23°C~9°C

صور ساخنة

الأخبار الساخنة  |  التصويت

ما هو السبب الرئيسي في رأيك وراء الضباب الدخاني الكثيف في الصين مؤخرا؟

  • كثرة انبعاث السيارات
  • نوعية الوقود الرديئة
  • رداءة الطقس
  • احراق الفحم للتدفئة في الشتاء
  • المصانع الكثيرة في الصين
  • سبب آخر
    1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻
    2. الحياة في الصين: أسئلة وإجابة

    تحليل اخباري: تفجيرات غزة تلقي بظلالها على الوضع الأمني وتؤزم علاقات حماس مع السلفيين

    2015:07:22.08:45    حجم الخط:    اطبع

    غزة 21 يوليو 2015 /عاد التوتر في العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجماعات سلفية "جهادية" ليتصدر المشهد في قطاع غزة على أثر التفجيرات الأخيرة التي شهدها القطاع قبل يومين.

    وتحمل تلك التفجيرات في ثناياها، بحسب مراقبين فلسطينيين، رسائل عدة إلى حركة حماس التي لم تكشف علنا عن مرتكبيها ووصفتهم بأنهم "عناصر إجرامية".

    حملات اعتقال واسعة

    استهدفت التفجيرات صباح أول أمس الأحد خمس سيارات لنشطاء عسكريين من الصف الثالث في حركتي حماس والجهاد الإسلامي في شمال مدينة غزة من دون وقوع إصابات.

    وعقب الحادثة بساعات ، أعلنت وزارة الداخلية في غزة عن اعتقال أشخاص يشتبه بضلوعهم في التفجيرات من دون أن تحدد عددهم أو انتماءاتهم وذلك بعد أن نشرت عشرات الحواجز في مناطق القطاع الرئيسية.

    من جهته ، قال مصدر في الجماعات السلفية لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن اعتقالات طالت "عددا كبيرا" من عناصر الجماعات السلفية "الجهادية" وتم توقيفهم مع عدد من ذويهم.

    ولم يؤكد المصدر أو ينف وقوف جماعات سلفية "جهادية" وراء التفجيرات الأخيرة في غزة، لكنه ذكر أنه "لا يوجد دليل ملموس يدين عناصر الجماعات السلفية"، مشيرا إلى "اتصالات تجرى مع حماس لوقف التصعيد".

    وكانت وزارة الداخلية في غزة اتهمت عناصر وصفتها "بالإجرامية" من دون أن تحدد هويتها بالوقوف وراء حوادث تفجير السيارات، والتي لم تعلن أي جهة مسؤولياتها عنها.

    وتحدثت مصادر محلية عن أنه تم العثور على شعار لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مرسوما على جدار مقابل لإحدى السيارات المستهدفة، غير أن مصادر أمنية في غزة اعتبرت أن ذلك يستهدف التمويه، في حين قالت مصادر أخرى ان ذلك الشعار رسم من قبل.

    مرحلة فوضى قادمة

    يعتبر الكاتب والمحلل السياسي من غزة طلال عوكل لـ ((شينخوا))، أن تفجيرات غزة الأخيرة تشكل "إعلانا قويا لمرحلة فوضى أكبر قد يشهدها قطاع غزة".

    ويشير عوكل، إلى أن حماس "لا تزال تحكم قبضتها الأمنية بقوة على قطاع غزة، لكنها تواجه مشكلات وتحديات حقيقية بخصوص المرحلة المقبلة وتثبيت سياساتها لهذه المرحلة".

    وبخصوص اتهام الجماعات السلفية "الجهادية" بالوقوف وراء التفجيرات الأخيرة، ينبه عوكل إلى أن تلك الجماعات نفت أي علاقة لها، كما أن عدد عناصرها محدود ما يجعله تحت سيطرة حماس.

    ويلفت إلى "حقيقية أن الجماعات السلفية معروف أنها متداخلة مع عناصر من كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) بمعني أن عددا منهم انشق عن الكتائب للالتحاق بهذه الجماعات أو أنه ينشط لدى الطرفين لأسباب مختلفة".

    وبتقدير عوكل، فإن منفذي التفجيرات الأخيرة "ليسوا من خارج بيت حماس ولا أحد يفكر بتنفيذ مثل هذه التفجيرات خصوصا في ظل تزامنها ودقتها بما يظهر وجود إمكانيات فنية وقدرات لدى منفذيها".

    وهو يربط بين أن "التفجيرات الأخيرة جاءت عقب زيارة وفد قيادة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى السعودية بالتالي يمكن أن تشكل رسالة اعتراض قوية على سياسة التضحية بالعلاقات مع إيران والتوجه لإقامة علاقات مع الرياض وحلفائها".

    إزعاج الجماعات السلفية لحماس

    شهد قطاع غزة خلال الأشهر الستة الماضية سلسلة تفجيرات داخلية متقطعة استهدفت أغلبها محيط مواقع أمنية ومركبات لنشطاء في حماس دون أن تسفر عن قتلى أو جرحى.

    لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف نشطاء عسكريين، وهو ما ينذر باتساع دائرة التوتر والصراع بين حماس ومعارضيها خصوصا الجماعات السلفية التي تظهر كمتهم وحيد حتى الآن بالأحداث الأخيرة.

    وكان أحد عناصر الجماعات السلفية قتل مطلع يونيو الماضي خلال اشتباكات مع الأجهزة الأمنية في نفس منطقة (الشيخ رضوان) شمال مدينة غزة التي شهدت التفجيرات الأخيرة.

    ويرى مراقبون أن الجماعات السلفية تشكل مصدر "إزعاج" لسيطرة حماس المستمرة على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 لكنها لا تمثل أي تهديد حقيقي لتقويض حكمها في القطاع على المدى القريب.

    ويعتقد أستاذ العلوم السياسية في جامعة (الأزهر) في غزة مخيمر أبو سعدة لـ ((شينخوا))، أن حوادث التفجيرات الأخيرة في غزة أعادت حماس والجماعات السلفية لمربع التوتر بعد نحو ستة أسابيع من التهدئة المتبادلة.

    وعليه يشير أبو سعدة، إلى أن "العلاقات المتوترة بين حماس والجماعات السلفية مرشحة للتوتر أكثر خلال المرحلة المقبلة خصوصا مع استمرار سياسة الفعل ورد الفعل بين الجانبين".

    وشهدت الجماعات السلفية تناميا في مكانتها خصوصا في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة.

    وتنقسم هذه الجماعات إلى قسمين رئيسين، الأول جماعات دعوية يقول مسؤولون فيها إن لديهم آلافا من الشبان ينشطون من خلال ست جمعيات دعوية بارزة أهمها (هيئة علماء السلف)، و(المجلس العلمي لدعوة السلفية)، و(دار الكتاب والسنة).

    وللجمعيات الدعوية مراكز دينية وخيرية وثقافية ومساجد شبه خاصة لأتباع الجماعات السلفية.

    أما القسم الثاني فهو الجماعات السلفية "الجهادية" ويعرف منها للعلن خمس مجموعات رئيسية هي: (جيش الإسلام)، و(جيش الأمة)، و(مجلس شوري المجاهدين)، و(أنصار التوحيد والجهاد)، و(أنصار الدولة الجهادية).

    ولا يعرف على وجه الدقة عدد نشطاء هذه الجماعات أو بنيتها التنظيمية.

    ويرى أبو سعدة، أن الجماعات السلفية الناشطة في غزة "باتت تعتقد أن الأرضية مواتية لها لتعزيز مكانتها أكثر في القطاع خصوصا مع الصعود المستمر لتنظيم (داعش) في المنطقة".

    ويشير أبو سعدة، إلى أن "حماس عملت كثيرا على استيعاب الجماعات السلفية انطلاقا من نظرتها إليها على أنها جماعات منحرفة فكريا ويمكن تصحيح نهجها بالاجتهادات الفكرية لكنها فشلت بذلك بشكل كامل حتى الآن".

    في المقابل ينبه أبو سعدة، إلى أن الجماعات السلفية "تدرك جيدا أنها لا تستطيع الدخول بأي مواجهة مباشرة مع حماس لأن ذلك سيعني إنهاءها نظرا لأن الحركة الإسلامية قادرة على سحقها عسكريا بسهولة".

    ويخلص أبو سعدة، إلى أن الجماعات السلفية "لا تشكل منافسا لحكم حماس في قطاع غزة حتى الآن لكنها مصدر إزعاج لها من خلال إطلاق القذائف الصاروخية على إسرائيل وخلق حالة من عدم استقرار أمني داخليا".

    احتمال التوتر مع إسرائيل

    ردت الجماعات السلفية في غزة على "الحملات التعسفية" لأجهزة الأمن في غزة التي تمثلت باعتقال واستدعاء عناصرها بالتهديد بإطلاق قذائف صاروخية على إسرائيل.

    واعتبرت هذه الجماعات في بيان لها نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن التفجيرات التي استهدفت نشطاء حماس والجهاد الإسلامي "مفتعلة" لتبرير حملة الاعتقالات والتضييق بحق عناصرها.

    ويعتقد على نطاق واسع أن الجماعات السلفية تلجأ لإطلاق القذائف الصاروخية من غزة على إسرائيل لتنفيس غضبها على ممارسات حماس بحق نشطائها وسعيا لإحراج الحركة وتأكيد أن حكمها ليس مطلقا في القطاع.

    وسادت مخاوف في غزة أخيرا من أن يقود الإطلاق المتقطع للقذائف الصاروخية ومسارعة إسرائيل للرد عليها بشن غارات جوية إلى تشكيل كرة ثلج متدحرجة تقود إلى مواجهة عسكرية جديدة.

    لكن أبو سعدة قلل من هذه المخاوف، مشيرا إلى أن كافة المؤشرات تتجه لاستمرار وضع الالتزام بوقف إطلاق النار من إسرائيل والفصائل الفلسطينية خصوصا حماس مع إمكانية تعزيزه باتفاق طويل الأمد لاحقا.

    وأعلنت مصر اتفاقا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة في 26 أغسطس الماضي لإنهاء هجوم إسرائيلي استمر 50 يوما وخلف أكثر من 2140 قتيلا فلسطينيا وجرح ما يزيد على 10 آلاف آخرين.

    وبعيدا عن احتمالات تطور الموقف مع إسرائيل والتكهنات بمستقبل الوضع الأمني في غزة فإن المخاوف في غزة تبقى قائمة بشأن مزيد من التوتر بين حماس ومعارضيها خصوصا السلفيين منهم.

    /مصدر: شينخوا/
    تابعنا على