القاهرة 20 يناير 2016 /قال مصريون عائدون من ليبيا بعد عملية تحريرهم من أيدي جماعات إرهابية خطفتهم لمدة 20 يوما، إنهم يشعرون أنهم "ولدوا من جديد" بعد أن فقدوا الأمل في الحياة خلال عملية الخطف التي تعرضوا خلالها للتعذيب والتجويع.
واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس (الثلاثاء) 20 شابا مصريا بمطار القاهرة الدولي، بعد تحريرهم من أيدي الجماعات المسلحة في ليبيا، حيث كانوا يعملون هناك.
ووجه السيسي الشكر للجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر على ما بذله من جهود صادقة لإطلاق سراح المختطفين المصريين وضمان عودتهم للقاهرة سالمين، وأشاد أيضا بجهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية في مصر لمساهمتهما بفعالية في عملية الإفراج.
وقال عمر نصار (45 عاما)، يعمل "مبيض محارة"، وأحد العائدين من ليبيا بعد تحريره من الخطف، لوكالة أنباء (شينخوا)، "لم أصدق أننى مازلت على قيد الحياة".
وأضاف نصار الذي بدا عليه آثار تعذيب، " لقد فوجئنا بجماعة مسلحة تلقى القبض علينا وتعذبنا، وقلت لهم موتونا وارحمونا من العذاب، فقد قضينا 20 يوما من العذاب فى حاوية تحت الأرض ".
وأردف " كانوا يطلعونا ( أي يخرجونا) من الحاوية علشان يضربونا (ونحن) مقيدي اليدين والقدمين ".
وتابع " كنا نأكل خلال فترة الاختطاف رغيفا واحدا فى اليوم، ووضعونى فى حفرة وضربوا على الرصاص".
وواصل " لم أر الشمس منذ يوم الاختطاف حتى تدخلت السلطات المصرية وبدأت المعاملة فى التحسن ".
وردا على سؤال حول ما طلبه من الرئيس عبدالفتاح السيسي عند استقباله للعائدين من ليبيا، قائلا إنه طلب العودة إلى المنيا، مسقط رأسه، وأجاب الرئيس عليه أن ذلك سيتم "فى أقرب وقت".
ونصار متزوج ويعول خمسة أبناء، ويعاني من إصابته بفيروس "سى".
وعن الأسباب التي دفته للسفر إلى ليبيا، أوضح إنه سافر " من أجل أولاده (لتوفير المال لهم) بعد أن ضاق الحال به" في مصر.
وحول كيفية إطلاق سراحهم من قبل الخاطفين، كشف عن أن ثلاثة قبائل ليبية تدخلت للإفراج عنهم، وسلمتهم إلى الجيش الليبي في مطار بنينة الدولي، ثم تم نقلهم إلى مطار الأبرق بمحافظة البيضاء.
وأشار إلى أن عملية إنقاذهم تمت بالتعاون مع "الجيش المصري العظيم".
فيما تحدث أمير عبد الحكيم (23 عاما) عن عملية خطفه في ليبيا قائلا " فقدت الأمل في الحياه على مدار 20 يوما من المعاناة الشديدة، وشعرت بأني ولدت من جديد حينما علمت أن السلطات المصرية تدخلت للإفراج عنا".
وأوضح عبدالحكيم الذي بدا عليه الإنهاك، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن الخاطفين كانوا يعتدون عليهم بالضرب، حيث ضربه أحدهم بمؤخرة السلاح على رأسه، وأشار إلى أن الخاطفين " كانوا يتعمدون وضعنا في الرمال لمدة يومين لدرجة أني كنت أفقد الوعي في بعض الأحيان".
وأشار إلى أنه " كان لا يتناول الطعام (خلال فترة الخطف) سوى قطعه خبز صغيرة طوال اليوم ".
ونوه بأنه سافر للمرة الأولى إلى ليبيا لتوفير المال حتى يتزوج مثلما فعل أشقاؤه الثمانية، الذين سافروا للعمل هناك بحثا عن مصدر رزق.
من جهته، قال جمال عبد الباسط (30 عاما) يعمل مزارعا، وأحد العائدين من ليبيا، إنه سافر إلى الأخيرة قبل 7 أشهر للعمل هناك وكسب لقمة العيش بعدما ضاقت به السبل في إيجاد عمل بمسقط رأسه في قرية "ساقيه داقوف" بمركز سمالوط في محافظة المنيا جنوب القاهرة.
وروى عبدالباسط لوكالة أنباء (شينخوا) ما حدث له ليبيا، قائلا إنه " فوجئ ليلة الاختطاف بمجموعة أفراد ملثمين، يحملون الأسلحة ويستقلون سيارات، يقومون بوضع عصابة على عيني ووضعى في سيارة مع آخرين، واصطحابنا لمكان غير معلوم".
وأضاف عبدالباسط الذي بدا على وجهه الشحوب، بلهجة يملاؤها الأسى، إن الخاطفين "أذاقونا العذاب".
وعبدالباسط أب لطفلين لم يتجاوز أكبرهما خمس سنوات، ويملك منزلا متواضعا مكون من حجرتين يفصلهما ردهة قصيرة.
واستقبل محافظ المنيا اللواء طارق نصر العائدين من ليبيا داخل ديوان عام المحافظة، وأكد أن القيادة السياسية لن تترك أبنائها مهددين في أي بقعة من بقاع الأرض.
وأشار إلى أنه منذ اللحظة الأولى لخطفهم في ليبيا قام بإجراء الإتصالات اللازمة مع المسئولين في القاهرة لبذل مساعي إطلاق سراحهم.
وناشد نصر أبناء محافظته بعدم المخاطرة بالسفر إلى ليبيا، ووعد العائدين من عملية الخطف بتوفير فرص عمل لهم.