الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: أهالي بلدة مضايا يعيشون ظروفا حياتية صعبة في ظل الحصار الخانق

2016:01:13.08:42    حجم الخط    اطبع

دمشق 12 يناير 2016 / وقفت غيثاء محمود اسعد لعدة ساعات هي واطفالها الخمسة في جو بارد وماطر، أملا بالخروج من بلدة مضايا بريف دمشق التي لا يحمل بذاكرتها منها سوى الألم والجوع، وقالت وهي تذرف الدموع " ما أصعب أن ترى ابنك يقول لك بأنني جائع .. ولا استطيع أن أقدم له شيئا ".

وأضافت السيدة غيثاء (41 عاما) من بلدة مضايا بريف دمشق لوكالة أنباء (شينخوا) اليوم (الثلاثاء) " نحن محاصرون منذ شهر يوليو الماضي، ونعيش ظروفا حياتية صعبة، فلا طعام يؤكل ولا دواء، وغلاء فاحش استنزف كل طاقاتنا "، مؤكدة أن الاولاد تموت من الجوع في ظل الحصار الخانق، والاوضاع الصحية المتدهورة.

وتجمع العشرات من النساء والاطفال وبعض الشيوخ في مدخل بلدة مضايا بريف دمشق (شمال دمشق) بانتظار وصول قافلة المساعدات الإغاثية بالتزامن مع وصول قافلة مماثلة إلى بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب (شمال غرب سوريا)، وأملا بالخروج من تلك البلدة التي يلفها الجوع منذ أكثر من ستة أشهر، وهم يحملون امتعهم الشخصية باكياس صغيرة، بحسب مراسل (شينخوا).

وروت غيثاء، وهي مدرسة في بلدة مضايا، تفاصيل مرعبة عن الظروف الحياتية التي يعيشها اهالي البلدة منذ ستة اشهر، مؤكدة أن طعامهم مقتصر على ما هو متوفر وموجود، مبينة أن راتبها الشهري لا يشتري لها سوى بعض درامات من السكر.

وقالت " إنا موظفة في الحكومة وعائلتي مؤلفة من خمسة اشخاص، وراتبي 37 الف ليرة سورية (100 دولار تقريبا)، وهذا المبلغ لا يوفر لي الغذاء اللازم والكافي "، مشيرة إلى أن كيلو الأرز 75 الف ليرة سورية اي (180 دولار تقريبا)، موضحة أنها تشتري الطعام لعائلتها "بالجرامات".

وأضافت أنها تشتري مثلا 150 جراما من الأرز بقيمة 7 الاف ليرة سورية، وأطعم اولادي ونبقى بعدها 72 ساعة بدون طعام، مشيرة إلى انها تقوم بإضافة كمية كبيرة من الماء على الأرز كي يتمكن الاطفال من الاحساس بالشبع.

واشارت الى ان الجيش السوري فرض الحصار على البلدة بسبب " الارهابيين والمسلحين بداخل البلدة، وعدم مصداقيتهم تجاه الدولة " ، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة فك الحصار عن البلدة ، محذرة من وقوع كارثة إنسانية إذا لم يرفع الحصار عنهم خلال ايام قليلة.

وقالت غيثاء " نريد الان فك الحصار عن البلدة لان الوضع الإنساني سيء جدا، والناس تموت على مرئ من عيوننا، ونحن امام خيارين يا أما الخروج من البلدة أو ان اولادنا سوف تموت من الجوع "، مبينة أن الحصة التي تأخذها من المساعدات التي وصلت للبلدة لا تكفي لمدة 15 يوما مع تطبيق تقنين شديد في التصرف بها، مؤكدة أنها باعت كل شيء تملكه بداخل البيت من " أجل نبقي اولادنا على قيد الحياة ".

وقال زهير لبابيدي وهو شيخ عمره (66 عاما) من بلدة مضايا والذي انتظر عدة ساعات على مدخل البلدة كي يسمح له بالخروج " لا اريد البقاء داخل البلدة أنا رجل مريض وبحاجة ماسة إلى الدواء " .

وأضاف الشيخ لبابيدي وهو يمشي ببطء وبجانبه إمرأة تمسكه بيده ، وبدا عليه النحول من شدة الجوع والمرض " اناشد الجميع بفك الحصار عن البلدة من أجل الاطفال والشيوخ "، مؤكدا أن البلدة تعيش منذ اشهر بظروف حياتية صعبة، متسائلا " ما ذنب هذه الاطفال كي تعيش بهذه الظروف القاهرة ؟".

إمرأة أخرى من البلدة قالت ل (شينخوا) " لم نستلم المساعدات لأنها تأخرت بالدخول إلى البلدة "، مبينة أن البلدة لا يوجد فيها مواد غذائية ولا حليب اطفال ولا دواء، مشيرة إلى أن الغالبية يقوم بغلي الماء مع بعض الاعشاب كدواء، ونأكل ماء مغلي مع الملح كي نبقى على قيد الحياة.

وقالت تلك السيدة وهي تحمل بيدها حقيبة صغيرة فيها بعض الثياب " انا محاصرة منذ 6 اشهر واولادي يبعدون عني اقل من 2 كلم من هنا، اريد الخروج من هذا المكان الذي اصبح جحيم بالنسبة لنا "، مؤكدة وفاة عدة اشخاص بسبب الجوع وقلة توفر الدواء.

وروى ابو خلدون وعمره (61 عاما) من سكان مضايا ومقيم فيها منذ سنة ونصف تقريبا تفاصيل الحصار الخانق الذي فرض على البلدة والايام الصعبة التي عاشها مع ابنه الذي قتل بسقوط قذيفة على منزله، مشيرا إلى أن اسرته مقسومة إلى قسمين قسم محاصر والاخر يعيش خارج البلدة على بعد 2 كيلو متر تقريبا.

وقال ابو خلدون " نحن محاصرون تماما والصعوبات التي نواجهها قلة الغذاء وقلة التدفئة، ضف على ذلك ان الامان غير متوفر وهذا اهم شيء"، مشيرا إلى أن المسلحين في البلدة قاموا بالسطو على المساعدات التي قدمت لهم قبل شهرين، وقاموا ببيعها للأهالي باسعار مرتفعة جدا لا يستطيع الغالبية شراؤها.

وأضاف " لا أريد بيوتا في مضايا ما اريده فعلا هو حريتي أريد الذهاب إلى العاصمة دمشق ومستعدة ان أكل بيضة مع كسرة خبز بس أخلص من هذا الوضع المزري في بلدة مضايا ".

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم ونقلا عن مصادر موثوقة في مدينة مضايا بريف دمشق إنه " تم خروج 300 شخص على الأقل من المدينة المحاصرة من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني، بالإضافة إلى وجود نحو 400 حالة مرضية، بحاجة للعلاج الفوري والعناية الصحية ".

وكان مجلس الأمن الدولي بحث أمس (الاثنين) أمر البلدات المحاصرة في سوريا بعد ظهور تقارير عن حصار عشرات الآلاف من المدنيين لشهور دون إمدادات وأن البعض يموتون جوعا.

جاء اجتماع مجلس الأمن بدعوة من نيوزيلندا وأسبانيا وفرنسا استجابة لتقارير عن أشخاص يموتون في بلدة مضايا ومناطق أخرى بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.

وقال جيرارد فان بوهيمن سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة للصحفيين " أسلوب الحصار والتجويع أحد أبشع معالم الصراع السوري ".

وقالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر إن شاحنات تحمل إمدادات غذائية وطبية وصلت إلى مضايا القريبة من الحدود اللبنانية وبدأت توزيع المساعدات في إطار اتفاق بين الأطراف المتحاربة.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن شاحنات محملة بمواد الإغاثة تشق طريقها إلى قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، والقريتان في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

ويعيش في مضايا المحاصرة من قبل قوات الجيش السوري منذ أكثر من ستة أشهر ما يزيد على 40 ألف شخص.

ويقول نشطاء إن حصار مضايا يستهدف دفع المتمردين لتخفيف حصارهم على بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في الريف الغربي من محافظة إدلب شمال غرب سوريا والسماح بدخول مساعدات إليهما.

ويحاصر مسلحون في ما يسمى "جيش الفتح"، وهو تحالف يضم عدة فصائل إسلامية مسلحة، بينها جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا بلدتي كفريا والفوعة منذ مارس من العام الماضي.

وتعاني البلدتان من حصار خانق من جانب المسلحين، فضلا عن قصف مستمر وهجمات قتل خلالها ما لا يقل عن 600 شخص.

وكان اتفاق وقع في سبتمبر الماضي بين النظام السوري وفصائل مسلحة قد سمح في 28 ديسمبر الماضي بخروج أكثر من 338 شخصا من بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين السوريتين عبر تركيا إلى لبنان ثم سوريا، مقابل خروج مسلحين جرحى وعائلاتهم من مدينة الزبداني بريف دمشق المتاخمة لمضايا والتي يحاصرها منذ أشهر الجيش السوري عبر لبنان إلى تركيا.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×