بيروت 13 سبتمبر 2015 / بات حديث الهجرة الى أوروبا الشغل الشاغل للنازحين السوريين الى شمال لبنان الذين يعانون منذ فترة ظروفا معيشية صعبة بسبب شح المساعدات التي كانت تقدمها لهم منظمات دولية أو جمعيات خيرية.
ودفعت صعوبة مثل هذه الأوضاع العشرات من هؤلاء اللاجئين الفارين من النزاع الدموي الدائر في بلدهم منذ أكثر من أربع سنوات ، الى اللجوء الى طرق غير شرعية للدخول الى أوروبا بواسطة المهربين.
ورغم ما تنقله قنوات التلفزيون يوميا من مشاهد تعكس مآسي المهاجرين من اللاجئين الا ان قطاعا من النازحين في شمال لبنان بدا غير مبال بما تحمله رحلة الهجرة من مخاطر في سبيل الخروج ، وهو ما عبر عنه النازح السوري من مدينة حمص محمد الرشيدي.
وقال الرشيدي (55 عاما) ان "العذاب والتعرض للمخاطر لا يهم لأن الأهم ان نخرج من هنا وان نصل الى اي دولة تستقبلنا وتقدم لنا المساعدات".
الرشيدي كان يتحدث لوكالة انباء ((شينخوا)) عند مدخل منزله في مدينة طرابلس الساحلية فى شمال لبنان بينما كان ينتظر عودة زوجته وابنته من العمل في احد مصانع الالبسة بعدما جرى توقيفه عن عمله قبل عام حيث كان يعمل في ورشة بناء.
"أقيم في طرابلس منذ أربع سنوات مع عائلتي المؤلفة من ثلاثة أولاد ، ولم نكن سابقا نشعر بالمشاكل التي نعيشها اليوم حيث كانت المساعدات متوافرة بشكل معقول وكان عملي يسد النقص" يقول النازح الخمسيني.
وأضاف "منذ عام توقفت عن العمل بعدما قرر صاحب الورشة تخفيف عدد العمال وتزامن ذلك مع توقف معظم الجمعيات عن تقديم المساعدات التي كانت تمولها دول الخليج العربي".
وأوضح "بما أن الحل في سوريا ليس قريبا بعدما تحولت البلاد الى ورقة ضغط بيد امريكا من اجل فرض شروطها على خصومها فاننا نفكر بالهجرة".
وتابع "لقد هاجر بعض الاشخاص الذين اعرفهم الى اليونان عن طريق المهربين مقابل مبلغ الفي دولار امريكي لكل شخص وقد وصلوا الى هناك بعد رحلة عذاب طويلة".
وقال "اليوم نسمع بأن بعض الدول الاوروبية مستعدة لاستقبال النازحين وهذا الامر مشجع لكن هناك صعوبات في كيفية خروجنا من لبنان بعد تشديد الجيش اللبناني لاجراءاته الامنية وخوف معظم المهربين من مواصلة نشاطهم".
ووفقا لاحصائيات غير رسمية ، فان نحو 250 الف نازح سوري يعيشون فى طرابلس ويتوزعون على المناطق الشعبية الفقيرة حيث يواجه معظمهم صعوبات في تأمين ايجار المنزل او مقومات الحياة.
وتمكن عشرات النازحين في طرابلس من مغادرتها بحرا وفق مصادر أمنية لبنانية قالت لـ ((شينخوا)) ان قوارب نقلتهم الى اليونان او تركيا.
وأكدت المصادر ان ملاحقة المهربين مستمرة حيث تمكنت الاجهزة الامنية من توقيف العديد من أفراد تلك الشبكات واخرها مطلع الشهر الحالي حيث كانت اعلنت قيادة الجيش اللبنانى عن توقيف فلسطيني وسوري كانا يتحضران لنقل 21 راكبا عبر قارب الى اليونان.
وتصاعد الاهتمام الدولي بقضية اللاجئين السوريين منذ نهاية الشهر الماضي بعد تواتر الحوادث التي يتعرض هؤلاء خلال محاولتهم الوصول الى أوروبا.
واكتسب الحديث حول معاناة اللاجئين زخما هائلا بعد نشر صورة لطفل سوري يدعى ايلان الكردي بعدما جرفته الامواج على شاطئ تركي.
وخلال الأيام القليلة الماضية تدفق آلاف من اللاجئين السوريين على عدة دول أوروبية كاليونان والمجر وألمانيا والنمسا، في وقت تبدو فيها أوروبا منقسمة ما بين مرحبة بهم ورافضة لهم.
ويقول النازح السورى خالد (40 عاما) الذي رفض الكشف عن باقي هويته "سأغادر لبنان قريبا مع عائلتي الى اليونان للحاق بشقيقي الذي كان غادر قبل اشهر عن طريق المهربين ووصل اليونان ومنها الى المانيا حيث يعيش اليوم مع عائلته بامان هناك".
ووجد خالد النازح من مدينة دوما السورية في سيارة أجرة كان يملكها وسيلة لتحقيق هدفه.
وعن ذلك قال خالد ، "كنت املك سيارة اجرة في سوريا وقد بعتها مؤخرا وادخرت اموالها للسفر مع زوجتي واولادي الاربعة ولن اتردد في ركوب المخاطر لانها الفرصة الوحيدة المتبقية لنا لكي نعيش".
وتابع بألم "العالم ينظر الى مأساتنا ولا يتحرك والدول العربية التي كانت تدعم النازحين توقفت عن ذلك وهي لا تستقبلنا في بلادها".
وأضاف ان "غالبية النازحين باتوا على قناعة بأن الحرب في بلدهم لن تنتهي قبل ان تقفل امريكا كل الملفات التي تواجهها في المنطقة بدءا بالملف النووي الايراني وصولا الى ملفات أخرى لا نعلم عنها شيئا ولكنها لاتحقق مصالحنا".
ولاتمانع أم محمد كذلك في "عبور أي طريق مهما تكن مخاطره بحثا عن حياة أفضل من الموت جوعا".
وقالت أم محمد التي فضلت أيضا عدم الكشف عن هويتها خشية تعرضها لأية مساءلة لـ ((شينخوا)) "غادر ابني مع رفاق له عن طريق البحر الى تركيا ومنها وصل الى السويد وهو يسعى الى تأمين وصولي لعنده مع اثنين من اخوته وقد ادخر لذلك مبلغا من المال وهو يجري اتصالاته من هناك بحثا عمن يهربنا".
واضافت ام محمد وهي في العقد الرابع من العمر "توفي زوجي في لبنان قبل عامين نتيجة مرضه وعجزنا عن معالجته لذلك لامانع لدينا من عبور أي طريق مهما تكن مخاطره بحثا عن حياة أفضل من الموت جوعا هنا".
وتابعت "انا لا افهم في السياسة ولكنني متأكدة أن كل من كان يحرض الشعب السوري على الثورة كان يبحث عن مصالحه وليس مصالحنا فقد وجدنا انفسنا نواجه ظالما كبيرا هو الجوع والفقر والحرمان".
وقالت "هناك من استغلنا ليحقق مكاسب على حسابنا ونحن نعلم ان أمريكا تحركت في العراق من أجل نفطه وليس دعما لحرية شعبه وكذلك هو الأمر في سوريا حيث مصالحهم اهم بكثير من الشعب السوري المشرد والمهجر".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn