أثار نشر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يعرف بــ "داعش" على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لجريمة ضد الانسانية يظهر ذبح الصحفي الامريكي جيمس فول يغضب العالم اجمع، وتفاقم مخاوف الناس من الارهاب والوضع الامني في منطقة الشرق الاوسط. وقد أدان مجلس الأمن الدولي، يوم 22 أغسطس الجاري ما قام به تنظيم الدولة الإسلامية من قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي وقال إنه يجب هزيمة هذا التنظيم وأيدلوجية التطرف التي يعتنقها.
إنذبح الصحفي الامريكي جيمس فولي جريمة ضد الانسانية وصدمة لا تنسى لامريكا في الشرق الاوسط. وقال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل، إن الدولة الإسلامية تشكل تهديدًا “يتجاوز كل ما نعرفه” من حيث الإرهاب .وأضاف، أن هؤلاء يتجاوزون كل ما بإمكاننا معرفته، يجب أن نكون مستعدين لكل شيء. لكن قضية الارهاب لم تشكل بين ليلة وضحاها وإنما يستدعي النظر بجدية في سبب وكيفية تطور الارهاب في منطقة الشرق الاوسط.
منذ الثلاثينات من القرن الماضي وقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي السبب الاساسي وراء نشأة الارهاب في الشرق الاوسط، إلا أن الارهاب خلال تلك الفترة كان ذات خصائص قومية، في حين ادى تراجع السياسة الدولة في بداية التسعينيات القرن الماضي، الى خلق تحديات جديدة وطبع الارهاب في المنطقة بعلامة الارهاب الاسلامي المتطرف. حيث استغل هؤلاء الارهابين العقيدة الدينية والتكنولوجيا الحديثة والوسائل القاسية الاخرى لتحقيق اهدافهم على حساب المدنيين الابرياء. وإن " داعش" اليوم التي يتجاوز تأثيرها وحجمها" القاعدة"مثال ونموذج.
والجدير بالذكر هو أن سبب التطرف سواء بالنسبة لتنظيم " القاعدة" أو تنظيم " الدولة الاسلامية" يرتبط ارتباطا وثيقا مع امريكا، التي قدمت في ثمانينيات القرن الماضي المال والسلاح وغيره للجهاديين في افغانستان، مما وضع اساسا ماديا لولادة تنظيم "القاعدة". بالاضافة الى ذلك ، فإن الدولة الاسلامية في العراق والشام فرع من تنظيم القاعدة، واستطاع أن يحقق نموا سريعا بفضل اسقاط امريكا نظام صدام حسين بالقوة في العراق، واستراتيجية التواطؤ للاطاحة بنظام بشار الاسد في سوريا. وأشار مساعد وزيرة الخارجية لشؤون شرق آسيا وحوض المحيط الهادي كريستوفر هيل الى أن سياسة التمييز ودعوة امريكا الى اسقاط النظام السوري وتعزيز النظام العراقي في نفس الوقت ادى الى ولادة الدولة الاسلامية في هذين البلدين.
كما أن التدخل الامريكي القوي في شؤون الشرق الاوسط خلق صعوبة في تنظيف الفوضى. والجهود الخجولة لاعادة الإعمار لم تستطع مساعدة هؤلاء الذين يكافحون من اجل القضاء على الفقر وتحقيق السلام والرخاء في الشرق الاوسط. ومع ذلك، فإن عدم حل المشكلة الاساسية يعني ترك فرص وفضاء للتطرف.
وينبغي على امريكا ان لا تدخر جهدا وأن تكون مسؤولة في محاربة المتسببين للفوضى في العراق. وفي مواجهة الواقع القاسي، ينبغي على امريكا ايضا التعلم من الماضي الذي ولد التطرف من الاعمال الشائنة، وأن تتخذ سياسية تتماشى مع المصالح العامة لشعوب الشرق الاوسط.
لقد فتح " صندوق بندورة" ،ولا ينبغي تجاهل قضية مكافحة الارهاب في مجال العلاقات الدولية منذ الآن. حيث أن خطر الارهاب بات خطرا مشتركا تواجهه البشرية. وإن وقف توسع " الدولة الاسلامية" ممثل الجماعات المتطرفة في العراق و سوريا واطلاق حرب ارهاب كبيرة تتطلب تعاون دولي فعال ايضا.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn