دبي 14 أكتوبر 2014 / انطلقت في إمارة الشارقة فعاليات مؤتمر " الاستثمار في المستقبل - حماية الأطفال اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا " برعاية الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وتستمر لمدة يومين بمشاركة نحو 300 شخصية عالمية من المسؤولين الحكوميين والمختصين والخبراء والأكاديميين المعنيين بقضايا الأطفال اللاجئين .
ومن أبرز المشاركين في المؤتمر الملكة رانيا العبدالله قرينة ملك المملكة الأردنية الهاشمية وأنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية .وفي كلمة له قال حاكم الشارقة " للأسف الشديد ونظرا للظروف المختلفة والمتغيرة التي تحيط بالعديد من بلاد العالم وخاصة منطقتنا في السنوات الأخيرة نجد أمامنا الآن ملايين الأطفال واليافعين والنساء.في حالة مأساوية قاسية نزحوا من ديارهم هاربين من أهوال الصراعات والنزاعات المسلحة التي تدمر بدون تمييز كل ما هو أمامها من بشر وممتلكات ويتجاهل منفذوها ما تنادي به الأديان السماوية كلها وكل ما تحتويه التشريعات والقوانين المحلية والمواثيق الدولية من الحقوق الأساسية".
وأشاد حاكم الشارقة بالجهود التي بذلتها دول جوار مناطق الصراع وبعض الدول الأخرى والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف والمنظمات المعنية بجامعة الدول العربية وبعض مؤسسات المجتمع المدني كل في مجاله بإقامة المخيمات المؤقتة لايواء اللاجئين والنازحين وتقديم المساعدات المادية والعينية والتنسيقية والعمل على توفير بعض الخدمات الاساسية في المخيمات. وأضاف " لقد تبين جليا من خلال الممارسات الفعلية في أماكن تجمع اللاجئين والنازحين الحاجة الملحة لزيادة ودعم التعاون بين جميع المشاركين في تقديم الحماية والرعاية الشاملة وخاصة في مجالي الصحة والتعليم داخل وخارج المخيمات لتعظيم الاستفادة من الجهود المبذولة ولتأهيل الاطفال واليافعين لمستقبل أفضل لهم ولمجتمعاتهم".
من جانبها أكدت الملكة رانيا العبدالله في كلمتها "أن كارثة اللاجئين تعتبر من أعظم الكوارث الإنسانية التي يدرك الجميع حجمها وقوة صفعتها على وجه إنسانيتنا. ونعلم أن الجميع يحاولون مساعدة اللاجئين والوقوف إلى جانبهم في محنتهم، لكن الكوارث الإنسانية تحتاج إلى جهود كل الناس ". وأضافت " في الأردن كثافة اللجوء السوري تشكل تحديا كبيرا لنا خاصة في المجتمعات المحلية المستضيفة فهناك أكثر من مليون سوري في الأردن منهم 613 ألفا فقط مسجلون في الوثائق والسجلات. وأشارت إلى أن الأردن صغير بحجمه إلا أنه كبير في انتمائه القومي والإنساني وعلى العالم دور كبير في مساندة جميع الدول الحاضنة والمستضيفة للاجئين لأن في هذا إستقرار لمنطقتنا". وأوضحت الملكة رانيا "ان هناك عجزا واضحا في العطاء الإنساني، حيث أن الاحتياجات لتخفيف المصائب والمحن تفوق ما يقدم بكثير وأن تقديرات الأمم المتحدة لحاجة الدول المستضيفة للاجئين السوريين تتجاوز ثلاثة مليارات دولار لتغطية نفقات احتضان اللاجئين في عام 2014 ولم يتبق من عامنا هذا سوى شهرين ولم يتم تأمين سوى 50 بالمائة من هذا الرقم" ، مؤكدة أن هذه الأرقام تغطي نفقات اللاجئين المسجلين وليس كلفة استضافة النازحين ككل.
كما ألقى الدكتور نبيل العربي كلمة قال فيها " إن شلالات الدم التي نشهدها على الأرض العربية في مناطق مختلفة من بينها سوريا أصبحت تعبر عن نقص واضح في وسائل وآليات التدخل الإنساني للتعامل مع الأزمات الدولية الكبرى التي لا تهدد مستقبل المنطقة فحسب وإنما تمثل أيضا تهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين، ويؤكد مشهد موت وإصابة الأطفال في المنطقة العربية الفجوة الكبيرة بين التشريعات والقرارات الدولية من جهة وإمكانية تطبيقها من جهة أخرى".
وثمن غوردون براون رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للتعليم العالمي في رسالة عبر الفيديو إلى المشاركين الأهمية البالغة للمؤتمر والذي يعقد في فترة مصيرية تشهد تزايدا كبيرا في أعداد اللاجئين من الشباب واليافعين الذين هم بحاجة إلى المساعدة من المجتمع الدولي. وتابع الحضور فيلما قصيرا مؤثرا قدمته النجمة العالمية أنجلينا جولي المبعوثة الخاصة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وأعربت خلاله عن دعمها للمبادرات التي تم اتخاذها لحل أزمة اللاجئين السوريين وذلك بمساهمتها بهذا الفيلم الذي يسلط الضوء على التحديات اليومية التي يواجهها الأطفال اللاجئين.
بدوره قال أنطونيو غوتيريس المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن معدل النزوح القسري في العالم بلغ مستوى غير مسبوق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فقد تسببت الصراعات والاضطهاد بتهجير أكثر من 51 مليون شخص حول العالم. وأضاف " أن هذه المنطقة كانت الأكثر تضررا فقد استضافت العديد من البلدان بداية من موريتانيا وصولا إلى اليمن أعدادا كبيرة من اللاجئين، إلا أن أزمة النزوح التي تطرح أهم التحديات في العالم اليوم هي بالطبع تلك التي تسبب بها الصراع في سوريا وامتداده الهائل إلى العراق". وأشار إلى أن المفوضية سجلت أكثر من 3.2 مليون لاجئ سوري في لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر وان لهذا التدفق أكبر الأثر على اقتصادات البلدان المستقبلة ومجتمعاتها وعلى حياة المواطنين العاديين في المجتمعات المضيفة. واختتم قائلا "ينبغي علينا القيام بما في وسعنا للحد من تحويل هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع فإن لم نؤمن لهم الحماية اللازمة من الاستغلال والإيذاء ولم نوفر لهم التعليم وفرص اكتساب المهارات فإن ذلك سيؤخر تعافي بلدانهم ونموها لسنوات ، ومن الواضح أن السبيل الأساسي لحماية الأطفال هو إيجاد حلول للصراعات التي أجبرتهم على الفرار وأيضا أن هذه الحلول لا بد أن تكون سياسية، ولكن إلى حين العثورعليها و يتعين علينا القيام بكل ما يلزم من أجل حماية هذا الجيل من الأطفال اللاجئين ورعايته فهؤلاء هم الركن الذي يقوم عليه مستقبل بلدانهم وهم الطريق إلى السلام والازدهار في المنطقة برمتها".
ويسعى المؤتمر إلى توحيد جهود المجتمع الدولي والوصول إلى رؤية وآلية عمل مشتركة لتوفير الحماية والدعم اللازمين للأطفال اللاجئين وخاصة في مجال المأوى والغذاء والرعاية الطبية والتعليم إلى جانب حصولهم على الوثائق الثبوتية اللازمة وعلى فرص المشاركة الفعالة في المجتمع اضافة الى توفير الآليات اللازمة لحمايتهم من الاستغلال والعنف.
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn