بنغازي، ليبيا أول نوفمبر 2014 / أحرز الجيش النظامي الليبي معززا بمسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر، تقدما في عدة محاور هامة في مدينة بنغازي (شرقا) بعد المعارك التي مايزال يخوضها ضد الإسلاميين منذ منتصف الشهر الماضي، والتي أوقعت بجانب أعمال عنف متفرقة نحو 36 قتيلا خلال 24 ساعة، بحسب مصادر طبية وعسكرية.
وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "المركز تلقى خلال ال24 ساعة الماضية 21 قتيلا، بينهم عشرة سقطوا السبت بسبب المعارك والاشتباكات وأعمال عنف متفرقة، إضافة إلى الرصاص العشوائي".
وأضاف أن "قتلى السبت العشرة، بينهم سيدتان وطفلة نتيجة الرصاص العشوائي، فيما انتشل الهلال الأحمر جثث ثلاثة أشخاص، بينهم إعلاميان تم اغتيالهم في أماكن متفرقة من المدينة، إضافة إلى أربعة عسكريين قتلوا خلال المعارك".
وقال مصدر في مستشفى مدينة المرج (100 كلم شرق) إن "المستشفى استقبل ليل الجمعة السبت 15 قتيلا في صفوف الجيش".
ومنذ اندلاع المعارك في بنغازي في منتصف أكتوبر الماضي قتل نحو 254 شخصا.
وأوضح المصدر في مركز بنغازي الطبي أن "المركز تلقى منذ بدء الاشتباكات منتصف الشهر 223 قتيلا"، فيما توزع بقية القتلى على مستشفيات أخرى.
ولا يعلن الإسلاميون عن أية خسائر لهم خلال المعارك.
وقال المصدر ذاته إن "189 من بين القتلى ال 223 الذين تلقاهم المركز تقل أعمارهم عن الثلاثين عاما ومنهم 161 عسكريا في هذا العمر".
وأضاف أن "من بين القتلى هؤلاء 14 طفلا وتسع نساء وثمانية أجانب، إضافة إلى سبعة أشخاص تم اغتيالهم و18 جثة مجهولة الهوية".
وقال متحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة في الجيش إن "هذه القوات تحرز تقدما على المحور الجنوبي الشرقي للمدينة بعد سيطرتها بالكامل على منطقة بنينا حيث يقع مطار مدينة بنغازي".
وأضاف أن " هذه الوحدة التي تعد نخبة الجيش الليبي وصلت الجمعة إلى معسكرها الرئيسي الواقع على طريق المطار في منطقة بوعطني، والذي سقط في أيدي الإسلاميين نهاية شهر يوليو الماضي بعد معارك دامية".
وأوضح أن "آمر القوات الخاصة العقيد ونيس بوخمادة ومجموعته يجري عملية تمشيط واسعة للمنطقة والمعسكرات الأربعة الواقعة في نطاقها".
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم رئاسة الأركان العامة للجيش إن "المحور الشرقي لمدينة بنغازي مؤمن بالكامل ويخضع للسيطرة الكاملة للجيش النظامي بإمرة قائد كتيبة حسن الجويفي العقيد فرج البرعصي".
وأوضح العقيد احمد المسماري أن "البرعصي ومجموعته يؤمنون وسط شرق بنغازي من منطقة حي السلام وحتى مدينة البيضاء (200 كلم شرق بنغازي) وأن الأمور تحت سيطرة الجيش، والمواطنون المسلحون موالون للجيش بالكامل".
وأشار إلى أن "المحور الجنوبي للمدينة والمتمثل في منطقتي الهواري وسيدي فرج مؤمن هو الآخر بوحدات مشاة ومدفعية ويحرز تقدما مستمرا".
لكنه أفاد أن "المدخل الغربي للمدينة والمحور الجنوبي الغربي في مناطق القوارشة وقاريونس وقنفودة تتواجد فيه جيوب مقاومة من الإسلاميين يخوضون قتالا عنيفا للدفاع عن مقر مليشيا 17 فبراير الإسلامية في منطقة قاريونس".
وقال إن "هذين المحورين يتولى القتال فيهما اللواء 204 دبابات والكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة اللذين يحرزان تقدما واضحا ويتمركزان على مقربة من مقر مليشيا 17 فبراير وستسيطر عليه قريبا"، على حد قوله.
وأوضح أن "معارك كر وفر يشهدها ذلك المحور بسبب تواجد كبير للقناصة أعلى المباني المجاورة لمقر المليشيا (...) لكن يتم اصطيادهم واحدا تلو الآخر ونخاف أن يكون مقر المعسكر ملغما ولن ندخله حتى تنهي كتيبة الهندسة تمشيطه بعد تأمين المنطقة المحيطة به".
وأشار إلى أن "الجيش يعد لعملية واسعة خلال ساعات لدخول منطقتي الصابري والليثي وسط المدينة حيث يتمركز الإسلاميون الذين فروا من بيوتهم إلى تلك المناطق بعد عمليات دهم واسعة استهدفت بيوتهم، إضافة إلى الإسلاميين من سكان تلك المناطق".
ووفقا للمسماري فإن "الجيش يجري عمليات تمشيط واسعة في منطقتي السلماني وراس اعبيدة بعد السيطرة عليهما من قبل الجيش والمسلحين الموالين للواء حفتر".
إلى ذلك، داهم الجيش الليبي اليوم منزل أحمد الجازوي المتحدث باسم "ثوار بنغازي" واقتاده إلى مكان مجهول بعد ان قام بتفتيش منزله ومصادرة سيارته وهواتفه المحمولة، بحسب أقارب وشهود عيان.
فيما أحرق مسلحون موالون لحفتر منزل الناشط الحقوقي فتحي تربل الذي كان سجنه شرارة لثورة 17 فبراير 2011.
وصباح السبت انفجرت سيارة مفخخة أسفل جسر جامعة العرب الطبية على الطريق الدائري الثالث وسط المدينة مخلفة أضرارا مادية في مركز بنغازي الطبي الذي يقع مقابلا للجامعة.
وأعادت الشركة العامة للكهرباء السبت الدوائر الكهربائية التي تعطلت منذ الخميس بسبب سقوط قذائف صاروخية على محطة الجهد العالي في منطقة السلماني التي كان من المتعذر الوصول إليها بسبب عنف الاشتباكات.
كما طالبت إدارة مستشفى الأمراض النفسية في منطقة الهواري أهالي المرضى بسرعة الحضور وتسلم ذويهم المرضى، بعد أن ساءت الأحوال الأمنية به عقب تعرضه للرماية وتساقط القذائف الصاروخية، بحسب بيان للمستشفى.
وشنت مقاتلات سلاح الجو الموالي لحفتر الجمعة والسبت عدة غارات جوية على مناطق الصابري والليثي والقوارشة غرب بنغازي حيث يتمركز الإسلاميون.
وقال المسماري إن "مدينة بنغازي أصبحت بين فكي كماشة الجيش وليس أمام الإسلاميين المطلوبين سوى تسليم أنفسهم أو الموت إن حاولوا توجيه بنادقهم نحو الجيش".
ومنذ صباح الخميس، تدور معارك عنيفة وحرب شوارع طاحنة في مناطق متفرقة وسط بنغازي وخصوصا في حي الصابري.
وقال مصدر عسكري طلب عدم ذكر اسمه إن "ساعة الحسم اقتربت (...) قوات اللواء خليفة حفتر وصل معظمها إلى مدينة بنغازي".
وأضاف أن "جميع العسكريين المرابطين في مرتفعات الرجمة الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لمدينة بنغازي باتوا يطوقون وسط المدينة لحسم المعركة وإنهائها في وقت قصير جدا".
ويخوض الجيش النظامي ومسلحون موالون للواء المتقاعد خليفة حفتر منذ منتصف الشهر الماضي حرب شوارع طاحنة واشتباكات عنيفة مع مسلحين إسلاميين في مدينة بنغازي في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة التي سقطت في أيدي الاسلاميين منذ يوليو الماضي.
ووفقا لمحمد الحجازي المتحدث باسم عملية الكرامة التي أطلقها اللواء حفتر في 16 مايو ضد الإسلاميين فإن الجيش وقوات حفتر باتوا يسيطرون حتى اليوم على أكثر من 90 في المئة من المدينة التي ماتزال فيها الحياة اليومية معطلة بسبب شدة المعارك الأخيرة.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn