السفير الاماراتي لدى بكين: 2015 عام الثمار و2016 عام الثقة

أشار السفير الاماراتي لدى بكين عمر أحمد عدي البيطار خلال لقاء خاص أجرته معه صحيفة الشعب اليومية أونلاين، الى ان عام 2015 كان مثمرا كسب فيه الجانبان الصيني والاماراتي عددا كبيرا من النتائج الجيدة في كافة المجالات. وعبر عن تطلعه إلى تطور أفضل للعلاقات الودية بين البلدين في عام 2016.

وقال السفير عمر البيطار ان أبرز نتائج التبادلات بين البلدين والتي يفخر بها هي رفع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية الى "مستوى أعلى" بعد زيارة محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الفترة ما بين 13-16 ديسمبر الماضي. حيث وقع الجانبان على قرابة 50 اتفاقية تغطى مختلف المجالات أبرزها اتفاقية لتبادل العملة المحلية بخط تبادل حجمه 35 مليار يوان، وأطلقا صندوق استثمار استراتيجي مشترك بقيمة 10 مليارات دولار، الى جانب توسيع نطاق الغاء التاشيرة، والتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تبادل الإعتراف برخص القيادة في كلا البلدين، وغيرها من النقاط. موضحا أن هذا العدد من الاتفاقيات يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين--- الثقة في حكمة القيادتين، الثقة في نمو اقتصاد البلدين على المدى الطويل، وهذه الثقة عملية وليست دعائية. كما كشف السفير ان الامارات أبدت اهتماما كبيرا بصناعة الطائرات المدنية الصينية ويتطلع الى تعاون البلدين في هذه الصناعة المشرقة في السنوات القادمة.

وعلى صعيد العلوم والثقافة، قال السفير عمر البيطار ان سفارة الامارات سلطت الضوء على تعريف الثقافة الاماراتية والعربية القديمة والحديثة الى الشعب الصيني الذي تتزايد رغبته في استكشاف الامارات. وقد نظمت وشاركت السفارة في مجموعة من الانشطة الثقافية والسياحية والإقتصادية لزيادة فهم الشعب الصيني لها وترويج سحر الامارات. ومن أبرز هذه النشطات هي مشاركة الامارات في معرض بكين للكتاب كضيف شرف و"أسبوع دبي في الصين"، الذين حققا نجاحا كبيرا ودفعا بتنمية العلاقات الثقافية والانسانية بين البلدين خصوصا وان عدد الزوار الصينيين الى دبي قد تخطى خلال الأعوام القليلة الماضية عتبة 344 ألف زائر بما يعادل نموا نسبته 25% مقارنة بالعام الذي سبقه.

اضافة الى ذلك، يسعى السفير عمر البيطار منذ توليه سفيرا لبلاده في الصين قبل 6 أعوام، الى تعزيز التبادلات المباشرة مع الطلبة الجامعيين الصينيين من خلال المحاضرات الجامعية. وقد ألقى السفير عدة محاضرات خلال السنوات الأخيرة في جامعة بكين، وجامعة القوانين الصينية، وجامعة المواصلات فى شانغهاى، وجامعة الدراسات الأجنبية ببكين وغيرها من الجامعات الصينية المشهورة. ويرى السفير ان مثل هذه المناسبات فرصة ممتازة لتعريف الجيل الصيني الجديد على الثقافة التقليدية وأنماط الحياة العصرية في الامارات، والأمر يفيد التعاون المستدام والعميق بين البلدين في المستقبل.

ولخص السفير في الختام، إن الصين والامارات شريكين حقيقين وصديقين، وهناك تطابق في سياساتة البلدين الى حد بعيد، برغم الفرق في حجم الدولة بين البلدين، إلا أن الاهمية الاستراتيجية موجودة وعميقة. وقال دون شك أن الصين تعد دولة كبيرة في مجلس الأمن، والأكثر تعدادا سكانيا في العالم وثاني أكبر اقتصاد عالمي. وأضاف أن الامارات تثمن نجاحات الصين وحكمة قيادتها وصداقتها مع شعب الامارات. موضحا أن الامارات تحرص على اغتنام الفرص النادرة التي ستوفرها مبادرة "الحزام والطريق"، وترغب في تطوير علاقاتها مع الصين من اجل مستقبل أكبر ومزدهر في عام 2016 والاعوام القادمة، وسيكون والتعاون والحوار والتنمية السلمية والكسب المشترك والاحترام المتبادل أساس الصداقة بين البلدين دائما.