بقلم : نؤاس الدراجي
طرابلس 9 أكتوبر 2014 (شينخوا) تواصل قوات "فجر ليبيا" عملياتها العسكرية ضد ثوار الزنتان جنوب العاصمة طرابلس ، ويبدو أن عملية حسم لصالح أي من الطرفين ، سيحتاج وقتاً طويلاً ، مع اقتراب العملية من إنهاء الشهر الثالث ، وهذه المرة فتحت محاور جديدة للقتال ، في 6 مناطق (بئر الغنم - الكسارة - راس لفعى - بئر عياد - العزيزية - مشارف غريان) ، وهي مناطق تمثل باطن الجبل الغربي جنوب طرابلس بطول يقترب من 80 كلم .
عبد الجليل احفيظ الناطق باسم القوة الرابعة (درع ليبيا) ، يؤكد أن العملية العسكرية التي تشن ضد الزنتان ليست المعنية بها البلدة ، بل بقايا من ميليشيات مسلحة تابعة لأبنائها هربت من مطار طرابلس ومن العاصمة في أغسطس الماضي ، ونقوم بمطاردتهم من أجل القضاء على المجرمين ، الذين تسببوا في دمار العاصمة قبل خروجهم . ويضيف احفيظ في حديثه مع وكالة أنباء ((شينخوا)) صباح اليوم (الخميس) ، " قواتنا بالتنسيق المباشر مع قيادة فجر ليبيا ، تقوم بالتقدم وبشكل مدروس في المواقع المحاذية للجبل الغربي ، ونقوم بشن عمليات عسكرية مركزة ضد قوات الزنتان المتمركزة في بئر الغنم تحديدا وراس لفعى ، حيث يتواجد عدد كبير من قوات المشاة التابعة لهم ، وتقدمنا يتم وفق ضبط وخطط عسكرية محددة ومعدة سلفا".وعن الهدف من هذه العمليات ، ينوه قائلاً " سنقوم بمطاردة هذه القوات حتى القضاء عليها ، ونحذر مدن الجبل بما فيها الزنتان ، من إيواء هذه القوات التي نعتبرها خارجة عن القانون ويجب التعامل معها". وكان ثوار سابقون من مدينة مصراتة ومدن الغرب شكلوا قيادة موحدة باسم قوات "فجر ليبيا" قد نجحت في تحالف مشترك مع قوات درع ليبيا (الغربية والوسطى)، وسيطروا على مطار طرابلس في 23 أغسطس الماضي، بعد نحو 45 يوما من العمليات العسكرية العنيفة شنوها ضد ثوار الزنتان المتحالفين مع اللواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر، الذي يحارب الجماعات الإسلامية في بنغازي شرقي البلاد. ودخلت قوات فجر ليبيا في عملية عسكرية موسعة منذ نهاية أغسطس الماضي، ضد بقايا قوات ثوار الزنتان المنسحبين ومسلحي جيش القبائل الذين تمركزوا في منطقة ورشفانة (20 كلم) غرب طرابلس . لكن قوات الزنتان ومسلحو القبائل انسحبوا إلى جنوب طرابلس ، وتمركزوا في المواقع الستة المذكورة ، وتخوض معارك واسعة ضد قوات "فجر ليبيا". من جهته ، يعتقد الجيلاني الداهش آمر كتيبة حماية مطار طرابلس السابق وهو أحد قادة ثوار الزنتان البارزين ، أن هذه المعركة ستكون الحاسمة ضد قوات "فجر ليبيا" ، وسيتم دحرهم خارج مدن الغرب بما فيها العاصمة طرابلس .ويشير الداهش في اتصال هاتفي مع ((شينخوا)) ، بالقول " واجهنا مشاكل كبيرة وخسرنا معركة واحدة ، لكن الحرب طويلة وسنخوضها ضد هذه المجموعات المسلحة ، التي عاثت في مدننا فسادا وتخريبا ، نقوم الأن بالإعداد لعملية عسكرية واسعة تحت إمرة الجيش الليبي ، وخلال الأيام القادمة سنقوم بشنها ضد (فـجار ليبيا) على حد وصفه ، وسنلاحقهم إلى أخر رقعة في ليبيا". ويضيف ، " سنستعيد كافة المدن ونقوم بضمان عودة النازحين ، الذين شردوا من ديارهم وعددهم بمئات الآف ، كما وضعنا خطة متكاملة للجانب الانساني ، حيث شكلت لجان متخصصة ومدربة ، بهدف توعية جميع عناصرنا باحترام الأسرى والمدنيين ، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة على حد سواء ، اثناء استعادتنا للمدن المنكوبة ". بدوره ، يرى محمود السوكني وهو ناشط ليبي في مجال حقوق الانسان ، إن هذه العمليات ليست ذا جدوى حقيقي ، فالجميع خاسر في هذه المعارك ، خاصة المدنيين الذين فقدوا ممتلكاتهم ، كما خسروا أحبائهم .ويتابع السوكني ، " الحوار وتبني صوت العقل لحل الخلافات هو المخرج الوحيد للأزمة ، ويجب على جميع المدن التصالح ، ونبذ الشقاق وتركه جانبا لبعض الوقت ، لحين قيام الدولة ومؤسساتها ، كما لا ينبغي على البرلمان الجديد والحكومة تخوين الأطراف ووصفها بالإرهاب ، لأن هذا الأمر من شأنه تصعيد حدة الخلاف ، وشق الصف وتقسيم ليبيا". وكان مجلس النواب قد أصدر قرارا في 24 أغسطس الماضي ، يقضي بتصنيف قوات "فجر ليبيا" وجماعة أخرى هي أنصار الشريعة "مجموعتين إرهابيتين" وقال إنه سيدعم الجيش لمحاربتهما. وأعلنت "فجر ليبيا" عقب سيطرتها على المطار في نهاية أغسطس الماضي ، عدم الاعتراف بمجلس النواب الجديد والحكومة المؤقتة، ودعت "المؤتمر الوطني العام إلى سرعة الانعقاد باعتباره الجسم الشرعي الوحيد القائم لضمان الحفاظ على ثوابت ثورة 17 فبراير 2011 التي اطاحت بنظام القذافي في العام ذاته".وعقد المؤتمر الوطني جلسة طارئة في الخامس والعشرين من أغسطس الماضي، أقال فيها الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني، وكلف عمر الحاسي بتشكيل "حكومة إنقاذ وطني".أما عبد الله الرايس المحلل السياسي الليبي ، فيؤكد أن لا سبيل لإنهاء العمل العسكري المستمر منذ ثلاثة أشهر غرب البلاد ، إلا عن طريق قبول الحوار الذي تقوده وساطة أممية .وأردف قائلاً ، " لا بديل لقادة فجر ليبيا إلى الاعتراف بالوساطة الأممية لإنهاء الأزمة ، لإن تعنتها سيرسل رسالة سلبية للمجتمع الدولي ، مفادها أن هذه القوات ترفض الحوار ، وربما يكلفها مستقبلاً تحالفاً دولياً لاستهدافها ، في حال تدهورت الأوضاع في ليبيا بشكل أكبر ".
واستضافت مدينة غدامس نهاية سبتمبر الماضي ، جولة الحوار الأولى بين الفرقاء الليبيين ، تحت رعاية الأمم المتحدة . ودعت الأطراف في ختام الجولة الدعوة إلى إيقاف إطلاق النار فوراً ، ومن المنتظر استكمال الجولة الثانية للحوار عقب عيد الأضحى المبارك . لكن الجولة الأولى للحوار ، قوبلت باعتراضات كبيرة من قبل بعض قادة قوات "فجر ليبيا" ومن مفتي عام ليبيا الشيخ الصادق الغرياني ، بعد وصفهم الحوار بإنه دعوة "مشبوهة" ، تهدف لخدمة أهداف سياسية وأجندة غربية.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn