القاهرة 5 أغسطس 2014/ان الوضع الذي تعيشه منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام يأسى له القلب حيث أدى تفشي العنف والدمار إلى تمزيق السلام والهدوء حتى أصبحت مثل الأسمال البالية.
فليبيا تنزلق بسرعة إلى حرب أهلية محتملة فيما تشهد تصاعدا في الاشتباكات بين الميلشيات، والعراق يترنح على شفا التقسيم حيث استولى مسلحو تنظيم الدول الإسلامية على مساحة كبيرة من أراضي البلاد ويقترب الأكراد أكثر من الاستقلال ، ونزح ما يزيد على مليون سوري عن وطنهم وسط حرب دموية تتأجج منذ سنوات ولا يبدو في الأفق نهاية لها.
ولهذا، حان الوقت لكى يقول المجتمع الدولي بصوت عال وواضح "كفي" للنزعة التدخلية العسكرية للغرب التي ينبغى أن تحاسب على هذه الأحداث المأساوية.
فالتاريخ الحديث يسجل قائمة طويلة من الحكومات التي أطاحت بها القوى الغربية بلا هوادة إما من خلال عمليات تخريب مستترة أو تدخلات عسكرية مباشرة.
ومن خلال وصف الحكومات المطاح بها بأنها استبدادية ومناهضة للغرب، تمكن الغرب من تزيين أعماله المتهورة بأنها تأتى بدافع تحقيق قيم جليلة مثل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.
ونتيجة لهذا، وقفت عراقيل أمام احترام السيادة الوطنية وغيرها من الأعراف الدولية الأساسية للسلم والاستقرار العالميين في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
فهناك دول غربية بعينها تستعين بالأكاذيب لشن الحروب. وللإطاحة بحكومة "غير صديقة"، لا تتردد في تمويل المتمردين. ويرجع ذلك إلى أن دافعها الأساسي هو حماية مصالحها الخاصة.
ومقارنة بالنزعة التدخلية الغربية المدمرة والكبيرة التي اجتاحت المنطقة، فإن الافتقار الواضح للشعور بالمسؤولية تجاه مساعدة الدول التي وقع التدخل فيها على إعادة البناء يعد أمرا أشد فتكا وتدميرا.
وعند أخذ العراق مثالا على ذلك نجد أنه عقب الغزو، أخفقت الولايات المتحدة في تأسيس حكومة عراقية تكون شاملة بما يكفي لتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الطوائف.
وسوء التصرف هذا لم يترك فقط معظم المشكلات العميقة الجذور في البلاد بدون حل، بل أدى إلى ظهور موجات من الأنشطة الإرهابية وأعمال العنف الطائفي التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء.
وعندما سحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما جميع القوات الأمريكية من العراق التزاما بالوعد الذي قطعه على نفسه في حملته الانتخابية، خلف وراءه فوضى شديدة. فالأوضاع السيئة في العراق هي السبب في تنشئة ما يسمى بتنظيم الدول الإسلامية.
وإن قصة ليبيا تعد بالمثل قصة محزنة ومروعة. فالميلشيات التي حاربت مع الناتو ضد معمر القذافي تقاتل الآن بعضها بعضا وتحول إعادة البناء الوطني إلى حلم بعيد المنال.
صحيح أن بعض الدول في المنطقة تناضل منذ فترة طويلة لحل مشكلات مثل الفساد وركود الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة واتساع فجوة الثروة. إلا أن ما تحتاجه من المجتمع الدولي هو يد المساعدة وليس يد التدخل التي تنثر بذور الاضطرابات.
وعلى الغرب أن يفكر مليا الآن. وعلاوة على ذلك، يتعين على قوى التدخل أن تتخذ إجراءات شاملة وفعالة للمساعدة في القضاء على هذه الفوضى التي هي من صنع أيديها وأن تضمد جروح الأمم الناتجة عن تدخلها.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn