تعليق: إنشاء " قوة عربية مشتركة " .. حلم يراود الدول العربية طيلة الـ 70 عاما الماضية (2)

3- لم تحدد التفاصيل الرئيسية، الأكثر تفصيلا والأكبر صعوبة 

قال نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال مؤتمر صحفى عقد بعد اختتام أعمال الدورة العادية السادسة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في شرم الشيخ، أن انشاء " قوة عربية مشتركة" سيكون لردع المتشددين المتطرفين في الدول العربية، و سوف يجري اتصالات وتنسيقات عالية المستوى بالدول العربية لتشكيل إشراف رؤساء أركان القوات المسلحة والمعنى بوضع دراسة وافية حول تصور نهائى لتشكيل القوة العربية المشتركة، حيث من المنتظر أن تبدأ الاجتماعات في غضون شهر. 

وفقا لمشروع قرار جامعة الدول العربية لقمة شرم الشيخ، فإن مشاركة الدول العربية في " قوة عربية مشتركة" تستند على مبدأ المشاركة الطوعية. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن هناك دولتين على الأقل عازمتان على الشروع في إنشاء القوة. وجاء في مسودة المشروع: أن هذه القوة تضطلع بمهام التدخل العسكري السريع وما تكلف به من مهام أخرى لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية وتشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية بناء على طلب من الدولة المعنية. وقال مسؤول عسكري مصري، أن "القوة العربية المشتركة" المقترحة قد تضم 40 الف جندي، والمعدات العسكرية، بما في ذلك المقاتلات والسفن البحرية، ومقرها الرئيسي في القاهرة أو الرياض.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه في اطار "البيان"، تشارك الدول العربية الاعضاء بالمعلومات الاستخبارية الامنية،القضائية،التعاون العسكري في الميدان،رؤية موحدة للارهاب.وشدد " البيان " بشكل خاص على عدم تجاهل التهديدات الارهابية في اي بلد، لهذا الغرض ينبغي تعزيز التنسيق والتفاهم المشترك.

4- المشاورات للتوصل الى توافق ينبغي أن يسودها الحذر والثقة 

قال عبد الفتاح السيسي في الحفل الختامي للقمة:"إن التحديات التي تواجه أمننا القومي العربي هي ولا شك تحديات جسام، ويجب العمل معا للرد على هذه الازمات، ومجابهتها من خلال عمليات عسكرية مشتركة. ومع ذلك، لا بد لنا من تقييم العمل العسكري لمعرفة ما اذا كانت الاجراءات تجعل الوضع اسوأ. لان بعض الازمات هي نتاج تفاعل بين المنظمات الارهابية وقوى خارجية،لذلك يجب على الدول العربية ان تكون اكثر حذرا في قراراتها وتعزز الثقة المتبادلة."

وتفيد التقارير، أن قادة تشكيل " القوة العربية المشتركة " يقومون بإجراءات ومناقشات متأنية، ولكن تبقى الخلافات محدودة في العديد من القضايا الهامة. منها ، من الذي يقود المبادرة؟ كيفية تحديد عدم شرعية الوضع في البلد؟ معايير التدخل لمواجهة التهديدات الامنية التي يواجهها البلد؟ مبدأ اللجوء إلى التدخل العسكري ؟

اقترحت بعض البلدان أيضا أن لا تكون المشاركة في " قوة عربية مشتركة " اجباري وإنما يكون طوعي، وتنفيذ التدخل العسكري بناء على طلب من دول الاعضاء المعنية فقط ، وهلم جرا. ووفقا لتقارير وسائل الاعلام العربية، فإن العراق وبلدان اخرى أبدت تحفظات على القوة العربية المشتركة.

في ظل تكثيف الفصائل الصراع على السلطة،فإن تحديد وظيفة ودور " القوة العربية المشتركة " بشكل صحيح، وتحقيق هدف الحفاظ على الامن واستقرار العالم العربي يستحق دراسة جدية بين الاطراف. وبالاضافة الى ذلك، فإن تعزيز "القوة العربية المشتركة " للوحدة العربية، والتأكيد على قدرة الحفاظ على الامن الاقليمي وعدم التأثر بقوى خارجية،ولا يكون لها دوافع خفية، امتحان حقيقي سوف يواجهه العالم العربي مستقبلا.