طالبت الحكومة العراقية في بيان رسمي يوم 6 ديسمبر الجاري نظيرتها التركية بسحب قواتها من العراق "فوراً"، ومع قرب انتهاء الموعد المحدد يوم 9 ديسمبر ، اكدت الحكومة العراقية مجددا في بيان اصدرته يوم 8 ديسمبر، أن السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية خط احمر لا يسمح بالنيل منها وتجاوزها على الإطلاق، وان الحكومة العراقية تجدد موقفها بمطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها، والإعلان عن احترامها الكامل للسيادة العراقية، وفي حال عدم التزام تركيا بذلك، فإن الحكومة العراقية ستقدم شكوى رسمية لمجلس الأمن، وستتخذ كل الاجراءات الممكنة.
ووفقا للمعلومات المتوفرة ، فإن كتيبة دبابات تركية دخلت يوم 4 ديسمبر محافظة نينوى بمدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية يسيطر عليها تنظيم " الدولة الاسلامية". وقال محافظ نينوى، نوفل حمادي السلطان في مقابلة مع وسائل الاعلام الروسية ، أنه بحجة تدريب مقاتلين أكراد للقتال ضد الإرهابيين تسلل نحو 900 جندي تركي الى الاراضي العراقية عبر الحدود.
ووفقا لما نقلته وسائل الاعلام التركية، فإنه حتى الساعة 3 فجر يوم 9 ديسمبر سحبت تركيا نحو 320 جنديا، ولكن بعض الجنود باقية في العراق. ويعتبر موقف الجانب التركي صعبا للغاية ايضا، حيث أعربت وزارة الخارجية التركية يوم 8 ديسمبر عن وقف ارسال تركيا قوات جديدة الى العراق، لكنها لن تسحب القوات الموجودة هناك تماما.
وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، يوم 7 ديسمبر الجاري، أن القوات التركية الموجودة في محافظة نينوى شمالي العراق مكلفة بالتدريب، معتقدا أن العراق سيغير موقفه، وقال :" الجميع يعلم ان العديد من القوات الاجنبية بما فيها هولندا ، فرنسا ، المانيا موجودة في منطقة شمال العراق لتدريب القوات المسلحة المحلية، وأنه تم طلب تركيا للمشاركة في تدريب القوات المحلية في المنطقة لمكافحة الارهاب، والعراق اكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق. مضيفا :" أن الحكومة التركية بعثت رسالة إلى الحكومة العراقية، ونحن واثقون من أن الحكومة العراقية ستغير موقفها بعد المحادثات بين البلدين."
ويعتقد المحللون ان العراق يعمل حاليا مع روسيا وإيران وسوريا لتشكيل تحالف من اربع دول لمحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية"، ولكن في نفس الوقت، هو عضو في التحالف الامريكي ضد تنظيم " الدولة الاسلامية"، مما يجعله مضطر الى التعامل بحذر شديد مع علاقاته مع الدول الكبرى. وليس للعراق نية المشاركة في النزاع الروسي ـ التركي ، ولا نية في فتح شمال العراق ساحة معركة لتركيا او غيرها من الدول الاخرى ، ناهيك عن أن تركيا تدرب قوات البيشمركة الكردية والقوى السنية في شمال العراق، غير الموالية للحكومة العراقية. وسواء كانت ايران او العراق،فإنهما يعتقدان أن نشطاء العشائر السنية قد يتحولون الى قوات احتياطية لتنظيم " الدولة الاسلامية"،وتدريبهم هو بمثابة تدريب عناصر من تنظيم " الدولة الاسلامية". لذلك،فإن العراق لن تغير مطلبها بشأن سحب تركيا قواتها من اراضيها.
ويعتقد لي شاو شيان، خبير في شؤون الشرق الاوسط وعميد كلية الدراسات الصينية العربية بجامعة نينغشيا بالصين، أن تنامي المشكلة الكردية في تركيا وراء تطلع اردوغان مؤخرا الى اقتراض سلسلة من اجراءات مكافحة الارهاب وضغط على حزب العمال الكردستاني. وأن انسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية مسالة وقت ، حيث لا يمكنها تحمل ضغط المجتمع الدولي و البقاء في هذا المكان. كما ان الوقت غير مناسب لتدويل القضية الكردية وليس لصالح تركيا، وعليه فإن تركيا ستأخذ زمام المبادرة لتخفيف موقفها بشأن هذه المسألة في محاول لتهدئة الوضع.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn