تعليق: إنشاء " قوة عربية مشتركة " .. حلم يراود الدول العربية طيلة الـ 70 عاما الماضية

أصدر القادة العرب في ختام مشاركتهم بالقمة العربية العادية السادسة والعشرين المنعقدة يوم 29 مارس الماضي بقاعة المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ ،بيانا ختاميا تحت عنوان "إعلان شرم الشيخ"، تضمن اعلان عن انشاء " قوة عربية مشتركة " الموضوع الساخن الذي تناولته وسائل الاعلام في وقت سابق.

تشكيل "قوة عربية مشتركة" خطوة رئيسية تتخذها جامعة الدول العربية للتعامل مع تعقيدات الوضع في الشرق الاوسط والتحديات الامنية غير المسبوقة التي تواجهها الدول العربية،إلا أن تفاصيل كثيرة لا تزال غير محددة.

1- القلق من عدم الاستقرار والتحديات الكثيرة التي تواجهها العديد من الدول العربية

شهدت جامعة الدولة العربية مرحلة الصعود والهبوط طيلة 70 عاما مرت،وارتفع عدد الاعضاء من 7 دول عند انشائها الى 22 دولة اليوم، وقد لعبت دورا هاما في تعزيز التعاون بين دول الأعضاء والحفاظ على استقلال وسيادة الدول العربية.إلا أن العالم العربي لم يتخلص نهائيا من الحروب و النزاعات المختلفة حتى اليوم. ويشعر معظم العرب بالأسى حيال القضية الفلسطينية التي لم تحل حتى اليوم، وانقسام وحدة ليبيا مرة اخرى بعد الاستقلال، الوضع في سوريا، اليمن، العراق وغيرها من الدول العربية الاخرى، وهذا يبعث على عدم التفاؤل ايضا.

2- قوة عربية مشتركة الاختيار الافضل وحلما يراود الدول العربية طيلة الـ65 عاما الماضية

تشكيل قوة عربية مشتركة احد اهداف جامعة الدول العربية لفترة طويلة. وقد تم التوقيع على "معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين دول الجامعة العربية" عام 1950 وتشكيل مجلس الدفاع المشترك. وتعكس هذه المعاهدة نية الدول العربية لتعزيز الأمن المشترك وتحديد الطريقة السلمية لحل جميع النزاعات بين الدول المبرمة. وقال اللواء بهجت خليل، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، إن انشاء قوة عربية مشتركة حلما يراود الأمم العربية طيلة الـ65 عاما الماضية منذ توقيع معاهدة الدفاع العربي المشترك. ولكن، تأثير المعاهدة كان محدودا طيلة 65 عاما.

تشكيل قوة عربية مشتركة تطلعات الشعوب العربية منذ عام 65. اليوم، تواجه العديد من البلدان في الشرق الاوسط خطر الارهاب، والفوضى الطويلة المدى في العراق وليبيا،ودخول الازمة في سوريا عامها الخامس، بالإضافة الى توسيع انشطة تنظيم " الدولة الاسلامية " وتنظيم " القاعدة" والمنظمات المتطرفة الاخرى.وبداية ازمة اليمن هذا العام، يعني ان الاوقات العصيبة في المنطقة العربية لم تنتهي بعد.

وفي هذا السياق، ذكر البيان" الدول العربية ملتزمون بالرد على التهديدات المتطرفة. ولهذه الغاية فإننا نحتفظ على كل الجهود الممكنة، بما في ذلك التنسيق مع جميع القوى،لإنشاء قوة عربية مشتركة، لمواجهة التحديات المقبلة، والدفاع عن امن الدول العربية." وإن الاستعجال أمر بديهي.