خبراء: إرساء الأمن والاستقرار بالقارة السمراء يفرض وضع سياسات أمنية مشتركة واستباقية

الرباط في 12 اكتوبر 2015 / أجمع الخبراء المشاركون في منتدى الأمن بإفريقيا (أفريكا سيكيريتي 2015) الذي انطلقت أعماله اليوم (الاثنين) بالدار البيضاء، أن إرساء الأمن والاستقرار بالقارة السمراء يفرض وضع سياسات أمنية مشتركة واستباقية لمراقبة الحدود وحماية الدول من كافة أشكال الجريمة العابرة للقارات.

وأبرزوا ، في كلمات لهم خلال افتتاح هذا المنتدى، الذي ينظم بتعاون بين مركز البحوث والدراسات الجيو- استراتيجية (أتلانتيس) والمنتدى الدولي لتكنولوجيات الأمن (فيتس) المتواجد مقره بفرنسا، في موضوع "أمن الحدود، التدفقات المالية والهوية الرقمية"، أن إفريقيا مدعوة اليوم للتفكير مليا في تعزيز الأمن والسلامة لضمان استقرارها، مع ما تعيشه من تقلبات سياسية وديموغرافية واقتصادية ومناخية، تهدد أمنها على عدة مستويات.

وفي هذا الصدد، أشار رئيس المنتدى الدولي لتكنولوجيا الأمن الفرنسي ألان جويي إلى أن أهمية هذا المنتدى ترجع إلى كونه فضاء للتفكير وتبادل الخبرات بين المسؤولين وأصحاب القرار بعدد من الدول الإفريقية، ومديري عدد من الشركات العالمية المتخصصة في المجال الأمني، وخبراء في قضايا الدفاع والأمن، بشأن معضلة الأمن بإفريقيا، التي تعيش على وقع تحولات أمنية عميقة تفرض انخراط جميع المتدخلين من أجل بلورة سياسة استباقية تتيح لها مواجهة التهديدات المستقبلية.

وأضاف جوبيي، رئيس الوزراء، ووزير الدفاع ، ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق ، أن المنتدى سيطرح للنقاش ثلاث قضايا محورية تهم "الهوية الرقمية وطرق تحديدها ومراقبتها وفق التكنولوجيات الجديدة، وآليات التحكم في تنقل الأفراد، والمبادلات المعلوماتية"، و" تأمين الحدود والمشاكل المتصلة بتدفقات المهاجرين غير الشرعيين"، وكذا "نقل الأموال وتبييضها، وانعكاساتها السلبية على اقتصاديات الدول، واستعمالاتها في تمويل الإرهاب".

ومن جهته، اعتبر الرئيس المؤسس ل(أتلانتيس) المغربي إدريس بنعمر أن تأمين الحدود بات في الوقت الراهن يطرح عدة تحديات، تتمثل في مراقبة المجالات الفارغة بين الدول، بعد أن أصبحت مجالا مفتوحا لنشاط الجماعات الإرهابية، وهي التي كانت في سنوات سابقة مرتعا للعصابات الإجرامية، إضافة إلى التحديات الجغرافية والبيئية .

وذهب إلى أن هذه الفراغات الجغرافية تشكل أيضا مجالا للعصابات المتحكمة في تهجير الأفراد بطرق غير شرعية، مع ما يرتبط به من أنشطة مالية غير قانونية، مشيرا إلى ما يترتب عن هذه الإشكالات من كوارث إنسانية تتسبب في زعزعة أمن واستقرار العالم في الوقت الراهن.

ومن جهته ، أوضح سعيد الهواري، المستشار بمركز البحوث والدراسات الجيو استراتيجية (أتلانتيس)، أن المنتدى سيشكل فرصة لبحث سبل مكافحة الإرهاب والتهريب بمختلف أصنافه وتدفق اللاجئين، فضلا عن تدارس عدد من الإشكاليات المتصلة بالهوية الرقمية (جوازات السفر وبطاقات التعريف)، وما تطرحه من تحديات تخص تحديد هوية اللاجئين الحقيقيين، والتمييز بينهم وبين الإرهابيين والمهربين وغيرهم من المجرمين.