قامت الطائرات الحربية الأمريكية في 8 أغسطس الحالي بإستهداف تنظيم داعش شمال العراق. وفي هذا الصدد، إتصلت شبكة الشعب بنائب مدير معهد الصين للأبحاث الدولية روان زونغ تسيه، وأجرت معه حوارا حول أهداف الضربات الجوية الأمريكية ونتائجها الممكنة. وفي هذا الإطار، يرى روان زونغ تسيه أن الضربات الجوية الأمريكية من غير المتوقع أن تغير الوضع في العراق.
وقام روان زونغ تسيه بتحليل الضربات الجوية الأمريكية من زاويتي الوضع الأمريكي والدولي. حيث رأى بأن قرار أوباما بشن ضربات جوية على داعش أتى نتيجة لبعض العوامل الداخلية، حيث تصاعدت الإنتقادات الموجهة له، وتشهد نسبة تأييده تراجعا مستمرا. كما سيستعد لخوض الإنتخابات النصفية في نوفمبر القادم، وبالنظر من الوضع الداخلي، فإن الأمور ليست في صالح الحزب الديمقراطي، وإذا استمر الوضع على ماعليه فإن مجلس المستشارين والبرلمان سيسيطر عليهما الحزب الجمهوري، ومن ثم"سيفتقد أوباما القوة الكافية لتغيير الوضع، ونظرا لأنه لم يحقق أي إنجاز بعد مرور عامين على إعادة إنتخابه، لذا، فإن الضربات الجوية في العراق، ستعد بالنسبة له إحدى الإنجازات التي سيستعرضها."
أما بالنظر من العوامل الدولية، فقد واجهت الحكومة الأمريكية إنتقادات كبيرة من الجناح المحافظ بعد الإنسحاب من العراق، خاصة في ظل عدم وجود ضمانات للوضع العراقي، وعجز الجيش العراقي عن مواجهة تنظيم داعش. من جهة أخرى، يحاول أوباما تحويل الأنظار، فمنذ أن أعيد إنتخابه، خصصت الحكومة الأمريكية الجزء الأكبر من جهودها الدبلوماسية لمنطقة الشرق الأوسط، خاصة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن الهجوم الإسرائيلي على حماس الذي خلف أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، وفشل الوساطة الأمريكية، وإستمرار إنحيازها إلى إسرائيل، عرضها لإنتقادات دولية متزايدة، وهو ما يعد فشلا بالنسبة للدبلوماسية الأمريكية. وهنا، تأتي الضربات الجوية الأمريكية داخل العراق في إطار تغيير الأنظار.
ويشير روان زونغ تسيه إلى أن الأهداف الأمريكية من هذه الضربات تبدو ضبابية، حيث إستثنت هذه العملية التدخل البري. لكنها ستتواصل إلى غاية الإنتخابات النصفية على الأقل، وسيكون لها تأثير داخل الوضع العراقي، كما سيكون بإمكان أوباما الرد على المنتقدين، والحصول على المزيد من دعم الرأي العام
في ذات الوقت يعتقد روان زونغ تسيه ان هذه العمليات الجوية من غير المتوقع أن تحدث تغيرا في الوضع العراقي، حيث يعيش العراق حالة من الإنقسام، بما في ذلك الأكراد في الشمال، والطائفة السنية في الوسط والطائفة الشيعية في الجنوب، وقد أصبح الإنقسام العراقي أكثر وضوحا، وأصبح من الصعب التوصل إلى رئيس أو نظام سياسي يقبل به الجميع، ويوحد الأطراف الثلاثة. كما لا تزال معالجة مشاكل العراق، في حاجة إلى حوار وتنازلات مختلف الأطراف، وقد تؤدي الضربات الجوية والضغط إلى إضعاف القوى الإرهابية في الوقت الحالي، لكن ذلك لن يعالج الوضع العراقي من الجذور، وسيظل العراق مهددا بالإضطرابات والإنقسام.
أنباء شينخواشبكة الصين إذاعة الصين الدوليةتلفزيون الصين المركزي وزارة الخارجية الصينيةمنتدى التعاون الصيني العربي
جميع حقوق النشر محفوظة
التلفون: 010-65363696 فاكس:010-65363688 البريد الالكتروني Arabic@people.cn