الجعفري: تركيا انتهكت سيادة العراق وعليها سحب قواتها

بغداد 7 ديسمبر 2015 / أكد ابراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي، أن تركيا انتهكت سيادة العراق وعليها سحب قواتها، مشددا أن بلاده ستلجأ إلى المنظمات الدولية في حال عدم استجابة الحكومة التركية لطلب العراق بسحب هذه القوات خلال 48 ساعة.

وقال الجعفري، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الالماني فرانك فالتر شتاينماير اليوم (الاثنين)، " إن تركيا انتهكت سيادة العراق بدخول قواتها الاراضي العراقية بدون علم الحكومة ".

وأضاف إن مجلس الامن الوطني العراقي اجتمع مساء امس وطالب تركيا بسحب قواتها من الاراضي العراقية خلال 48 ساعة تنتهي يوم غد، وفي حال عدم الاستجابة سنلجأ الى المنظمات الدولية.

وتابع الجعفري ان العراق ما زال ينتظر رد الحكومة التركية على طلبه بسحب القوات التي دخلت مؤخرا الى الاراضي العراقية، وهذا الطلب لايتعلق بالمستشارين الاتراك وانما بالقوات العسكرية، مبينا ان هناك مستشارين عسكريين من مختلف الدول يعملون مع الحكومة العراقية في حربها على تنظيم (داعش).

وحول امكانية ان تطلب الحكومة العراقية دعم روسيا في الحرب على (داعش) من خلال الضربات الجوية، بين الجعفري، ان العراق يعمل حاليا بالتنسيق مع التحالف الدولي ولا توجد نية لطلب ضربات جوية روسية، واذا استدعت الحاجة فان من حقنا طلب المساعدة من اي طرف.

من جانبه، قال شتاينماير إن العراق دولة ذات سيادة وان وجود اي قوات اجنبيه على الاراضي العراقية يجب ان يكون بالتنسيق مع الحكومة العراقية.

واضاف " نحن نامل بان تكون هناك اتصالات مباشرة بين وبغداد وانقرة لتجاوز الازمة، مبينا ان منطقة الشرق الاوسط مليئة بالتوترات وهي لا تتحمل المزيد منها، داعيا جميع الدول إلى العمل من أجل تخفيف حدة التوتر في هذه المنطقة ".

وبين شتاينماير أن المانيا زادت أخيرا من مساهمتها في الحرب على الارهاب، بعد ان وافق البرلمان الالماني يوم (الجمعة) الماضي على زيادة هذه المساهمة من خلال المشاركة في عمليات الاستطلاع الجوي وتزويد الطائرات الحربية بالوقود وتوفير الحماية والدعم لحاملة الطائرات الفرنسية في البحر الابيض المتوسط، فضلا عن عمليات التدريب والدعم التي تقوم بها المانيا شمالي العراق.

ولفت إلى أن المانيا خصصت نحو 70 مليون يورو لدعم النازحين والعمليات الانسانية في العراق، مبينا انه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قضية عودة النازحين إلى المناطق المحررة، كما ناقش معه المصالحة الوطنية وان لا يكون هناك اي تمييز بين مكون عراقي واخر.

وبشأن مجريات الازمة السورية، قال شتاينماير |إن الازمة السورية لا يمكن حلها بالقوة العسكرية فقط ولا بد ان تكون هناك جهود سياسية إلى جانب العمل العسكري.

إلى ذلك، أكد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، أن وجود قوات تركية على الاراضي العراقية امر غير مقبول وتجاوز على السيادة العراقية.

ونقل بيان صدر عن مكتب العبادي عقب لقائه وزير الخارجية الالماني قوله " إن دخول قوات تركية للاراضي العراقية امر مرفوض وتم دون علم او موافقة الحكومة العراقية ونتحدى تركيا بابراز اي دليل حول علمنا او موافقتنا ونعد هذا الامر تجاوزا على السيادة العراقية وعليها ان تسحب هذه القوات فورا ".

واضاف ان "العراق يحقق الانتصارات على عصابات داعش الارهابية ولاتوجد اية قوة اجنبية تحارب الارهاب على الاراضي العراقية ونتطلع الى المزيد من الدعم من المجتمع الدولي في التسليح والتدريب والطلعات الجوية".

ولفت الى ان "داعش تتحرك بكل حرية على الحدود العراقية السورية وهذا يتطلب مساعدة في هذا الجانب"، مشيرا الى اهمية ايقاف تدفق الارهابيين الى العراق.

من جانبه، اكد وزير الخارجية الالماني "دعم بلاده للعراق في حربه ضد العصابات الارهابية، مشيدا بالانتصارات التي تحققت على الارهاب منذ تولي الدكتور العبادي مهامه وتحرير ما يقارب ثلث المناطق التي كان يحتلها داعش اضافة إلى الجهود المبذولة في الاصلاح ومحاربة الفساد والمصالحة ".

يشار إلى أن المانيا تشارك في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، ضد تنظيم (داعش) في العراق وسوريا، كما تقوم بمهام دعم وتدريب للقوات العراقية.

وكان وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير وصل إلى بغداد في زيارة رسمية صباح اليوم، لاجراء لقاءات مع المسئولين العراقيين لبحث العلاقات الثنائية والحرب على تنظيم (داعش).