بقلم/ عماد الأزرق
القاهرة 5 أغسطس 2015 / يتأهب يخت "المحروسة" مرتديا أبهى حلته استعدادا لافتتاح قناة السويس الجديدة، حيث يستقله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عابرا به القناة الجديدة ايذانا بافتتاحها.
ويفتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قناة السويس الجديدة بمشاركة عدد من زعماء العالم وممثليه، أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا أولاند، وغيرهم من زعماء العالم.
وتعد هذه المرة الثالثة التي يستخدم فيها يخت "المحروسة" في افتتاح قناة السويس، الأولى كانت في عام 1869 وكان أول عائمة تعبر قناة السويس بعد افتتاحها، استقله الخديوي إسماعيل "حاكم مصر" وعدد من ملوك وأمراء أوروبا والعالم.
والمرة الثانية التي استخدم فيها اليخت في اعادة افتتاح القناة في عام 1975، بعد اغلاقها لست سنوات في اعقاب احتلال اسرائيل لسينا، وأعيد افتتاح القناة بعد حرب أكتوبر واستعادت مصر سيطرتها الكاملة على القناة، وتطهيرها من أثار الحروب وأثار العدوان الإسرائيلي عليها، ، واستقله خلالها الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
ويبلغ طول يخت "المحروسة"، 411 قدما، وعرضه 42 قدما، وحمولته 3417 طنا، ويسير بالبخار الناتج عن حرق الفحم بسرعة 16عقدة/ ساعة، وهو مسلح بثمانية مدافع من طراز "أرمسترونج".
ويزين جدران يخت المحروسة زخارف ومنقوشات تعبر عن حضارات مصر عبر العصور المختلفة، مثل الفرعونية واليونانية والرومانية والاسلامية.
كما يشتمل اليخت على مشغولات فضية وذهبية وكريستالات وليموج "خزفيات"، وأطقم صيني، وسجاد، وجميعها تعود إلى القرن 18
ويتكون "المحروسة" من خمسة طوابق، يحتوي الطابق السفلي الماكينات والغلايات وخزانات الوقود، بينما يحتوي الطابق الأول وهو الطابق الرئيسي على غرف الجلوس والمطابخ والمخازن والجناح الشتوي والقاعة الفرعونية، اضافة إلى جناح الأمراء والأميرات.
ويحتوي الطابق العلوي الأول على صالة الطعام، وصالة التدخين، و مقدمة اليخت، والمخطاف، والأوناش، والطابق العلوي الثاني عبارة عن الحديقة الشتوية والصيفية والجناح الصيفي والصالة الزرقاء وسطح المدفعية، أما الطابق العلوي الثالث يضم الممشى والعائمات.
ويشتمل اليخت على أربعة مصاعد، أحداها خاص بالجناح الخصوصي، وجراج خاص بسيارة الملك، ويرسو اليخت دائما بالاسكندرية (شمال القاهرة) قبالة شاطئ قصر رأس التين.
وشارك يخت المحروسة على مدار 150 عاما في الكثير من الأحداث التاريخية التي يقف شاهدا عليها، استقله خلالها ملوك وأمراء وقادة عدة.
وترجع بداية يخت "المحروسة" إلى عام 1863، عندما أمر الخديوي اسماعيل بصناعة اليخت، واسندت مهمة صناعته إلى شركة "ساموا" البريطانية، وتم الانتهاء منه في أبريل من عام 1865 .
وأبحر اليخت من ميناء لندن في أغسطس من عام 1865 عبر نهر التايمز إلى ميناء الاسكندرية، ليبدأ رحلته الطويلة مع مصر وقادتها وأحداثها الجسام.
استخدم اليخت في عام 1867 في نقل الحملة المرسلة لاخماد الثورة بجزيرة "كريت"، وسافر الخديوي اسماعيل على متنه عام 1868 لحضور المعارض المقامة بباريس.
استقله الخديوي اسماعيل ايضا في عام 1869 إلى ميناء مرسيليا الفرنسي لدعوة ملوك وأمراء أوروبا لحضور حفل افتتاح قناة السويس حينها.
يعد يخت "المحروسة"، أول عائمة تعبر قناة السويس عام 1869، حاملا على ظهره الخديوي اسماعيل، والإمبراطورة أوجيني إمبراطورة فرنسا وزوجة نابليون الثالث، وإمبراطور النمسا فرنسوا جوزيف، وأمير وأميرة هولندا، وولي عهد ألمانيا الأمير فريدريك.
وبمناسبة افتتاح قناة السويس، أهدت الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل "بيانو" أثري صنع خصيصا لها في مدينة شتوتجارت الألمانية، وعزفت عليه بنفسها، ومازال البيانو بنفس روعته ورونقه مستقرا على يخت المحروسة.
واقل اليخت الخديوي اسماعيل إلى ميناء نابولي الايطالي عام 1879 وذلك بعد عزله عن حكم مصر من قبل ابنه الخديوي توفيق والذي تولى الحكم بدلا منه، كما استقله الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1914 إلى منفاه بالاستانة.
وحمل اليخت شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي من إيران إلى مصر لعقد قرانه على الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، واستقله ايضا ملك المملكة العربية السعودية عبدالعزيز أل سعود من ميناء جدة إلى ميناء بور فؤاد المصري في زيارته لمصر عام 1946، واعاده إلى المملكة مرة أخرى.
وفي عام 1952 غادر به الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، إلى منفاه الاختياري في ايطاليا بعد تنازله عن عرش مصر والسودان في أعقاب ثورة 23 يوليو، وعاد اليخت مجددا إلى مصر بعد رفض الجيش لطلب الملك بالاحتفاظ به.
ومشروع قناة السويس الجديدة جزء من خطة اقتصادية طموحة، تبنتها الحكومة المصرية لتطوير منطقة قناة السويس، بحيث تصبح مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا يقدم خدمات للأساطيل التجارية التي تعبر القناة.
وجمعت الحكومة المصرية حوالي 60 مليار جنيه مصري ما يقرب من (8 مليارات دولار) لتمويل إنشاء القناة الجديدة، من خلال شهادات استثمار جرى بيعها للمصريين.
وتعد قناة السويس محورا مهما للتجارة العالمية، وقد عبرتها نحو 17 ألف ومائة سفينة في العام 2014، وفق الأرقام الرسمية لهيئة القناة.
وبلغت إيرادات القناة خلال العام الماضي حوالي خمسة مليارات و323 مليون دولار، وهو أعلى مستوى منذ افتتاحها للملاحة العالمية عام 1869، ما يجعلها من أهم مصادر العملة الصعبة للاقتصاد المصري.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn