الخرطوم 29 أكتوبر 2014 / تكتسب زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني للخرطوم والتي تنتهي اليوم (الأربعاء), أهمية كبرى كونها تأتى بعد حالة من التوتر سادت العلاقات بين الخرطوم وطرابلس, ومن شأن الزيارة, وفقا لمحللين سياسيين, أن تفتح صفحة جديدة في تاريخ علاقات البلدين.
وبعد موجة التصريحات التي أطلقتها الحكومة الليبية أخيرا واتهامها للسودان بتسليح المعارضة الليبية, حطت طائرة الثني بمطار الخرطوم, في خطوة لم يكن متوقع حدوثها في الوقت الراهن, مما أعطى الانطباع بأن مياها كثيفة تجرى من تحت جسر العلاقات السودانية الليبية.
ويرى عدد من المحللين والخبراء أن زيارة رئيس الوزراء الليبي للخرطوم ستكون لها نتائج إيجابية على العلاقات بين البلدين خاصة, وستؤدى إلى إزالة حالة الجفوة التي أعقبت الاتهامات الليبية للسودان.
وقال محمود عابدين السياسي السوداني والمنسق العام لحركة اللجان الثورية بالسودان في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) بالخرطوم "نعتقد أن الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الليبي إلى الخرطوم مهمة للغاية".
وأضاف "أن أهمية هذه الزيارة تعيد علاقات البلدين إلى المسار الصحيح, ويستطيع السودان لعب دور إيجابي من أجل إنقاذ ليبيا ووقف التدهور الذي يحدث هناك, وهذا واجب قومي قبل السودان أن يقوم به".
وشدد عابدين على ضرورة تنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات التي وافق عليها الجانبان السوداني والليبي خلال زيارة الثني للخرطوم, وقال "نتمنى أن يتم تنفيذ كافة الاتفاقيات التي وقعت بين الحكومة السودانية والليبية, وتنفيذ هذه الاتفاقيات سيساهم بصورة كبيرة في وقف تدهور ليبيا".
من جانبه, أكد المحلل السياسي السوداني الصادق عبد الجليل على أهمية الدور الذي يمكن أن يضطلع به السودان تجاه دعم جهود استقرار ليبيا ومنع انزلاقها إلى أتون حرب أهلية.
وقال "إن للسودان دورا محوريا مهما, وتعرف القيادة الليبية هذه الحقيقة, وقد جاءت الزيارة في هذا الإطار, وهى محاولة لتصحيح مسار العلاقات بين الخرطوم وطرابلس وإزالة سوء الفهم الذي حدث أخيرا".
وتابع "كما أن الزيارة أتاحت للسودان شرح موقفه للقيادة الليبية بصورة مباشرة وإعادة التأكيد على أنه يقف على مساحة واحدة من كل الفرقاء في ليبيا, وأنه مهموم باستقرار ليبيا وسيؤدى واجبه القومي لتحقيق ذلك".
ولم يستبعد عبد الجليل أن تكون زيارة الثني للخرطوم في إطار ما سماه "مراجعة السودان لتحالفاته في المنطقة, لاسيما أن الزيارة تأتى بعد زيارتين للرئيس السوداني عمر البشير إلى كل من الرياض والقاهرة".
وقال "من الواضح أن زيارتي البشير وخاصة الأخيرة إلى القاهرة هي مما عجل بوصول رئيس الوزراء الليبي إلى الخرطوم, هناك محاولات سودانية الآن لمراجعة التحالفات الخارجية".
ومضى المحلل السياسي السوداني مكي المغربي في ذات الاتجاه, وقال في تصريح ل((شينخوا)) "أعتقد أنه قد تم طي صفحة الخلاف بين السودان وليبيا ".
وأضاف "أتوقع أن تدخل الدول الثلاث السودان وليبيا ومصر, في تعاون عسكري أمنى على الواقع الميداني في ليبيا, بغرض ضبط الأمن والاستقرار وإعادة بناء الجيش الليبي".
وتابع "ما حدث من تفاهمات بين ليبيا والسودان تم تأسيسه على التفاهمات التي تمت بين مصر والسودان بين السيسى والبشير وبين السودان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات, إبان زيارة الرئيس للسعودية وما تبع ذلك من زيارة للقاهرة والتوصل إلى تفاهمات".
وكان رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني قد بدأ يوم الاثنين زيارة للخرطوم وبدأ مباحثات رسمية مع الرئيس السوداني عمر البشير, كما أجرى لقاءات مع عدد من المسئولين في الحكومة السودانية.
وركزت المباحثات بنحو رئيس على الملفات الأمنية المتشابكة بين البلدين, ومساعي استقرار ليبيا.
وأعلن الجانبان السوداني والليبي أنهما توافقا على خطة محورية إقليمية "من دول الجوار الليبي" لحل الأزمة الليبية, بجانب الالتزام بتنفيذ الاتفاقات العسكرية الموقعة بين البلدين.
وأكد الرئيس السوداني عمر البشير استعداد السودان لتقديم كل ما من شأنه أن يحقق المصالحة الوطنية ودفع مسيرة التنمية في ليبيا, وشدد على أهمية جمع الفرقاء الليبيين وتوحيد كلمتهم تجاه حل سياسي شامل تتوافق عليه كل الأطراف, ويؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار.
من جهته, أكد رئيس الوزراء الليبي عبد الله الثني حرص حكومته على إيجاد حل سياسي سلمي داخل ليبيا بوصفها بلدا موحدا لتجنيب ما جرى من حروب أهلية في عدد من الدول العربية.
وقال إن ليبيا تتطلع إلى آفاق جديدة في علاقة وطيدة بين الشعبين والحكومتين السودانية والليبية.
وضم الوفد المرافق لرئيس الوزراء الليبي مهدي اللباد نائب رئيس الوزراء ومحمد الدايري وزير الخارجية ومسعود أبو القاسم وزير العمل ومنير عصر وزير الاقتصاد ومحمود ابو باهية المستشار ومدير مكتب رئيس الوزراء الليبى.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn