بكين أول سبتمبر 2014 / حضر نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي، الذي يقوم حاليا بزيارة لروسيا للمشاركة في رئاسة الاجتماع الـ 11 للجنة التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، حضر اليوم (الاثنين) في جمهورية ساخا الروسية مراسم تدشين القطاع الروسي من المسار الشرقي لخط أنابيب الغاز الطبيعي الصيني - الروسي.
ويرى الدبلوماسيون والمحللون الصينيون أن تدشين خط الأنابيب، الذي يعد "قاطرة" للتعاون الصيني - الروسي في مجال الطاقة، يرمز إلى أن مشروع الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا دخل بالفعل مرحلة التطبيق، ما يضع حجر الأساس لتنفيذ مذكرة مشروع التعاون في المسار الشرقي لخط الغاز الطبيعي بين الصين وروسيا.
وكانت الصين وروسيا قد وقعتا تامذكرة وكذا عقد مبيعات ومشتريات بشأن المسار الشرقي لخط أنابيب الغاز الطبيعي الصيني-الروسي في 21 مايو الماضي بمدينة شانغهاي الصينية. وسيكون العقد، ومدته 30 عاما، شاهدا على بداية نقل 38 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا وذلك اعتبارا من عام 2018.
وفي هذا الصدد، صرح سفير الصين لدى روسيا لي هوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن التعاون في مجال الطاقة بين البلدين يتمتع بمميزات جغرافية ذات سمات خاصة، وإن قيام خط الأنابيب بنقل إمدادات الطاقة عبر طريق مستقيم يحد بشكل كبير من التكاليف غير الضرورية ذات الصلة بالأموال والموارد.
يذكر أنه في عام 2013، استوردت الصين 24.35 مليون طن من النفط الخام و27.28 مليون طن من الفحم و3.5 مليار كيلووات من الطاقة من روسيا. وبصفته أكبر مشروعات التعاون التقني والاقتصادي بين الصين وروسيا حتى الآن، بدأ التشغيل التجريبي للقسم الأول من محطة تيانوان النووية لتوليد الكهرباء وأنطلقت أعمال بناء المجموعتين رقمي 3 و4 من القسم الثانى للمحطة.
وأشار المستشار الاقتصادي بالسفارة الصينية لدى روسيا تشانغ تشنغ وو، الذي شارك في مفاوضات حول مشروعات معنية للتعاون الصيني - الروسي في مجال الطاقة، إلى أنه في أعقاب توقيع البلدين على العقد في مايو الماضي، شرع الجانب الروسي بشكل مكثف في إجراء الأعمال التحضيرية. وعلى غرار خطوط نقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، تحدو الجانبان الصيني والروسي الثقة في قدرتهما على نقل إمدادات الغاز الطبيعي في الوقت المحدد بحلول عام 2018.
ووفقا للتقييم الأولى الذي أجراه الجانب الروسي، ستبلغ استثمارات القطاع الروسي من مسار مشروع خط الأنابيب 55 مليار دولار أمريكي. ومن ثم، أعرب تشانغ عن اعتقاده بأن هذا الخط سيعود عقب الانتهاء منه بفوائد اقتصادية هائلة على الجانبين، وسيعد نموذجا لكيفية تشغيل وتحسين السلسلة الصناعية عبر الحدود.
وبالنسبة للجانب الروسي، فإن عملية إقامة هذا المشروع التي تتضمن تصميم الأنابيب وشراءها وإنتاجها ونقلها وتركيبها سوف تتيح مما لا شك فيه قدرا كبيرا من الوظائف وتفتح أسواقا أمام المؤسسات ذات الصلة، مما سيعزز التنمية الاقتصادية في الشرق الأقصى الروسي ويسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية الروسية بشأن تطوير هذه المنطقة.
أما بالنسبة للجانب الصيني، فقد قال تشانغ إن المشروع لن يعزز التنمية الاقتصادية للمناطق الواقعة على طول خط الأنابيب فحسب، وإنما سيخفف أيضا من المشكلات الخطيرة الكامنة في التلوث البيئي بشمال وشمال شرقي الصين مع استخدام الطاقة النظيفة، الأمر الذي سيساعد على تحسين البيئة الأيكولوجية وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق الواقعة على طول الخط.
وعند تقييمه للتعاون بين الصين وروسيا في مجال الطاقة، قال السفير لي هوي إن البلدين يتمتعان بتكامل متبادل المنفعة في إطار تعاونهما في قطاع الطاقة، مضيفا أن روسيا دولة كبيرة في إنتاج وتصدير الطاقة وتعد ثانى أكبر دولة مصدرة للنفط وأكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم وتتمتع بأساس متين في مجالات مثل الفحم والطاقة النووية. أما الصين فهى مستهلك كبير للطاقة, وتتصدر في مجالات استيراد النفط واستهلاك النفط الخام والغاز الطبيعي حول العالم.
وشدد يانغ تشنغ، نائب رئيس مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين للمعلمين، على أنه لا تزال هناك إمكانات وقوة كامنة للتعاون بين الصين وروسيا في مجال الطاقة، مؤكدا أن مشروع خط الأنابيب الحالي يعد خطوة أولى للتعاون الشامل بين الجانبين.
ويرى يانغ أنه بعدما تنضج الظروف، من المتوقع طرح المسار الغربي لخط أنابيب الغاز الطبيعي الصيني - الروسي في جدول الأعمال ، ومن غير المستبعد تسجيل ارتفاع سنوي في حجم نقل الغاز الطبيعي البالغ قدره 38 مليار متر مكعب.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn