تعليق: صورة الوضع في الشرق الاوسط غير "وردية"، ولكن "الانهيار" و"التفكك" امران مستبعدان

لا يزال تقييم الوضع في الشرق الأوسط غير دقيق في ظل استمرار الاضطرابات وأعمال العنف في الانتشار في مختلف أنحاء المنطقة. حيث يعتقد احد الخبراء أن صعود تنظيم "الدولة الإسلامية" على الحدود العراقية والسورية فجأة في عام 2014 قضى على الدولتين،محاولة تأسيس دولة كردية، واثر على استقرار لبنان والأردن الدول المجارة الاخرى، كما يواجه اليمن وليبيا خطر " التفكك"،ما جعل المنطقة تدخل في مرحلة جديدة من الفوضى وعدم الاستقرار وانهيار انظمة سياسية وتفكك الخريطة السياسية،وبات مصطلح " الإنهيار" ميزة الاوضاع في الشرق الاوسط في عام 2014. كما قدم خبير اخر رأيه في حالة الشرق الاوسط في نفس الاتجاه معتبرا ان الشرق الاوسط يتفكك بشكل متزايد وواضح، وان الانظمة السياسية في المنطقة تواجه خطر التفكك. وأن الشرق الاوسط يعاني من ازمة الهوية، حيث لا يملك هيكل سياسي محدد قابل للتطبيق. وانهيار النظام وتقسيم البلاد اكبر تهديد للاستقرار والأمن في المنطقة.كما تواجه الدولة القومية العلمانية في الشرق الاوسط حاليا اكبر تحدي لعدم قدرتها على تلبية متطلبات الشعب والعصر.

في حين، يعتقد الاستاذ آن هوي هو، مدير مؤسسة " مجموعة معاهد " شنغهاي للدراسات الدولية، عضو مركز دراسات الشرق الأوسط، بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، سفير الصين السابق في مصر، أن صورة الوضع في الشرق الاوسط غير "وردية"، ولكن "الانهيار" و"التفكك" امران مستبعدان. فبالرغم من أن مصر ،السعودية ،الجزائر ،إيران ،تركيا وإسرائيل ست قوى إقليمية يواجهون بعض المشاكل والصعوبات ، إلا أن خطر "الانهيار" و"التفكك" غير موجود.حيث أن مصر وتونس من بين اربع دول عربية شهدت الاضطرابات لتغيير النظام في طريق الاستقرار وتحقيق التنمية بالرغم من خطواتها البطيئة.

وقال آن هوي هو، تواجه بالفعل بعض الدول في الشرق الاوسط خطر " الانهيار " و" التفكك" مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن،ولكن ينبغي ان نشير الى ان السبب الرئيسي وراء الازمة التي تشهدها هذه الدول هو التدخل الخارجي الممثل في امريكا وبعض دول المنطقة. وأن النظام السوري لم ينهار لان بشار الاسد لا يزال على هرم السلطة. وان صعود تنظيم " الدولة الاسلامية" لا يؤدي تفكك العراق ، وإنما يشجع تعزيز التنسيق بين القوى الثلاث السنية والشيعية والأكراد، كما ان النظام العراقي لم ينهار ايضا. وبالنسبة للحرب الاهلية في ليبيا واليمن،لا يزال المجتمع الدولي يبذل المزيد من الجهود لتعزيز محادثات السلام والخروج من الأزمة، ويبقى ان ننتظر نتائج المحادثات. كما أنه من الصعب إقامة دولة كردية تشمل مصالح اربع دول التركية، الايرانية ، العراقية ، السورية، والنمط الاقليمين. 

وظل الوضع في منطقة الشرق الاوسط مكوّنة من 22 بلدا باستثناء اربع دول المذكورة سلفا مستقرة الى حد كبير. لذلك، فإن تقييم الوضع في الشرق الاوسط بمصطلحين " الانهيار " و" التفكك" لا يتفق مع الحقائق ومستبعد تماما.

وأشار آن هوي هو، الى ان الشرق الاوسط لم تهدأ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،إلا ان العديد من دول المنطقة ظلت محافظة على التنمية الطبيعية والمستقرة نسسبيا. وهذا امر طبيعي. ولكن التدخل الامريكي من جديد في الشرق الاوسط بعد نشوب الاضطرابات عام 2011، كسر القاعدة وخلق فوضى غير عادية في المنطقة. وقد تركت اربع سنوات من الاضطرابات في العالم العربي جراح وصدمة نفسية، والبعض منها يواصل في التفاقم. وعليه،يمكن القول ان الوضع في الشرق الاوسط لا يمكن ان يكون مستقرا تماما ،ولكن من المتوقع ان يعود الى وضعه الطبيعي قبل الاضطرابات: استمرار في السيطرة على الاضطرابات في بعض المناطق وتحقيق التنمية الطبيعية والمستقرة نسبيا. ومن غير المناسب ان نلخص الوضع في الشرق الاوسط اليوم في " الانهيار " و " التفكك".