء تكدس أكوام ركام المنازل المدمرة في الهجوم الإسرائيلي الأخير ما تسبب بمنع تصريف مياه الأمطار بشكل فعال، وأحيانا إلى فيضانات في الشوارع.

ويتهم مسؤولون فلسطينيون إسرائيل بفرض قيود مشددة على توريد مواد البناء إلى قطاع غزة، وهو ما يعرقل سير عمليات إعادة الإعمار خصوصا البدء الجدي في إعادة بناء المنازل المدمرة كليا حتى الآن.

ويؤكد رئيس جمعية رجال الأعمال في قطاع غزة علي الحايك ل((شينخوا)) أن كل تأخير في توريد مواد البناء والمباشرة بإعادة الإعمار يعني مزيدا من المعاناة للنازحين من السكان.

وبالنسبة للحايك، فإنه يجب وقف كل أشكال المماطلة في ضمان انتظام توريد مواد البناء وتوفير المأوى للنازحين للتخفيف من مواجهتهم صعوبات فصل الشتاء وهم عزل من دون منزل يقيمون فيه.

وسبق أن تعهدت الدول المانحة في أكتوبر 2014 بجمع مبلغ 5.4 مليار دولار لصالح الفلسطينيين يخصص نصفه لصالح إعادة إعمار قطاع غزة خلال مؤتمر دولي عقد في القاهرة برعاية مصرية ونرويجية.

إلا أن وزير الأشغال العامة والإسكان في حكومة الوفاق الفلسطينية مفيد الحساينة يشتكى من أن أقل من 30 في المائة فقط من هذه التعهدات وصلت بالفعل حتى الآن لتمويل عمليات إعمار غزة.

ويقول الحساينة ل((شينخوا)) إن سير إعمار قطاع غزة يواجه بطئا حادا للأسف الشديد بفعل نقص التمويل الدولي وعدم التوريد الكافي لمواد البناء وهو ما يفاقم مصاعب المتضررين خاصة من دمرت منازلهم كليا.

ويحذر الحساينة من مخاطر بقاء معاناة المشردين في قطاع غزة لعدة أعوام أخرى على حالها في حال تواصل العمل بالآلية المعمول بها حاليا لإعادة الإعمار وعدم مبادرة الدول المانحة لتقديم التمويل المالي اللازم.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×