تعليق: الشراكة الصينية الروسية قائمة على التعاون المربح للجانبين وليس المواجهة

بكين 12 أكتوبر 2014 / وصل رئيس مجلس الدولة الصينى لى كه تشيانغ إلى موسكو اليوم (الأحد) فى زيارة تستمر ثلاثة أيام لروسيا بهدف تعزيز الشراكة الهامة عالميا بين الجارتين العملاقتين.

أصبحت العلاقات الصينية الروسية التى تعد الان عند أعلى مستوياتها فى التاريخ، مثالا جيدا للعلاقات الدولية المستقرة والصحية والناضجة على أساس التعاون متبادل النفع.

وفى موسكو، سيعقد لى محادثات مع نظيره الروسى دميترى مدفيديف، كما يلتقى بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ويلقى كلمة أمام منتدى حول الابتكار. ومن المتوقع ان يوقع الجانبان حوالى 50 اتفاقية.

وتأتى زيارة لى بعد اجتماع تاريخى بين الرئيس الصينى شى جين بينغ وبوتين فى شانغهاى فى مايو، عندما أعلن الرئيسان بشكل مشترك دخول عصر جديد من الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة على التنسيق بين الصين وروسيا.

وعلى الصعيد السياسى، وضعت الصين وروسيا تنمية شراكتهما فى مقدمة جدول أعمالهما.وقد نتج عن التبادل المنتظم للزيارات رفيعة المستوى خلال الاعوام العشرين الماضية ثقة عميقة متبادلة وصداقة شخصية وثيقة بين زعيمى الدولتين.

وفى ظل عدم وجود خلافات سياسية ، تركز الصين وروسيا الآن على المزيد من التعاون العملى. وقد وصلت التجارة الثنائية الى 89.21 مليار دولار أمريكى فى 2013، وكانت الصين أكبر شريك تجارى لروسيا لمدة أربعة أعوام على التوالى. وتعهد الجانبان برفع حجم التجارة الى 100 مليار دولار بحلول عام 2015 و200 مليار دولار بحلول عام 2020.

ومن أجل ذلك ، تعهد الجانبان ببذل جهود ملموسة لتحسين البيئة الاستثمارية وتعميق التعاون فى مختلف المجالات والبحث عن نقاط جديدة للنمو. وبالأضافة الى ذلك حقق التعاون فى مجالات مثل الأمن والثقافة والتبادلات الشعبية نتائج مثمرة.

غير ان العلاقات المربحة للجانبين التى لن تحقق نتائج ملموسة لهما فحسب ولكن للمنطقة والعالم بأسره يصفها البعض بانها تحالف ضد الغرب.

ان مؤيدى هذه الفكرة الخاطئة من الواضح انهم ما زالوا متأثرين بعقلية الحرب الباردة. ان تفسيرهم لعلاقات الصداقة بين الصين وروسيا بانها اجراء مضاد لما يسمى بسياسة محور آسيا الامريكية وعقوبات الغرب ضد روسيا هو تفسير عفا عليه الزمن وخاطئ بصفة أساسية.

ففى حقيقة الأمر، الصين وروسيا مجرد شركاء طبيعيين. ومن بين عدة أسباب أخرى ، بينهما تطابق فى الرأى حول القضايا الدولية ولدى كل منهما موارد هائلة يحتاجها الجانب الآخر للتنمية.

وهؤلاء الذين يؤيدوا نظرية مناهضة الغرب تمنعهم عقلية المواجهة من رؤية الشراكة الصينية والروسية الموجهة للسلام والتنمية كما هى.