الاسماعيلية ، مصر 19 أغسطس 2014 / تحت وطأة حرارة شديدة وفوق رمال ساخنة،يقود السائق محمود عبد الصمد اللودر بحماس شديد يملأه الأمل كغيره من العاملين ، لانجاز مشروع "قناة السويس الجديدة" العملاق خلال الموعد المحدد في أغسطس من العام المقبل.
وأطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في الخامس من أغسطس الجاري اشارة البدء لتنفيذ المشروع الذي تأمل مصر من ورائه فى تحويل المنطقة الى أكبر المراكز الاقتصادية والصناعية الكبرى في العالم،بحسب وسائل الاعلام المحلية.
وقال السائق محمود لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان العاملين في المشروع يعملون بروح عالية على مدار الساعة يوميا بدون اجازات أو عطلات ، معربا عن سعادته بالعمل والمشاركة في هذا المشروع المهم.
وأضاف أن الزيارات شبه اليومية للمسؤولين وللقوى السياسية والأحزاب والهيئات والجمعيات الأهلية والفنانين وغيرهم تخفف من وطأة العمل وشدة الحرارة وتشعرهم بعظم وأهمية العمل الذي يشاركون فيه.
ورصدت ((شينخوا)) خلال جولتها بأحد مواقع العمل حركة دؤوبة في المكان الذي تحول الى "خلية نحل" تعلو فيه أصوات محركات الحفارات والكراكات وسيارات نقل الرمال لانجاز المشروع الذي يتوقع اقتصاديون ان يدر عائدات تقدر بمليارات الدولارات.
وشهد فريق ((شينخوا)) عددا من أعمال التفجيرات التي نفذتها الهيئة الهندسية في الجيش المصري بالمسار المخطط للقناة الجديدة لتفتيت كتل ومناطق صخرية تمهيدا لقيام الشركات العاملة بالمشروع بأعمال الحفر وازالة الرمال.
ويتضمن المشروع انشاء قناة موازية بطول 72 كيلومترا منها 35 كم حفرا جافا و37 أخرى حفرا وتعميقات ، ما سيسمح بمرور السفن في القناة في الاتجاهين في الوقت ذاته وتخفيض زمن انتظار عبور القناة الى نحو 3 ساعات فقط مقابل 11 ساعة.
وطلب الرئيس المصري خلال حفل اعطاء اشارة البدء للمشروع ، انجاز هذا العمل في مدة عام واحد بدلا من الفترة المقترحة بثلاث سنوات.
وتشارك 42 شركة مصرية حاليا بحفر القناة الجديدة ، بحسب ما أفاد ضابط مهندس بالجيش المصري برتبة عميد.
وأوضح الضابط ، والذي طلب عدم ذكر اسمه ، أن العمل بالقناة يتم باشراف ومشاركة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة قناة السويس، وفق معدلات العمل المحددة والمعدة ،والتي تؤكد القدرة التامة على انفاذ المشروع في موعده الذي حدده الرئيس السيسي.
واشار إلى ان القناة الجديدة يبلغ طولها 72 كم، منها 35 كم بالحفر الجاف بواسطة الشركات الوطنية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة،بالاضافة إلى 37 كم عبارة عن توسيع وتعميق التفريعات وتقوم بها هيئة قناة السويس.
ويستهدف هذا المشروع العملاق بحسب ما حددته هيئة قناة السويس ، ايجاد المزيد من فرص العمل وانشاء منطقة صناعية بحرية عالمية ولوجيستية وصناعية متميزة وزيادة الصادرات وتنمية التجارة الدولية لمصر وتنويع الأنشطة الصناعية والخدمية القائمة في المنطقة.
كما يستهدف المشروع جذب الاستثمارات الأجنبية وزيادة حجم نقل البضائع وتعظيم العائد من قناة السويس التي تعد أحد أهم الممرات المائية في العالم.
وتمتد قناة السويس في مصر من الشمال الى الجنوب عبر برزخ السويس لتصل بين البحرين الأبيض والأحمر ، وتعد من أهم مصادر الدخل والنقد الأجنبي الى جانب السياحة والبترول.
ويتكلف مشروع قناة السويس الجديدة نحو 8.2 مليار دولار ، بحسب ما أعلنه رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش.
وقال مميش خلال لقاء مع عدد من القوى السياسية ووسائل العربية المحلية والأجنبية، ان هذه التكلفة موزعة بواقع أربعة مليارات دولار لأعمال الحفر والتجهيز، ومثلها لتنفيذ عدد من الأنفاق أسفل القناة لتسهيل العبور إلى شبه جزيرة سيناء، ونحو 200 مليون دولار تجهيزات عسكرية.
وأضاف مميش أن " هذه التكلفة ليست مرتفعة، خصوصا إذا ماعلمنا أن دخل قناة السويس السنوي يبلغ خمسة مليار و23 مليون دولار، وأن الدخل المتوقع منها بحلول عام 2023 يبلغ نحو 13 مليار دولار".
وأوضح أن المشروع سيزيد قدرة القناة على استيعاب الزيادة المتوقعة في حجم التجارة العالمية ، متوقعا أن يزيد متوسط عبور القناة من 49 سفينة يوميا عام 2013 إلى 97 سفينة.
كما ستقلل القناة الجديدة زمن الرحلة من 20 ساعة إلى 11 ساعة، وزمن الانتظار من 11 ساعة إلى ثلاث ساعات.
وأكد الفريق مميش أن مشروع القناة الجديدة يأتي في اطار خطة متكاملة لتنمية خليج السويس،حيث سيتم بعد الانتهاء منه تنفيذ عدد من المشروعات السياحية والصناعية والاستثمارية واللوجستية،بما يتيح مليون فرصة عمل الأمر الذي يساهم في معالجة أزمة البطالة التي تواجهها مصر.
وبحسب مميش ، فان حفر القناة الجديدة يأتي ضمن "الحلم المصري" الخاص بتنفيذ مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس وجعل مصر مركزا صناعيا وتجاريا ولوجيستيا عالميا،وقبلة للاقتصاد ولحركة التجارة العالمية والاقليمية.
وردا على سؤال لـ ((شينخوا)) ، أكد مميش أن الموعد المحدد في 5 أغسطس المقبل ليس لانتهاء أعمال حفر القناة ، وانما لبدء الملاحة الدولية في القناة ، مشيرا إلى أن الرئيس السيسي سيستقل أول مركب يعبر القناة ايذانا بافتتاحها.
وأوضح أن الجميع يواصلون العمل على مدار 24 ساعة ، ولديهم اصرار وعزيمة على الانجاز والتنفيذ في موعده المحدد نظرا لحاجة الاقتصاد المصري الماسة لهذا المشروع.
ويجري العمل بالمشروع تحت حراسة مشددة من جانب قوات الجيش والشرطة على مدار الساعة.
وتشهد سيناء التي يتم حفر القناة الجديدة بها حملات أمنية تشنها قوات الجيش والشرطة ضد من تصفهم السلطات بالتكفيريين.
ومع ذلك ، يؤكد القائمون على تنفيذ المشروع تواصل العمل في حفر القناة الجديدة حتى يتم الانتهاء منه في الموعد المحدد.
وقال المهندس أحمد عبدالسلام مدير احدى الشركات العاملة المشروع، ان العمل يجري وفق جدول معدلات ومخطط يومي تسلمه من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وهيئة قناة السويس، وتجري مراجعته بصفة شبه يومية للتأكد من أن العمل يجري وفق المعدلات المطلوبة وبحسب المخطط.
واعرب عن ثقته في تنفيذ المشروع في الموعد المحدد بحسب ما لمسه من روح ورغبة لدى الجميع في المشاركة ، والالتزام والانضباط الذي تفرضه القوات المسلحة على اسلوب العمل، والتخطيط الذي قامت به هيئة قناة السويس.
وأكد مصدر بالهيئة الهندسية لـ ((شينخوا)) توفير كافة الخدمات الادارية واللوجستية للعاملين بالقناة، فضلا عن اقامة خمس نقاط اسعاف وانقاذ من قبل وزارة الصحة بالقرب من مواقع العمل تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسي.
وقال السيسي خلال تدشين حفر القناة، إن الشركات الوطنية المصرية هي التي ستتولى العمل بهذا المشروع وستعمل تحت إشراف مباشر من القوات المسلحة، مؤكدا مراعاة الامن القومي بشكل كامل في هذا المشروع.
وأعلنت الحكومة المصرية قبل أيام خطة تمويل المشروع والتي تتضمن اصدار البنوك المصرية شهادات استثمار مدتها خمس سنوات.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn