فقدان النصاب يعطل للمرة ال 13 اجتماع البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للبلاد

بيروت 23 سبتمبر 2014 / فشل البرلمان اللبناني اليوم (الثلاثاء) ، للمرة الـ 13 منذ شهر إبريل الماضي ، في الانعقاد لانتخاب رئيس للبلاد خلفا للرئيس ميشال سليمان الذي انتهت ولايته في 25 مايو الماضي ليستمر بذلك فراغ سدة الرئاسة بسبب تكرار عدم اكتمال نصاب الثلثين المطلوب دستوريا.

وفي ضوء ذلك قرر رئيس البرلمان نبيه بري بحسب بيان صدر عن مكتبه ارجاء الجلسة المقررة لانتخاب رئيس للجمهورية الى التاسع من شهر أكتوبر المقبل بعد الفشل في تأمين نصابها القانوني الذي يتطلب حضور 86 نائبا أصل 128 يشكلون اعضاء البرلمان. وتخوض (قوى 14 مارس) الانتخابات الرئاسية بمرشحها رئيس (حزب القوات اللبنانية) سمير جعجع في حين انه لا مرشح معلن ل(قوى 8 مارس) حيث يصر قطب هذه القوى النائب ميشال عون زعيم (التيار الوطني الحر) على عدم الترشح ما لم يتم التوافق على اسمه، في حين يدعم رئيس (جبهة النضال الوطني) النائب وليد جنبلاط مرشح الجبهة هنري حلو. وكان البرلمان قد فشل في 12 مرة سابقة بسبب توازن القوى بين القوتين الرئيسيتين في البلاد (قوى 8 و14 مارس) في الانعقاد لانتخاب رئيس للبلاد لعدم اكتمال نصاب الثلثين حيث ينص الدستور على عدم جواز افتتاح جلسات البرلمان أو استمرار انعقادها الا بالنصاب القانوني البالغ ثلثي مجموع اعضاء البرلمان.ولايزال الفرقاء اللبنانيون في القوتين الرئيسيتين في البلاد بعيدون عن التوافق ، في حين ليس لدى أي من الفريقين وحده الأكثرية النيابية التي تمكنه من انتخاب رئيس ينتمي إليه سياسيا مما يعني أن الرئيس لا يمكن إلا أن يكون توافقيا.وقد تعمقت انقسامات الفريقين السياسيين بفعل التوتر والصراع الطائفي في سوريا في وقت تتعاطف فيه السعودية مع (قوى 14 مارس) في حين تتعاطف ايران مع (قوى 8 مارس). وبسبب شغور كرسي الرئاسة في لبنان منذ 122 يوما تتولى الحكومة برئاسة تمام سلام صلاحيات الرئاسة في الحدود الدستورية التي تسمح بإدارة شؤون الدولة حتى حصول التوافق السياسي على اسم الرئيس وانتخابه.

ويعود تولي الحكومة سلطات الرئاسة إلى نص دستوري يقضي بتوليها مجتمعة صلاحيات الرئاسة في حال شغورها لأي سبب.يذكر أن مشهد شغور الرئاسة اللبنانية كان تكرر أكثر من مرة، حيث كان تولى الرئيس السابق ميشال سليمان الرئاسة في 25 مايو من العام 2008 عقب شغور سدة الرئاسة عدة أشهر إثر نهاية ولاية الرئيس الأسبق اميل لحود ، فيما شهد لبنان الحالة نفسها عام 1988 في نهاية ولاية الرئيس الاسبق أمين الجميل.