مقالة خاصة: عمر الشريف.. وفاة " لورانس العرب"

القاهرة 10 يوليو 2015 / يعتبر الفنان المصري عمر الشريف الذي توفى اليوم (الجمعة)، عن عمر يناهز 83 عاما، أشهر الفنانين العرب، بعد أن ذاع صيته في هوليوود على خلفية مشاركته في عدة أفلام منها "دكتور جيفاغو"، و" لورانس العرب".

وتوفى عمر الشريف صباح اليوم في مستشفى بالقاهرة، كان يمكث به منذ نحو شهر، حسب ما ذكر الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق وأحد الأصدقاء المقربين من الفنان الراحل.

وكان الشريف يعاني من فقدان تام للشهية، بجانب إصابته بمرض ألزهايمر.

والاسم الحقيقي لعمر الشريف هو ميشيل ديمتري شلهوب، ولد في محافظة الإسكندرية شمال القاهرة، لأسرة كاثوليكية في العاشر من أبريل 1932.

وبدأ الشريف مشواره السينمائي عندما التقى المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي قدمه في دور البطولة أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه في فيلم " صراع في الوادي"، الذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا، وجعل الشريف وحمامه ثنائي لا يفترق حتى تزوجا في عام 1955، بعد أن أعلن الشريف إسلامه وغير اسمه من ميشيل إلى عمر.

وجمع الثنائي الشريف وحمامه خمسة أفلام إلى جانب "صراع في الوادي"، هى " أيامنا الحلوة"، و" صراع في الميناء"، و" سيدة القصر"، و" لا أنام"، و" نهر الحب".

وفي أوائل الستينات من القرن الماضي، اقتحم الشريف سينما هوليوود، مدفوعا بوسامته ونبرته المميزة وثقافته اللغوية وموهبته الفريدة، لاسيما حين التقى المخرج العالمي دافيد لين الذي قدمه في العديد من أفلام هوليوود، منها فيلم " لورانس العرب" الذي لقى نجاحا منقطع النظير، ثم فيلم " دكتور جيفاغو"، وفيلم " الرولز رويس الصفراء"، و" الثلج الأخضر".

وفي السبعينات، قدم الشريف فيلمي" الوادي الأخير"، و" بذور التمر الهندي"، إلا أنهما لم يلقيا النجاح المتوقع نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية في ذلك الوقت، وبعدها قل ظهوره ما دفعه إلى أداء الأدوار المساعدة مثل دوره في فيلمي " النمر الوردي يضرب مجددا"، والمحارب الثالث عشر" مع الفنان العالمي أنطونيو باندرياس.

واشتهر الشريف في أفلامه بهوليوود بشخصية الرجل الهادي والغامض والمغري للنساء، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات والأدوار الجادة والرومانسية والكلاسيكية والهزلية.

وقدم الشريف عشرات الأفلام في السينما العربية، أبرزها " إشاعة حب"، و" في بيتنا رجل"، و" الأراجوز"، و" حسن ومرقص"، و" المسافر".

كما قدما مسلسلا وحيدا حمل اسم " حنان وحنين"، وعرض على الشاشة العربية في رمضان 2007، وشاركه البطولة صديقه الفنان أحمد رمزي.

أما آخر أعماله فكان فيلم " روك القبصة"، الذي شارك فيه عدد كبير من نجوم السينما العربية، منهم الفلسطينية هيام عباس، واللبنانيتان نادين لبكي ولبنى الزبال، والمغربية راوية سالم.

وترشح الشريف لجائزة "الأوسكار" في 1962 عن أفضل دور مساعد في فيلم " لورانس العرب"، ونال جائزة "جولدن جلوب" في عام 1966 لأفضل ممثل عن دوره في فيلم " دكتور جيفاغو".

كما نال جائزة "سيزر" لأفضل ممثل عن دوره في فيلم " السيد إبراهيم وأزهار القرآن"، وحصل كذلك على جائزة " الأسد الذهبي" من مهرجان البندقية السينماني عن مجمل أعماله.

وفور انتشار نبأ وفاته، تبارى العديد من نجوم هوليوود والسينما العربية في نعي عمر الشريف، حيث كتب الفنان العالمي أنطونيو باندرياس في تغريدة على موقع " تويتر"، " صديقي العظيم عمر الشريف رحل عن دنيانا، سوف أفتقده دائما، كان واحدا من أفضل الشخصيات".

بينما نعي الفنان عادل إمام زميله الراحل عمر الشريف، قائلا على صفحته بموقع " فيس بوك"، " خسارة كبيرة للفن العربي والعالمي.. رحمة الله على الفنان الكبير عمر الشريف".

فيما علق الفنان خالد النبوي على وفاة الشريف بقوله " وداعا لأسطورة باقية.. وداعا لمصدر إلهام الأجيال القادمة".

وفي حين اعتبرت الفنانة يسرا وفاته " صدمة كبيرة"، وقالت إنه كان " خير من يمثلنا في السينما العربية"، أوضح وزير الثقافة المصري عبدالواحد النبوي " إن صدمتنا بوفاة الشريف كبيرة، وخسارتنا عظيمة، فهو واحد من أشهر من أنجبتهم الساحة الفنية".