بقلم : نؤاس الدراجي
طرابلس 6 مايو 2015 / يعاني سكان العاصمة الليبية ومدن غرب وجنوب البلاد من انقطاع الكهرباء لفترات طويلة مع دخول فصل الصيف بسبب المعارك الدائرة بين اطراف الصراع في ليبيا، دون حل في الافق لهذه الازمة التي باتت تؤثر على خدمات حيوية اخرى.
وتعد طرابلس أكثر المدن الليبية تأثرا بهذه الانقطاعات، حيث يتجاوز معدل الانقطاع اليومي للكهرباء بالعاصمة 12 ساعة، ما يثير تذمر قاطنيها وإحباطهم كون فصل الصيف الحارق في بدايته، حسب سكان.
فبمجرد الحديث عن انقطاع الكهرباء المتكرر والطويل، تبدو علامات غضب على ملامح الطالب الجامعي الليبي علي الزائدي، الذي يقطن طرابلس.
ويقول الزائدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "الحياة بدون كهرباء تساوي موتا بطيئا، لا انترنت ولا ماء ولا أبسط مقومات الحياة يمكن الحصول عليها دون الكهرباء".
وتابع "نحن نعاني في طرابلس بشكل كبير".
ومضى قائلا بغضب "قبل ثلاثة أيام تجاوز انقطاع التيار 16 ساعة متواصلة، أجبرنا الأمر على مغادرة المنزل باتجاه منزل أحد أقربائنا في مدينة مجاورة للعاصمة"، التي تسيطر عليها قوات "فجر ليبيا" ويدير الأمور فيها برلمان وحكومة غير معترف بهما من المجتمع الدولي.
وتخوض قوات فجر ليبيا منذ فترة معارك في غرب وجنوب العاصمة ضد قوات موالية للجيش الليبي، الذي يدعم الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليا واللذين يعملان بشرق البلاد.
وتقف هذه المعارك وراء انقطاع الكهرباء في البلاد، حسب الشركة العامة للكهرباء.
وقالت الشركة الحكومية في تقرير فني حصلت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه اليوم (الأربعاء) إن الانقطاعات في طرابلس والمنطقة الوسطى والجنوبية هي نتيجة اشتباكات شهدتها بلدة الزهراء جنوب غرب العاصمة.
واندلعت هذه الاشتباكات في 23 ابريل الماضي في بلدة الزهراء، وهي بلدة استراتيجية مجاورة لجسر يربط بين طرابلس ومدن غرب ليبيا عبر الطريق الساحلي الذي ينتهي إلى الحدود الليبية - التونسية.
وقد تسببت هذه الاشتباكات في إصابة دوائر نقل الطاقة الرئيسية الرابطة بين مدينة الزاوية وطرابلس وفقدان القدرة الإنتاجية لمحطتي الزاوية والرويس (800) ميغاواط وعزلهما عن الشبكة العامة، ما اسفر عن عجز كبير ومفاجئ في تغطية أحمال طرابلس والمنطقتين الوسطى والجنوبية، حسب التقرير.
وتحول الظروف الامنية في البلاد دون معالجة الاضرار التي تسببها المعارك في محطات التوليد.
وقالت الشركة العامة للكهرباء في هذا الصدد "إن فرق الصيانة لا يمكنها التوجه للمحطة لصيانة الأعطال نتيجة عدم توافر الظروف الأمنية اللازمة".
وأوصت بضرورة "التنسيق التام مع المؤسسة الوطنية للنفط لتوفير الوقود اللازم لمحطات التوليد"، بجانب "التنسيق مع كبار المستهلكين للطاقة الكهربائية لخفض استهلاكهم خلال فترة الذروة، بالإضافة الى ايقاف استهلاكهم بشكل كامل خلال الأشهر الأربعة المقبلة".
ووافقت الشركة الليبية للحديد والصلب في مصراتة (200 شرق طرابلس) على خفض استهلاك الكهرباء بمصانعها.
وكشف محمد الخمارية مسؤول الإعلام بالشركة ل(شينحوا) عن "اتفاق مع شركة الكهرباء سيتم بموجبه خفض إنتاج شركة الحديد والصلب بواقع 50%، وبالتالي سيتم توفير قرابة 350 ميغاواط من الطاقة".
وبموجب الاتفاق، ستقوم شركة الحديد والصلب بخفض الانتاج ابتداء من منتصف يونيو المقبل وحتى أكتوبر، على أن تتولى وزارة الكهرباء تغطية نفقات التكاليف المالية لخفض الانتاج.
وتقوم شركة الحديد والصلب في الوقت الحالي بالتنسيق مع مركز التحكم والمراقبة بشركة الكهرباء، بإيقاف جزئي لمصانعها لتغطية العجز، حسب الخمارية.
ونصحت الشركة العامة للكهرباء أيضا الليبيين بـ"شراء وحدات توليد صغيرة بإجمالي 1000 ميغاواط" لتوليد الكهرباء.
لكن الزائدي تساءل "كيف يمكن اقتناء مولد والحالة المعيشية في غلاء مستمر؟ (...) لا يستطيع الكثير من العائلات الليبية تحمل تكلفة مولد مع الوقود لتشغيله".
ويبلغ متوسط انتاج ليبيا من الكهرباء يومياً 5000 ميغاواط.
ويعاني متوسط انتاج الكهرباء من عجز يومي يتجاوز 800 ميغاواط،.
ويتأثر متوسط انتاج الكهرباء الليبي انخفاضا وارتفاعا بالاشتباكات المسلحة التي تطال أجزاء واسعة من البلاد، بجانب مغادرة كافة الشركات الأجنبية العاملة في هذا القطاع، وتعرض كابلات الضغط العالي للسرقة، بالاضافة لدرجات الحرارة في فصل الصيف.
وتنفي وزارة الكهرباء والطاقات المتجددة في حكومة طرابلس الموازية غير المعترف بها دوليا، عبر موقعها الرسمي على الانترنت قدرة محطات توليد الكهرباء على سد العجز القائم.
وتقول بدورها إن الظروف الامنية لا تسمح بتنقل فرق الصيانة خاصة في جنوب طرابلس، وذلك ردا على ما اوردته مواقع التواصل الاجتماعي من بيانات تفصيلية لإنتاج الشركة العامة للكهرباء تظهر فائضاً في الطاقة يغطي أي عجز.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي "إن طرح الأحمال هو اتفاق مسبق وتواطؤ مع شركات خاصة لاستيراد مولدات الديزل لإغراق السوق الليبي بها كصفقة تجارية تدر الملايين من الدولارات على أصحابها".
وأمام هذا العجز، لم يجد الليبي محمد الدلالي، وهو صاحب مصنع لتعبئة مياه الشرب بدا من شراء مولدات كهرباء.
وقال الدلالي ل(شينخوا) "إن مشكلة العجز في إمداد الطاقة الكهربائية دفعت الكثير من المصانع لاقتناء مولدات ذات طاقة توليد عالية".
ودعا الى وضع "حلول جذرية" لعلاج الازمة، التي "سترفع من تكاليف إنتاج المصانع بشتى أنواعها وبالتالي يتم تحميل هذه الزيادة على كاهل المواطن المستهلك، وهو أمر لا نحبذه، لكنه أمر اضطراري".
وبجانب زيادة تكاليف منتجات المصانع بسبب انقطاع الكهرباء، تتأثر خدمات حيوية اخرى، منها المياه وشبكات الاتصال من انترنت وهاتف، وبالتالي تدخل أغلب المدن الليبية في حالة من الشلل في الخدمات الأساسية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn