واشنطن 4 سبتمبر 2014 / أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هذا الأسبوع أنه سيتم إرسال جنود اضافيين لحماية المنشآت الدبلوماسية الأمريكية بعدما استولى إرهابيو تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة بشمال العراق. وهو تحرك من غير المرجح أن يكون إيذانا بإرسال قوات قتالية، ولكن الغارات الجوية ربما تزداد حدة.
وتهدف الولايات المتحدة إلى مواصلة مكافحتها للإرهاب بعد مرور أكثر من عقد من الزمان على الهجمات الإرهابية التي وقعت يوم 11 سبتمبر من عام 2001 في نيويورك وواشنطن، ولهذا السبب تضرب واشنطن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا في حملة من الغارات الجوية.
إن المكاسب التي حققها المسلحون بسيطرتهم على مساحات شاسعة من الأراضي جعلت واشنطن تشعر بالقلق من أن يتجسد كابوسها الأساسي والمتمثل في أن تقتطع هذه الجماعة في نهاية المطاف ملاذا لها في العراق أو سوريا وتستخدمه كنقطة انطلاق لشن هجمات ضد الولايات المتحدة مثلما فعل تنظيم القاعدة في أفغانستان في الفترة التي سبقت هجمات 11 سبتمبر.
وفي الواقع، لقد وجه الإرهابيون بالفعل تهديدا لأمريكا، حيث قالوا في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم "سيرفعون علم الله في البيت الأبيض".
وأصابت هذه التصريحات الكثير من المراقبين والخبراء وصناع السياسات والساسة في الولايات المتحدة بالذعر.
وقال واين وايت، النائب السابق لمدير مكتب المخابرات بوزارة الخارجية الأمريكية الخاص لشؤون الشرق الأوسط، "ليس لدى شك في أن الولايات المتحدة ستصبح شريكا مع قوات البشمركة الكردية والجيش العراقي وحلفاء الولايات المتحدة الراغبين لتصعيد جهد كبير يبذل لمكافحة (تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) في العراق".
بيد أن الخبراء يقولون إن أوباما من غير المرجح أن ينشر قوات قتالية أمريكية على الأرض لأنه يحرص على الميراث الذي سيتركه ويريد أن يتذكره الناس بأنه الرئيس الذي انهى الحرب في العراق.
وبدلا من ذلك، سيقوم على الأرجح بتكثيف حملة الغارات الجوية الأمريكية.
وقال وايت "عندما يصبح المكون البري العراقي والكردي للمجموعة العسكرية المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا جاهزا ومسلحا على نحو أفضل، فإن وتيرة الضربات الجوية الأمريكية ومن المحتمل ضربات جوية أخرى للناتو ضد هذا التنظيم ستتزايد بشكل ملحوظ".
ويتفق الكثير من أعضاء الكونغرس مع تكثيف الغارات الجوية الأمريكية. وفي رد فعل على قيام متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية بقطع رأس الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف، دعا مشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي هذا الأسبوع إلى اسهام أمريكي أكبر في مكافحة ما يرون أنه تهديد إرهابي مهلك.
ومن جانبه، لن يكون أوباما كارها لتكثيف الهجمات الجوية، إذ من المرجح أن يوافق الكونغرس على تحرك كهذا، حيث صرح الخبير الإستراتيجي الجمهوري فورد أوكونيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن "الكونغرس مستعد للسماح له باستخدام القوة على نحو أكبر".
ولكن البيت الأبيض يواجه معضلة: فبينما من غير المرجح أن يقوم أوباما بنشر قوات قتالية أمريكية، لا يمكن إحراز النصر في محاربة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية عبر الغارات الجوية فحسب.
وقال العالم السياسي البارز بمؤسسة راند البحثة جوناه بلانك لـ((شينخوا)) إن "تدمير (تنظيم الدولة الإسلامية ) أسهل في القول منه في الفعل. ولا يمكن انجاز المهمة عبر القوة الجوية وحدها، فلا توجد شهية في الولايات المتحدة لعمل بري كبير النطاق".
كما يواجه البيت الأبيض معضلة محاربة عدو يقوم بعمليات في كل من العراق وسوريا، وانتقد بعض النقاد الإدارة الأمريكية لاستبعادها القيام بأي عمل عسكري في سوريا واختيارها التركيز على العراق بدلا من ذلك.
بيد أن وايت لفت إلى أن التركيز على القيام بعمليات في العراق يعد إستراتيجية سليمة.
وذكر أن "التاريخ العسكري أثبت أن احتمالية نجاح جهد مركز واحد أكبر من تشتيت القدرات لتغطية عمليات عسكرية على جبهتين".
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn