أعلن زعيم «بوكو حرام»، أبوبكر شيكاو يوم 24 أغسطس الجاري الخلافة الإسلامية في بلدة بولاية بورنو في شمال شرق نيجيريا، وقال شيكاو ان غوزا الواقعة في ولاية بورنو "لا علاقة لها بنيجيريا" بعد الآن .
ويذكر أن الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أصدرت قبل شهرين بيانا أعلنت فيه قيام ما أسمته "الخلافة الإسلامية" وبايعت زعيمها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. وقد سيطر "داعش" على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
وقال يين قانغ الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن إنشاء دول"الخلافة الإسلامية"هي مرحلة جديدة من تطور الحركات السياسية الدينية المتطرفة المعاصرة.
في الواقع، التشابه بين " الدولة الإسلامية في العراق والشام "و" منظمة بوكو حرام" لا يقتصر في الأهداف المشتركة فحسب ،وإنما في المبادئ التوجيهية وإستراتيجية عمل كلا المنظمتين أيضا. حيث تتخذ المنظمتان المتطرفتان أسلوب قتل وخطف وترهيب الناس لتحقيق المصالح الذاتية. ومنظمة " بوكو حرام" كثيرا ما نشرت فيديو تظهر مقتل أشخاص ذات الصلة، وتتخذ نفس طريقة " الدولة الإسلامية" في التعامل مع الأسرى.
وقال لي شاو شيان نائب مدير معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن " الدولة الإسلامية" و" منظمة بوكو حرام " يلبسان لون منظمة " القاعدة" المتطرفة، وتبحثان عن طريق التنمية على أساس التطرف والإرهاب.
ويعتقد يين قانغ الباحث في معهد دراسات شؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية،أن الظهور القوي والتوسع السريع لـ " الدولة الإسلامية " و" منظمة بوكو حرام" خلال الشهرين الماضيين سببه حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة والتي وفرت فضاءا واسعا لتطوير نشاطات التطرف. كما أن إطاحة القوى الأجنبية بالشخصيات القوية في الشرق الأوسط إلى صعود المنظمات المتطرفة في المنطقة.
ويعتقد لي شاو شيان نائب مدير معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، أن فجوة التنمية الاقتصادية والاختلاف الديني بين شمال وجنوب نيجيريا وفرت التربة الخصبة لتوسع نشاطات" منظمة بوكو حرام".
وبالإضافة إلى ذلك، يرى لي شاو شيان أن العالم العربي مستعمرة غربية منذ دخول العصر الحديث، وحول الاستعمار والاستغلال على المدى الطويل الشرق الأوسط إلى منطقة مليئة بمشاعر السخط . وعلى الرغم من أن العالم العربي بات مستقلا حاليا، إلا أن تاثير الغرب على هذه المناطق لا يزال قويا جدا.
إن معاداة المنظمات الدينية المتطرفة الأفكار الغربية يجذب اهتمام عامة الناس. وبسبب هذا الخلاف، فإن راية معارضة الغرب تلقى ترحيبا حارا جدا في العالم العربي.
دائما ما تترجم منظمة " بوكو حرام" إلى " التربية الغربية حرام". وتدعو المنظمة تنفيذ القوانين الدينية في نيجيريا، ويعارضون التربية والثقافة الغربية، العلم الحديث، ضد النظام التعليم الغربي، الديمقراطية والانتخابات، حتى أنها تعارض ارتداء القميص والسروال.
أعلن أبو بكر شيكاو زعيم جماعة بوكو حرام الإسلامية المسلحة في نيجيريا يوم 25 أغسطس الجاري في شريط الفيديو دعمه لزعيم لتنظيم الدولة الإسلامية ابو بكر البغدادي .
يرى يين قانغ أن تشابه المنظمتين في الفكر لا يعني سهولة في الاتحاد بينهما، حيث أن تواجد المنظمتين في منطقتين متباعدة جدا يصعب من التعاون بينهما. ولكنن حذر يين قانغ من أن يزداد عدد الجماعات الإسلامية المتطرفة الموالية للبغدادي.
وقد اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم 15 أغسطس الجاري قرار رقم 2170 يتضمن اخذ التدابير لقطع تمويل وتجنيد المنظمات المتطرفة في العراق وسوريا وفرض العقوبات على الأشخاص الممولين.
وبدأت أمريكا وحلفائها الترتيبات لتنفيذ الضربات العسكرية في سوريا وتوسيع الضربات الجوية في شمال العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. كما أعلنت أمريكا في نيجيريا مكافأة 7 ملايين دولار للقبض على أبو بكر شيكاو، زعيم بوكو حرام.
ويعتقد لي شاو شيان أن أمريكا لن تستطيع الخروج من مستنقع الدولة الإسلامية على المدى القصير. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الفترة تختلف مع فترة الإرهاب العالمي التي عاشته أمريكا بعد حادثة 9 سبتمبر، والقوة الأمريكية من غير المرجح أن تنفذ ضربة عسكرية مباشرة على " بوكو حرام". ولكن، سوف تحافظ أمريكا على من يهتم بـ " بوكو حرام" ،وسوف توفر المال ،واستخدام من وقت لآخر طائرات استطلاع على نيجيريا لمنع ظهور " بكو حرام" بقوة اكبر.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn