اختتام جولة الحوار الليبي في المغرب

الرباط 9 يونيو 2015 / اختتم وفدا طرفي الازمة الليبية ظهر اليوم (الثلاثاء) الجولة الخامسة من المشاورات السياسية بمنتجع الصخيرات بضواحي الرباط، التي تناولت مسودة اتفاق لانهاء الصراع الدائر في هذا البلد منذ سنوات.

وكان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون، قد سلم طرفي النزاع في ليبيا خلال جولة الحوار الجديدة التي بدأت الاثنين مسودة اتفاق تتضمن مقترحات لتسوية الازمة.

وقال ليون في مؤتمر صحفي في ختام هذه الجولة إن المسودة تتضمن تشكيل حكومة وفاق وطني لمدة عام يضطلع خلاله مجلس وزراء يرأسه رئيس للوزراء وله نائبان بالسلطة التنفيذية، ويكون مقره طرابلس.

وبحسب المسودة فإن البرلمان المنتخب في عام 2014 ومقره الآن في شرق البلاد، هو الهيئة التشريعية الوحيدة.

وتضمنت المسودة فضلا عن ذلك شروط وقف إطلاق النار ونزع سلاح الجماعات المسلحة وتشكيل قوات مسلحة موحدة وانسحاب الجماعات المسلحة من المنشآت النفطية والمطارات والمنشآت الأخرى بعد توقيع الاتفاق.

وتتخذ الحكومة الليبية المعترف بها دوليا من شرقي ليبيا مركزا لها، بينما تسيطر حكومة موازية على العاصمة طرابلس منذ اغسطس المنصرم.

وأكد المبعوث الأممي أنه "حان الوقت أخيرا الآن لاتخاذ قرار أكثر صعوبة لتحقيق السلام والبدء في العملية الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية" في ليبيا.

وتابع أن هذه الجولة الجديدة من المحادثات تكتسي أهمية كبيرة بالنسبة لمستقبل ليبيا من أجل وضع البلاد على سكة الديمقراطية.

وشدد على أن آمال الشعب الليبي بين أيدي المفاوضين الحاضرين بالصخيرات، قائلا "اليوم، يتطلع شعب ليبيا إلى هذا التجمع وأنظارهم موجهة صوبكم، يحدوهم الأمل في أن تنقذوا بلدكم من ويلات النزاع الذي طال أمده، ومن حملة الإرهاب والدمار التي تشنها الجماعات المتطرفة والإرهابية في محاولة لتعزيز سيطرتها ونفوذها في أجزاء مختلفة من البلاد".

وشارك في هذه المحادثات ممثلون عن البرلمانين المتنازعين، المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس)، والبرلمان المعترف به من قبل المجتمع الدولي (برلمان طبرق)، وكذلك مفاوضين مستقلين وممثلين للمجتمع المدني.

وتميزت هذه الجولة باجتماع المفاوضين مع ليون في نفس القاعة للمرة الاولى في خطوة للتعبير عن الإرادة الحسنة من لدن المفاوضين.

ومن المقرر أن يتوجه المفاوضون بعد ظهر اليوم الى برلين لعقد اجتماع مع وزراء الشؤون الخارجية للبلدان دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي، قبل العودة بعد غد الخميس إلى الصخيرات لمواصلة المحادثات.

وفي السياق ذاته، رحب سفراء الولايات المتحدة الامريكية والمانيا وايطاليا وروسيا واسبانيا وبريطانيا لدى ليبيا في بيان مشترك اليوم بعرض مسودة نهائية للاتفاق السياسي الليبي.

ووصف البيان هذه الوثيقة بأنها "متوازنة وتوفر أفضل طريق للمضي قدما" في الوصول الى حل للازمة الليبية.

وأشار السفراء الى انهم سيتوجهون الى برلين، حيث سيلتقي اعضاء وفد الحوار الليبي مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن، بالإضافة الى ايطاليا والمانيا واسبانيا والاتحاد الاوروبي.

ولم يوضح البيان فحوى هذا الاجتماع، لكن مصادر صحفية محلية قالت إن الدول الكبرى ستناقش مع اطراف الحوار الليبي مسودة الاتفاق السياسي في محاولة للضغط للموافقة عليها خلال الايام المقبلة.

وبحسب تقارير، تمنح المسودة بعض الصلاحيات التشريعية للمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته من خلال مجلس اعلى للدولة يشارك البرلمان الليبي المنعقد في طبرق في عملية تشكيل الحكومة التوافقية، بالإضافة الى تقديم مشورات للحكومة في مجالات مكافحة الارهاب والمصالحة الوطنية ودعم الجيش والشرطة.

وكانت مدينة الصخيرات قد احتضنت اربع جولات للمفاوضات السياسية بين الاطراف الليبية المتنازعة بغية ايجاد مخرج سياسي للصراع.