بكين 19 يوليو 2015 / كانوا يحاولون الهجرة غير الشرعية سعيا وراء "العيش في الجنة" أو "الجهاد"، حتى أن بعضهم كان يخطط لهجمات إرهابية في الصين. إلا أن ما وجدوه في الواقع مختلف تماما عن أحلامهم .
بثت محطة تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) برنامجا يوم السبت بشأن المهاجرين غير الشرعيين الذين تمت إعادتهم إلى الوطن من قبل السلطات الصينية.
وقد عاد البعض منهم إلى ممارسة حياته الطبيعية، في حين، ما زال البعض الآخر قيد الاحتجاز للاشتباه بهم في ارتكاب جرائم. ولكن جميعهم أعادوا النظر في ما سمعوه من أولئك الذين وعدوهم بـ "الجنة".
اكتشاف الأكاذيب ومعانقة أمل جديد
مزارع الفواكه محمود مشغول الآن في إدارة أشجار التفاح والكمثرى في بستانه، الذي يغطي مساحة تبلغ 6667 متر مربع في أكسو بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم شمال غربي الصين.
وقد أنهى معظم عمله الآن، كلما يحتاج هو تسميد التربة مرتين في شهر أكتوبر. قال محمود إن البستان يجلب له مائة ألف يوان (16110 دولار أمريكي) في هذا العام.
قبل عامين، كان الوضع مختلفا تماما، حيث اعتقل محمود عندما هاجر بشكل غير مشروع ، ثم تمت إعادته إلى شينجيانغ. أظهرت التحقيقات أنه أُجبر وُخدع بأمر الهجرة.
قال محمود لسي سي تي في "كنت مغفلا ، تأثرت بالتطرف الديني"، وأضاف "قيل لي سوف أتمكن من القيام بأي شيء بعد السفر إلى الخارج ولا يمكن لأحد أن يوقفنا. (وقيل لي أيضا) أن كسب الأموال سهل في الخارج، طالما ذهبت إلى هناك، أستطيع كسب أموالا كثيرة."
قررت الحكومة المحلية التسامح معه ومساعدته على العودة لممارسة حياة طبيعية.
قال محمود "الحكومة تدعم نشاطاتنا الدينية الطبيعية".
بفضل مساعدات الحكومة المحلية، قد وقع محمود عقودا لزراعة بستان آخر بمساحة 33330 مترا مربعا.
قال محمود " من المتوقع ولادة عضو جديد بين أفراد أسرتي في وقت قريب، لا أعرف ما إذا كان صبيا أو فتاة، وعلى أي حال، سوف نقدم له أو لها تعليما جيدا".
مر عليم أحمد بتجربة شبيهة. حيث قام ببيع كافة ممتلكاته للذهاب إلى الخارج سعيا وراء "الحياة في الجنة".
لكن حلمه قد تحطم، وتبددت مدخراته البالغة أكثر من مائة ألف يوان، حيث دفع جزءا منها للمنظمين المعروفين باسم رؤوس الأفاعي . وبعد البقاء 17 شهرا في السجن في الخارج، تمت إعادته إلى موطنه.
ومثل محمود، تمتع عليم بمعاملة متسامحة ودعم من قبل الحكومة. إذ قدم له ضابط الشرطة حزمت أمير ضمانات وساعده على استئناف حياته. وقد استرد أرضه وبدأ حياة مستقرة، وأدخل ابنته روضة الأطفال.
وقال لسي سي تي في " أحب أن أحكي تجربتي للآخرين، بحيث يمكن لكل شخص أن يرى الأكاذيب حول "حياة النعيم" في الخارج"، مضيفا "إن المكان الأفضل والأشبه إلى الجنة هو مسقط رأسي".
طالب طب يذهب للجهاد
كان الشاب ميمتيلي البالغ من العمر 25 عاما الابن الوحيد في أسرته.عندما كان طالبا جديدا بمعهد الطب في أورومتشي، حاضرة منطقة شينجيانغ، اقترب بعض الناس منه تحت غطاء نشر "المعارف الدينية". كانت "الكتب" التي استخدموها عبارة عن مواد مسموعة ومرئية صنعتها جماعات إرهابية خارجية، وفقا لتقرير سي سي تي في.
بدأت الرغبة لدى ميمتيلي في "التضحية" من أجل معتقداته الدينية تتشكل بعد مشاهدته واستماعه لتلك المواد. ثم عرفته المجموعة على "رفيق" في الخارج، طلب منه الانضمام إليه.
افتتن ميمتيلي بفكرة الجهاد، وأصبح غير قادر على التركيز على دراسته، وشهد أداء دراسته تراجعا . وقال " أخبرني والداي أنهما يشعران بخيبة أمل بسبب ذلك، لذا حاولت التخلص من أولئك الأشخاص بالقول إن ليس لدى المال الذي يمكنني من القيام بالرحلة. إلا أنهم أجابوا بأنه لاداعي للقلق وأن علي أن استعد فورا"
وتم نقله إلى جنوب غربي الصين بسرعة، وكان لا يسمح له بأخذ أي شيء يشير إلى جنسيته الصينية خلال الرحلة.
قال "كان مطلوبا مني ترك ملابسي التي كانت عليها كلمات صينية، بالإضافة إلى بطاقة هويتي وحتى الجوارب."
وذكر "قيل لنا إذا اعتقلنا في تايلاند، علينا أن نقول أننا من تركيا"، مشيرا إلى أن الشرطة المحلية لا يمكن أن ترحلهم لأنهم لا يملكون هوية. وفي ماليزيا، تم نقل ميمتيلي والمهاجرين الآخرين إلى السفارة التركية.
قال " قلنا لمن في السفارة أننا مهاجرون غير شرعيين ولا نستطيع العودة إلى الوطن، وإلا سوف يتم القبض علينا. تعهدوا بمساعدتنا ، وأرسلوا رسالة إلى الحكومة الماليزية وأصدروا أوراق تعريف بناء على أسمائنا الحقيقية".
مع التعريف من السفارة التركية وجوازات السفر المزورة التي صنعوها بأنفسهم، تمكنوا من شراء تذاكر الطيران للذهاب إلى تركيا.
قال " إذا تم القبض علينا في المطار، فإن المسؤولين من السفارة التركية سوف يعترفون بأننا كنا من مواطنيهم، على الرغم من أن جوازات السفر كانت مصنوعة بصورة غير جيدة."
في تركيا، وجد ميمتيلي أن بعض المجموعات المختلفة، التي تضم مؤتمر الويغور العالمي والمجموعة الإرهابية المدرجة على قائمة الأمم المتحدة الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية (حركة تركستان الشرقية الإسلامية )، كانت تتنافس على التحكم بالمهاجرين غير الشرعيين.
قال "أُرسل بعضنا إلى سوريا، إذا كان يراد بك الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية ، يوجد أشخاص يأخذونك هناك".
كان طلاب الطب مثل ميمتيلي مرحبا بهم على نحو أكبر، "ففي الحرب، يمكن أن تدرب طباخ خلال خمسة إلى عشرة أيام، لكن لا يمكنك تدريب طبيب في مثل هذا الوقت القصير."
وقال "أصيب الجميع بالمرض، خاصة النساء والأطفال، حتى أنه مات بعض الأطفال بسبب الأمراض الوبائية، وأعمارهم تتراوح بين 3 و10 أعوام . ولكن بدون جوازات سفر، رفض الأئمة دفن الجثث. مضيفا " إن العالم كبير، لكن ليست لدينا مساحة لدفن أجسادنا".
شعر ميمتيلي بأنه قد تم خداعه بعد أن شهد كافة أشكال المعاناة، "كان الواقع مختلفا تماما عما كنت أتخيل، ولا أريد ذكر أو سماع أي شيء يتعلق بالجهاد بعد الآن".
"أود العودة إلى والدي بأي ثمن، هما يحفظان مصاريف دراستي في المعهد، وكل ما أريد هو عفوهم ومغفرتهم".
إرهابي مشتبه مشوش
ألقت الشرطة الصينية على عدد من الإرهابيين الذين تسللوا إلى الصين واستعدوا للقيام بأعمال إرهاب وعنف في عام 2015.
وكان أكبر واحدا منهم. تلقى تدريبا من حركة تركستان الشرقية الإسلامية في سوريا وأُرسل إلى الصين لتنفيذ هجمات إرهابية.
وفقا لأكبر، بدأت تجربته المروعة في بداية عام 2013، حينما التقى برجل يسمى نفسه "أيلي".
ادعى أيلي بأن له معرفة كبيرة بالإسلام وظل يقول لأكبر كيفية "دخول الجنة" من خلال الاستشهاد عن طريق الهجوم الإرهابي.
أشارت الشرطة إلى أن "أيلي" سعى لغسل أدمغة الأعضاء الجدد واستخدم مقاطع الفيديو لإقناعهم بالمشاركة.
ذهب أكبر إلى تركيا وسوريا، حيث تلقى التدريبات العسكرية لثلاثة أشهر. وخلال تلك الفترة، تعلم كيفية استخدام البنادق وصنع المتفجرات.
إلا أنه شعر بالحيرة خلال التدريبات عندما شعر بأن حريته مقيدة، وكان يعتمد على الآخرين في شراء الملابس والمواد الغذائية، ولا يعرف ما إذا كان الغذاء حلالا ويمكن للمسلم تناوله.
ذهب أكبر إلى الصين في أوائل عام 2015 بتحريض من أيلي، وكان يعتزم شن هجوم إرهابي في مدينة شيجياتشوانغ، حاضرة مقاطعة خبي المجاورة لبكين.
اعتقل أكبر قبل تنفيذ الخطة.
وقال أكبر وهو في السجن الآن أنه يشعر بالأسف على سلوكه ويدرك من هم الضحايا الحقيقيون في ما يسمى الجهاد. واعتذر من والدته لأنه كذب على أسرته، عندما أدعى أنه كان يدرس في الخارج.
توفي والده بسبب مرض مفاجئ في طريقه لرؤيته من كاشغر.
قال أكبر "لا تصدق أي شيء (في مقاطع الفيديو الداعية للجهاد)، ولا تجعل عواطفك تتحكم بك، فكر وتحكم في نفسك بعقلانية .
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn