تعليق: الإقتصاد الصيني يجلب الثقة والأمل في تعافي الإقتصاد العالمي

بمحفظات نقودهم الممتلئة، أصبح الصينيون محل ترحيب القطاعات السياحية في مختلف دول العالم، وبلغ عدد الساحين الصينيين في سنة 2014، 100 مليون سائح\مرة، وحقق هذا العدد زيادة بـ16% في النصف الأول من العام الحالي. كما تصدرت نفقات السياحة والتسوق للسائحين الصينيين في الخارج المرتبة الأولى عالميا للعام الثالث على التتالي، حيث بلغت 1 تريليون يوان في عام 2014، محققة زيادة بـ30% على أساس سنوي، مايمثل 11% من مداخيل السياحة في العالم، العامل الذي أسهم في دفع نمو الإستهلاك بالدول المضيفة.

كما يجلب السياح الصينيون الفرص التجارية والأمل، يوفر التعديل الهيكلي للإقتصاد الصيني فرصا لتعافي الإقتصاد العالمي.

بلغت الطبقة الوسطى الصينية أكثر من 300 مليون نسمة، وهو ما يعني تشكل سوق إستهلاكية ضخمة وناضجة بشكل تدريجي. وإذا حافظ الإستهلاك على نسق تصاعدي خلال العقد القادم، فإن حجم الإستهلاك سيتجاوز 10 تريليونات دولار بحلول عام 2025(وفقا لتقديرات مستوى الأسعار الحالي)، ولا شك أن قطاع صناعة المواد الإستهلاكية الأجنبي سيحصل على إستفادة كبيرة.

خلال التحول من دولة صناعية كبرى إلى دولة صناعية قوية، ستحتاج القطاعات التقليدية إلى إستيراد العديد من التقنيات المتقدمة، والمنشآت عالية التقنية، والقطع الهامة، كما سيوفر النمو السريع لقطاع الخدمات المزيد من فرص البحث والتطوير والتصميم للشركاء التجاريين العالميين. ومنالمتوقع أن يبلغ حجم قطاع الخدمات 12 تريليون دولار بحلول عام 2025، ما يعني وجود إمكانيات كامنة كبيرة.

من جهة أخرى، تمتلك الصين مميزات هامة على مستوى طاقة إنتاج وتنافسية المنشآت متوسطة التقنية، كما تمتلك طقم صناعي متكامل وقدرات كبيرة في تنفيذ المشاريع، إلى جانب إمتلاكها لإحتياطي وفير من النقد الأجنبي، مايمكن الصين من معالجة مختلف صعوبات التنمية في الدول النامية، والإستجابة لسوق العرض والطلب لدى ختلف الأطراف، وفتح سوق أكبر حجما لرؤوس الأموال والتعاون، ومراكمة جملة من القوى الجديدة الدافعة للنمو المستقر للإقتصاد العالمي.

بعدما ينجح الإقتصاد الصيني في تحقيق عملية التحول والترقية، والإنتقال من الإعتماد على الإستثمار إلى الإعتماد على الإستهلاك، والإنتقال من قيادة الصناعة إلى قيادة الخدمات، سيدخل الإقتصاد الصيني في مرحلة جديدة من التنمية، أكثر إستقرارا وأحسن جودة وأطول إستمرارية، وهذا سيمكنه من لعب دور أفضل في دفع نمو الإقتصاد العالمي.

تمتلك الصين العزيمة والإرادة لتحقيق هدفيْ الحفاظ على نمو عالي والتحول إلى مستوى تقني عالي، والعمل سوية معا مختلف دول العالم على دفع التنمية المنفتحة والمتوازنة.