تعليق: الصين فرصة للإمارات في التحولات الاقتصادية

وقعت الصين والإمارات عددا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة التي قام بها محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الفترة ما بين 13-16 ديسمبر الجاري، كما أطلقا صندوق استثمار استراتيجيا مشتركا بقيمة 10 مليارات دولار، ووقعا اتفاقية لتبادل العملة المحلية بخط تبادل حجمه 35 مليار يوان ، توسيع نطاق الغاء التاشيرة، التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن تبادل رخص القيادة في كلا البلدين، تهدف الى الاعتراف المتبادل برخص القيادة بين البلدين، ما يرفع العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية الى " مستوى اعلى".

كيف تنظر الامارات الى التعاون مع الصين باعتبارها اول دولة خليجية تقيم شراكة استراتيجية معها؟

قالت ريم إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة في حكومة دولة الإمارات في لقاء صحفي مع صحيفة الشعب اليومية الصينية، أن تاريخ الاتصالات بين الامارات والصين طويل جدا باعتبار الاولى دولة على طول " الطريق والحزام"، كما أن الامارات لم توافق بشدة على المبادرة التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ فحسب، وإنما تثق في مستقبل بنك الاستثمار الاسيوي ايضا، وتأمل ان يصبح مركزا اقتصاديا مهما في جميع انحاء منطقة الشرق الاوسط من خلال التعاون مع الصين.

وأضافت ريم إبراهيم الهاشمي:" في الواقع، تولي الامارات اهمية كبيرة للتحولات الاقتصادية والتنمية المتوازنة، خلافا عن ما يفكر فيه الناس بشأن اعتماد الامارات على تصدير النفط. وتهتم الامارات بمجال قطاع المالية، والسياحة ، والاتصالات ، والطاقة المتجددة وغيرها من الصناعات الاخرى." وقالت ريم ابراهيم الهاشمي،ان الصين هو ثاني أكبر شريك تجاري لدولة الامارات، وتعد دولة الإمارات أكبر سوق للمنتجات الصينية في منطقة الشرق الأوسط، و في اطار مبادرة " الطريق والحزام"، دولة الامارات مستعدة للتعاون العميق مع الصين في بناء مطارات ، التكنولوجيا النووية، الفضاء، إعداد معرض اكسبو العالمى، انتاج ومعالجة النفط، من أجل الإفراج عن كامل إمكاناتها الاقتصادية.

تقع الامارات العربية المتحدة في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسيا مطلة على الشاطئ الجنوبي الخليج العربي، وعند تقاطع ثلاث قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وعرفت منذ العصور القديمة بحلقة وصل مهمة تربط بين الشرق والغرب. وهناك تسجيلات متوفرة في الكتب العربية القديمة عن الصين ، مثل ، الشاي، ثورة هوانغ تشاو ، نظام الضرائب القديم الصيني وعادات وتقاليد الصين وغيرها . ومنذ القرن السابع الميلادي، حافظت الصين والدول العربية على التبادل التجاري الوثيق. ومع إعلان قيام دولة الإمارات العربيــة المتحدة رسميا، بدأت العلاقات التجارية الحديثة بين البلدين في 3 من ديسمبر عام 1971م.

وأصبحت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والإمارات اليوم قريبة على نحو متزايد. وحاليا، تحتضن الإمارات حوالي 4200 شركة صينية مسجلة، وهناك 56 رحلة جوية أسبوعية بين الإمارات والصين، وقفز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 220% خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المتوقع ان يصل حجم التجارة الثنائية الى 60 مليار دولار هذا العام، تغطي منتجات العديد ، الالكترونية، والآلات، والملابس، والنفط و غيرها.

وقال عميد إدارة الأعمال البروفيسور دونغ شيو تشينغ، جامعة الصين للبترول في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية:" التحولات الاقتصادية لا يمكن فصله عن موارد الدولة ، ودولة الامارات وغيرها من الدول الاخرى المنتجة للنفط ليست استثناءا. حيث كانت تعتمد هذه الدول في الماضي على انتاج وتصدير النفط الخام ، الغاز الطبيعي وغيرها من الموارد الطبيعية فقط ، و تريد اليوم دخول مجال الصناعة الكيميائية وتكرير وغيرها من سلسلة صناعات تحويلية اخرى، ولتحقيق ذلك ، هناك فضاء واسع لتكامل الميزات مع الصين.

 كما اشار دونغ شيو تشينغ الى أن دولة الامارات وغيرها من الدول المنتجة للنفط التي تسعى للتحولات الاقتصادية تهتم بالسوق السياحية الصينية الضخمة. ويعتقد دونغ شيو تشينغ، أن الصين التي تتمتع بقدرة انتاجية للبنية التحتية يمكن أن تساعد هذه البلدان المنتجة للنفط والغنية على تحسين قدرة استقبال السياح من ناحية، ومن ناحية اخرى، فإن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين سيجلب عددا كبيرا من الضيوف لقطاعها للخدمات أيضا. وتفوقت الإمارات في جودة بنيتها التحتية على العديد من دول العالم، يجعل وضع التعاون الفني وتبادل الافراد على جدول الاعمال امر طبيعي.