أنقرة 11 يوليو 2014/قال محللون إن تركيا تدعم رسميا إقامة عراق موحد يتمتع بالسيادة لكن أنقرة ألمحت أيضا إلى استعدادها لقبول دولة كردية مستقلة في حالة عدم استمرار وحدة العراق.
وقال نائب رئيس الحزب التركي الحاكم حسين جليك في الآونة الأخيرة إن العراق الآن مقسم على ارض الواقع.
وافاد في بيان مكتوب صدر مؤخرا "لا نأمل أبدا في تقسيم العراق لكن في حالة تقسيم العراق رسميا فسيكون من حق الأكراد بشمال العراق تحديد مستقبلهم السياسي بانفسهم كما هو الحال بالنسبة لبقية افراد الشعب العراقي."
بيد أن رئيس حكومة المنطقة الكردية بالعراق مسعود البرزاني قال خلال حديثه لوسائل اعلام محلية الشهر الماضي إن الوقت قد حان للأكراد العراقيين لكي يحققوا حلمهم الذي يتطلعون إليه منذ عقود بإقامة دولة مستقلة. وطالب البرزاني بالفعل الهيئة التشريعية في المنطقة الأسبوع الماضي بالاستعداد لإجراء استفتاء حول الاستقلال.
وضمن الأكراد بالفعل الحق في حكم أنفسهم في منطقة ذاتية الحكم منذ 2005. بيد ان النزاعات بسبب الحق في السيطرة على النفط وتقاسم العائدات وترسيم الحدود ظلت دون حل.
كما قال زعيم المنطقة لصحيفة ألمانية يوم الاثنين إنه لان يتوقع اي مساعدة او مقاومة فعالة من تركيا بشأن مسألة الاستقلال.
تعزيز العلاقات التركية-الكردية
في السنوات الأخيرة، تمتعت تركيا بعلاقات أفضل مع حكومة منطقة كردستان أكثر مما كانت عليه مع الحكومة الفيدرالية العراقية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي.
كما أسهمت العلاقات الجيدة لتركيا مع الأكراد العراقيين اقتصاديا لا سيما في صناعة النفط والغاز في المساعدة في تعزيز العلاقات السياسية.
ويدعم البرزاني عملية التسوية التي بادرت بها الحكومة التركية في 2012 لحل مشكلة الإرهاب التي استمرت لعقود في البلاد.
وعارضت تركيا طويلا فكرة استقلال كردستان خشية انتشار المشاعر الانفصالية بين اكرادها.
ولكن تحسين العلاقات مع منطقة البرزاني قد تقلل من حدة موقفها.
وقال شاهين الباي استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية "الاقاويل التي تثار بأن استقلال كردستان العراقية سيعزز من انفصالية الأكراد في تركيا غير مقنعة."
واعتقد أن سيادة تركيا لا يمكن أن تعتمد على معارضتها لاستقلال محتمل لكردستان العراق لكن على تلبية المطالب الديمقراطية لأكراد تركيا من خلال الموافقة على دستور ليبرالي وتعددي.
كما دفع تقدم تنظيم الدولة الإسلامية المتطرفة في العراق في ظل سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثاني أكبر المدن العراقية الموصل الشهر الماضي أنقرة إلى تنمية علاقاتها الأكراد العراقيين بشكل أكبر، الذين تعتبر ارضهم الآن بمثابة منطقة عازلة لتوسعات الجماعات الإرهابية المنتمية للقاعدة وهو ما يشكل تهديدات على الأمن القومي لتركيا.
واستغل الأكراد الفراغ في السلطة الذي خلقه تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسيطروا على مساحة أكبر من الاراضي بما فيها كركوك الغنية بالنفط.
قلق عربي
قد يضر الموقف الغامض لتركيا من استقلال محتمل للأكراد بعلاقات أنقرة مع الدول العربية التي تمر بمشكلات بسبب انتقادات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاطاحة بالرئيس محمد مرسي من السلطة والاحتجاجات الواسعة ضده.
وقال جوخان باجيك، استاذ العلاقات الدولية في جامعة ابيك "يجب على تركيا أن تنفذ استراتيجية حريصة للغاية تجاه الدولة الكردية المستقلة حديثا."
وحذر "ردود الفعل غير المتوازنة والمتسرعة قد تخلق مشاعر معادية لتركيا في العالم العربي."
واضاف "تفكك العراق من المحتمل ان يكون له عواقب سلبية على تركيا بسبب التوترات المتزايدة من العرب لا سيما بغداد والاضطرابات في المنطقة مع تغيير الحدود."
واشار إلى المعارضة التركية أيضا تنتقد الحكومة بشأن استقلال كردستان.
وانتقد زعيم حزب الحركة القومية المعارض دولت باهجيلي الحكومة بسبب دعمها الصامت لاستقلال كردستان بالسماح للمنطقة بتصدير نفطها للسوق الدولية عبر الاراضي والموانئ التركية.
ويعتقد باهجيلي أن الحكومة التركية تقوم "بتهديد استراتيجي خطير" بدعمها استقلال كردستان.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn