بيروت 7 سبتمبر 2015 / رأت الطفلة السورية آمنة السعيد، ذات السنوات الثلاثة عشر، في نفسها "انسانة جديدة" بعد مشاركتها بالغناء مع اقرانها بعد عشرة اشهر من التدريب المتواصل على يد مايسترو لبناني ضمن مشروع غنائي لدعم اطفال اللاجئين السوريين في لبنان.
والسعيد هي واحدة من 95 طفلا من اللاجئين السوريين الذين شردهم النزاع الدائر في سوريا وقفوا مساء امس الاحد على مسرح مؤسسة الصفدي الثقافية في طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ينشدون للسلام والحب والحياة.
ويشكل هؤلاء مشروع "كورال سنبلة"، الذي نفذته جمعية (سنبلة) اللبنانية غير الحكومية التي تعمل على توفير الدعم والتعليم للاطفال السوريين اللاجئين في لبنان، بدعم من مؤسسة نمساوية.
وتقول السعيد لوكالة انباء ((شينخوا)) :"لقد غيرت مشاركتي في الكورال سلوكي مع محيطي وبت انسانة اخرى".
وتابعت "انا اهوى الغناء منذ الصغر، ولكن لم تسمح لي ظروفي، واليوم جاءت الفرصة ولن اضيعها، سأغني املا بان يصل صوتي الى العالم ليساعدوا اطفال بلدي سوريا".
وقبيل صعودها للغناء على خشبة المسرح خضعت السعيد مع اقرانها لعشرة اشهر من التدريب المتواصل تحت قيادة المايسترو اللبناني العالمي باركاف تسلاكيان.
وتسلاكيان قائد كورال الفيحاء اللبناني، هو لبناني من الطائفة المسيحية الارمنية في لبنان.
وعلى يد تسلاكيان تعلم الاطفال السوريون اصول الغناء الشرقي وقواعد الموسيقى.
وقد برز ذلك عندما ادهش هؤلاء الحضور من اهاليهم وشخصيات سياسية لبنانية ومهتمين بالفن في حفلهم الذي اقيم مساء امس على مسرح مؤسسة الصفدي الثقافية في طرابلس بشمال لبنان.
وشدا الاطفال بأغاني الفنانة اللبنانية فيروز، وسط تصفيق حار من الجمهور.
كما شاركوا الفنانة اللبنانية اميمة خليل اغنيتها "شدي عليك الجرح".
وامام اعجاب الحضور بالاطفال، اشاد المايسترو اللبناني تسلاكيان بغنائهم.
وقال المايسترو امام الجمهور من على خشبة المسرح:"هذا الكورال ليس على مستوى القمة لكنه مشروع كورال عالمي".
وتابع تسلاكيان "انظروا اليه (الكورال) بعد عامين لانه سوف ينافس اهم الكورالات العالمية".
ويحظى مشروع "كورال سنبلة" بدعم من مؤسسة (ناي) النمساوية، وهي مؤسسة غير حكومية وغير ربحية، ومقرها في النمسا تعمل على مساعدة الاطفال السوريين من خلال تدريبهم على الغناء والموسيقى.
وكافة الاطفال في المشروع تم اختيارهم من مخيمات اللاجئين السوريين في محافظة البقاع اللبنانية شرق البلاد.
وتتراوح اعمار الاطفال ال95، الذين تم تدريبهم في احدى المدارس الرسمية اللبنانية في البقاع بوجود اخصائيين واساتذة بين 8 و14 عاما.
وكان من المقر اطلاق اولى حفلاتهم في العاصمة اللبنانية بيروت، لكن تم نقلها الى طرابلس كبرى مدن شمال لبنان لاسباب تقنية.
ويقول الطفل السوري عاهد المحمد الذي يبلغ من العمر (14 عاما) ل (شينخوا) "هذا عمل رائع، ساعدني على ان اصبح شخصا اخر واشعر انني مهم في المجتمع".
وتابع "لقد اتيحت لي فرصة الغناء مع هذا الكورال، وانا سعيد جدا كوني معهم، وسوف استمر لاني احببت ما اقوم به".
وتقول رئيسة جمعية سنبلة ماسة حموي ل(شينخوا) : إن "الهدف من المشروع هو مساعدة هؤلاء الاطفال على اكتشاف مواهبهم ودعمهم نفسيا في هذه المحنة التي يمرون بها"، في اشارة الى محنة اللجوء جراء النزاع السوري الدائر منذ اكثر من اربعة اعوام.
وتابعت "عملنا بجهد، وكانت النتيجة في هذا الوقت القصير اكبر مما نتوقع"، لافتة الى ان اللاجئين السوريين "لمسوا تغيرا في سلوك اطفالهم وشخصياتهم، خاصة ان الاولاد يشاركون في كورال، وهو ما يتطلب منهم العمل الجماعي والانضباط".
واضافت حموي :"نحن سنستمر في دعم هذا الكورال والعمل على مواصلة تدريبه ودمجه مع محيطه اللبناني عبر ضم اطفال لبنانيين الى الفريق من اجل خلق روح التآخي بينهم وتطوير العمل على النحو المطلوب".
ويتجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان مليون لاجئ يقيمون في مخيمات تنتشر في معظم المناطق اللبنانية، لكنها تتركز على وجه الخصوص في النواحي الريفية في البقاع بشرق البلاد وفي الشمال والجنوب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn